تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها من أجل تحسين الأمن الغذائي العالمي، كتحد تواجهه العديد من دول العالم بسبب أثار التغير المناخي، عبر وضع حلول فعالة خلال استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28».
وتعد التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، لاسيما تأثيرها على قطاعي المياه والزراعة، حيث تشير الدراسات المعنية إلى أن تداعيات التغيرات المناخية، تهدد الأمن الغذائي العالمي لنحو 40% من إجمالي المحاصيل.
وأوضح خبير المناخ والتنمية المستدامة الدكتور محمد داود أن موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة وشح الموارد المائية وقلة معدلات الأمطار، مهدد رئيس للأمن الغذائي، خصوصاً مع اتساع وتيرتها في كل قارات العالم، مؤكداً أن التطلعات لإيجاد حلول حقيقية لتحسين وضع أمن الغذائي العالمي خلال «كوب
28»، أكبر من أي وقت مضى.
وأكد داود في تصريح لـ«الاتحاد» أنه في ظل الأوضاع المناخية الحالية تعد القمة المقبلة، الأكبر والأهم، لمناقشة مصير كوكب الأرض وتأثير التغيرات المناخية، وهو ما يعكس دور الإمارات الرائد والتاريخي في تنظيم مؤتمر يعول عليه العالم كثيراً في إنقاذ البشرية من هذه المستجدات على الطقس الضار لكل جوانب الحياة.
وبيّن داود أن التغيرات المناخية تهديد حقيقي للأمن الغذائي، والتنمية المستدامة، ومكافحة الفقر والجوع في العالم، وتؤثر بشكل مباشر على أسعار الغذاء عالمياً وتؤدي إلى ارتفاعها بشكل كبير وربما غير مسبوق، بما ينعكس على عدم قدرة الفئات الفقيرة على تحمل هذه الأسعار.
وأشار إلى أنه من المتوقع بحلول عام 2050 أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة 30% تقريباً، معظمهم في البلدان النامية والفقيرة والتي تعاني أساساً من شح الموارد الطبيعية ونقص الغذاء.
وفي ظل استمرار الاتجاهات الحالية، فإن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، ترى أنه يجب زيادة الإنتاج الزراعي والغذاء في العالم بنحو 60% لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية والمحاصيل الزراعية، وتوفير أساسيات النمو الاقتصادي والحد من الفقر.
من جانبها، ذكرت خبيرة الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية التونسية الدكتورة روضة القفراج أن الأمن الغذائي مرتبط بصورة كبيرة بتغير المناخ الذي يؤثر على المياه في العالم، حيث إن دورة المياه تختل وتتأثر وتضطرب بشكل كبير، مما يتسبب في اضطراب كبير أيضاً في مردود الزراعة المروية والمطرية والمياه الافتراضية لأن الجفاف واضطراب الأمطار مشكلة في كل بلدان العالم وبدرجات مختلفة.
ولفتت القفراج إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار تأثير ارتفاع درجة الحرارة على الغلاف الجوي الذي يؤثر على التبخر، وزيادة نسق الجفاف، ومن هنا تأتي ضرورة التفكير في اتفاقية جديدة مكملة لاتفاقية باريس تخص الدورة المائية لكل الأرض.
وتابعت خبيرة الموارد المائية التونسية، أن دولة الإمارات تلعب دوراً مهما في المحافظة على سلام كوكب الأرض من خلال الدور الذي تلعبه سواء من خلال استضافة «كوب 28»، بالتوصل لاتفاقيات تحد من تأثيرات تغير المناخ على إنتاج الغذاء العالمي، أو من خلال جهودها المستمرة المنصبة على هذا الاتجاه بالتواصل مع كل الدول والأطراف المعنية والمنظمات الدولية.
البيان