اتخذت الأزمة العراقية منعطفاً جديداً أمس، بعد إعلان وزير المالية رافع العيساوي تقديم استقالته من الحكومة، وسط عشرات آلاف المتظاهرين في مدينة الرمادي، بينما قابل رئيس الوزراء نوري المالكي النبأ بنبرة تحدٍ، معلناً أنه «لن يقبل استقالة العيساوي إلا بعد انتهاء تحقيق معه بشأن فساد مالي وإداري»، تزامناً مع تأكيد رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، بتقديم وزراء قائمة العراقية، التي ينتمي إليها العيساوي، استقالاتهم خلال الساعات المقبلة، فيما كشفت لجنة التظاهرات في الأنبار، عن تصميم علم خاص لـ «إقليم المنطقة الغربية» يشبه علم الثورة السورية.
وأعلن العيساوي استقالته من منصبه في الحكومة، في كلمة ألقاها في ساحة الاعتصام بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غربي العراق أمس. وقال أمام الآلاف من المتظاهرين والمعتصمين في الرمادي: «أعلنها في ساحة الاعتصام، بأني أقدم استقالتي من الحكومة العراقية، ولن أعود لهذه الحكومة التي أعلن براءتي منها».
ورد المتظاهرون على إعلان العيساوي بهتاف «كلنا معك عيساوي». وندد الوزير المستقيل بوزراء القائمة العراقية التي ينتمي إليها الذين ينوون العودة إلى اجتماعات الحكومة، وبينهم وزير الكهرباء كريم وحيد.
في مقابل ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي، في خبر عاجل أوردته قناة «العراقية» الحكومية، أنه «لن يقبل استقالة العيساوي إلا بعد انتهاء التحقيق في مخالفاته المالية والإدارية»، مؤكداً أن مكتب المالكي «لم يتلق استقالة رسمية».
ويأتي إعلان العيساوي عن استقالته من الحكومة، وسط أنباء عن صدور مذكرة قضائية بالقبض عليه بتهمة «الإرهاب».
استقالة جماعية
من جانبه، أكد رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة، أن استقالة العيساوي ستعقبها بعد ساعات استقالات لوزراء آخرين من قائمة العراقية، داخل مدنهم التي تشهد تظاهرات واعتصامات. وقال أبو ريشة في تصريحات، إن «استقالة وزير المالية جاءت بعد تداول الأمر مع زعماء محافظة الأنبار، وستكون هناك استقالات خلال الساعات المقبلة لوزراء آخرين».
تظاهرات الجمعة
وكان عشرات آلاف العراقيين خرجوا في تظاهرات، ككل جمعة، ضد حكومة المالكي، حيث تقدم التظاهرات المئات من رجال الدين وشيوخ العشائر والوجهاء في ساحات الاعتصام، وفي عدد من المساجد في مدن سامراء والأنبار والفلوجة وكركوك وبعقوبة والموصل، في ظل إجراءات أمنية مشددة، وانتشار كثيف لقوات الجيش والأجهزة الأمنية في الشوارع المحيطة في أماكن تجمع المتظاهرين وفي المساجد.
علم الإقليم
إلى ذلك، كشفت اللجنة الإعلامية للمتظاهرين في الأنبار، عن «الانتهاء من تصميم علم إقليم الغربية». وقالت اللجنة في بيان لها إن «اللجنة اختارت علم إقليم الغربية، بعد أن تم ترشيح أربعة نماذج».
وأوضحت أن «العلم يحتوي على أربعة ألوان، هي الأخضر والأبيض والأسود والأحمر، حيث يكون شكل العلم ثلاثة خطوط مستطيلة، الأول باللون الأخضر والثاني باللون الأبيض والثالث باللون الأسود، أما اللون الأحمر فسيكون للنجمة التي تتوسطه»، وهو ذات تصميم علم الثورة السورية، إلا أنه بنجمة واحدة.
رئيس الصحوة
وبالتوازي، شهدت ساحة الاعتصام في مدينة الفلوجة احتجاجات وغضباً وتراشقاً بالكلام بين المعتصمين وخطيب الساحة، بسبب حضور لورانس الحردان، شقيق رئيس مجلس صحوة العراق الجديد وسام الحردان إلى ساحة الاعتصام، حيث طالب المعتصمون الخطيب بطرد الحردان من الساحة، فيما رد الخطيب عليهم وطالبهم بالهدوء وعدم التعرض له، لأنه «تبرأ من أخيه».
إقليم كركوك
طالبت الجبهة التركمانية العراقية أمس، بجعل كركوك إقليماً خاصاً يدار بشكل مشترك بين مكوناتها. وأكدت أن جميع الأحزاب التركمانية في كركوك متفقة على هذا المطلب. وقال الناطق باسم الجبهة التركمانية علي مهدي صادق، في تصريح صحافي، إن «استراتيجيتنا حيال المستقبل الإداري لمحافظة كركوك، تتمثل بجعلها إقليماً خاصاً يدار بشكل مشترك بين مكونات المحافظة الرئيسة»، مؤكداً أن «مطلبنا يتفق مع المادة 119 من الدستور».
البيان