يتجه الذهب إلى الإغلاق على مكاسب لثالث أسبوع على التوالي، حيث يحاول الاحتفاظ بالمستويات السعرية المرتفعة نسبياً ليتماسك سعر الذهب الفوري ضمن مستويات 1980-1985 دولاراً للأونصة، فيما لا تزال العقود الآجلة للذهب في بورصة COMEX محتفظة بمستوى 1990 دولاراً للأونصة.

وحسب تقرير صدر عن «إكس إس دوت كوم» فإن تحركات الذهب جاءت بعد سلسلة من البيانات من الاقتصاد الأميركي والتي كان آخرها أرقام مؤشر أسعار الإنفاق الشخصي الاستهلاكي لشهر سبتمبر الماضي حيث جاءت القراءة الأساسية للمؤشر (core PCE) مع نمو بنسبة 3.7% على أساس سنوي وذلك بما يتماشى مع توقعات المحللين، فضلاً عن تحقيق نمو بنسبة 0.3% خلال سبتمبر مقارنة مع أغسطس وبما يتماشى مع التوقعات أيضاً.

وأكد التقرير الذي أعده سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في «XS.com» أن القراءات الأخيرة، والتي ستكون المقياس الأول للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع خلال الأسبوع القادم، لايبدو أنها قد أثرت في توقعات الأسواق حول قيام اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بإبقاء معدلات الفائدة بدون تغيير، منبهاَ بأنه في ذات الوقت، فإن القراءة الحالية تعني أن التضخم لا يزال بعيداً عن مستهدف البنك المركزي، وبذلك قد نرى ثبات لأسعار الفائدة عن مستوياتها الحالية لفترة طويلة خلال العام القادم، إضافة إلى ذلك، عززت جملة البيانات يوم أمس فرضية أسعار الفائدة لفترة أطول من المتوقع، حيث سجل الناتج المحلي أعلى وتيرة نمو لم تسجل منذ حوالي العامين وذلك عند 4.9% خلال الربع الثالث مقارنة مع الربع المماثل من العام الفائت.

واستنتج التقرير أنه بناء على ما سبق لايوجد ما قد يدعم الارتفاعات المستمرة للذهب في الوقت الحالي باستثناء المخاوف حول مستجدات منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أنه علاوة على ذلك، وعلى الرغم من الارتفاعات الأخيرة للذهب، تستعد كبرى صناديق الذهب المادي لتسجيل أسبوع آخر جديد من صافي التدفقات السلبية، إذ يتجه صندوق (IAU) iShares Gold Trus إلى الأسبوع الخامس عشر على التوالي من صافي التدفقات الخارجة، أما أكبر صناديق الذهب، SPDR Gold Trust (GLD)، فيتجه أيضاً إلى تسجيل صافي تدفقات سلبية للأسبوع الثاني على التوالي، في حين كان سيسجل ثامن أسبوع على التوالي من التدفقات الخارجة لولا التدفقات بأكثر من 940 مليون دولاراً في 20 من أكتوبر الجاري والذي دفعت الصندوق لتسجيل تدفقات موجبة عند 70 مليون دولاراً في الأسبوع المنتهي في 16 من أكتوبر، لافتاً إلى أنه في المحصلة، فقد سجل كلا الصندوقين صافي تدفقات سلبية بأكثر من 5.8 مليار دولار منذ بداية العام.

وأعرب سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في «XS.com» عن اعتقاده بأن استمرار نزوح التدفقات من صناديق الذهب تعكس المعنويات السلبية للمستثمرين بشأن أسعار الذهب وهو ما قد يعيق المعدن الأصفر من الاحتفاظ بمكاسبه الحالية لوقت مطول لاسيما وأن الاقتصاد الأميركي لا يزال قوياً ويظهر المزيد من علامات الانتعاش إلى جانب أن النتائج الإيجابية لمعظم الشركات عن الربع الثالث ساعدت في تعزيز هذه الصورة.

وقال إن استمرار أسعار الفائدة في الثبات عند مستوياتها المرتفعة لفترة مطولة بالتزامن مع يقين الأسواق من أن الفيدرالي قد انتهى فعلاً من رفع أسعار الفائدة قد يقود إلى المزيد من التدفقات باتجاه صناديق السندات والتي تشهد بالفعل تدفقات موجبة منذ أشهر في أغلبها وهو ما قد يزيد من الضغط على الذهب، منوهاً بأنه من المرجح اتجاه المستثمرين لتوظيف أموالهم في الأصول المدرة للعوائد مع استغلال معدلات الفائدة القياسية الحالية بالتزامن مع وصول تلك صناديق السندات إلى قاعها بعد سلسلة التراجعات الحادة.

الاتحاد