تقع محمية وادي الوريعة بإمارة الفجيرة وتضم 20 نوعاً من الثدييات، و114 نوعاً من الطيور من 475 نوعاً من الطيور في الدولة، و29 نوعاً من الزواحف ونوعين من البرمائيات ومثلهما من أسماك المياه العذبة من أصل ثلاثة أنواع في الدولة إلى جانب 211 نوعاً من أنواع النباتات بما في ذلك زهرة الأوركيد الفريدة والنادرة في دولة الإمارات، و 74 من اللّافقاريات الأرضية تنتمي إلى 12 رتبة مختلفة، من بينها 65 نوعاً جديداً من الحشرات في وادي الوريعة، و24 نوعاً من اليعاسيب والأنواع الرئيسية مثل النمر العربي، والغزال العربي.
وأوضح الدكتور علي حسن الحمودي، مدير محمية وادي الوريعة أن المحمية التي تقع في محيط منطقة البدية نحو 45 كيلومتراً إلى الشمال من مدينة الفجيرة تتميز بتنوع بيولوجي من الحياة الفطرية، من حيوانات ونباتات وحشرات نادرة ومهددة بالانقراض. وتبلغ المساحة الإجمالية للمحمية 220 كيلومتراً مربعاً، مقسمة إلى ثلاثة قطاعات إدارية، هي: السياحة المستدامة وتضم جميع الأنشطة السياحية والخدمية التي توفر للزوار فرصة للتمتع بالطبيعة. والحماية المركزية، وتضم مصادر المياه العذبة الدائمة والحيوانات البرية وفيها حوض تجميع المياه الجوفية الذي يعدّ مهماً لاستدامة مصادر المياه الطبيعية، إلى جانب قطاع الحماية المحيط، وهو خط الدفاع الأول للمحمية في مواجهة التمدد الحضري، وتسمح فيه بممارسة بعض الأنشطة وفق اشتراطات صارمة، للحفاظ على البيئة، من دون الإخلال بالتوازن الطبيعي وإلحاق الضرر بالمنظر الجمالي للمنطقة.
وأضاف أن إنشاء المحمية جاء بمرسوم أصدره صاحب السموّ الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة كأول محمية جبلية في دولة الإمارات، وفق القانون رقم 2 لعام 2009، حيث يتضمن مواد في الحفاظ على المحمية وحظر صيد الطيور بكل أنواعها، بعد أن أظهرت المتابعات أن هناك طيوراً بدأت توجد للمرة الأولى نتيجة البيئة الجاذبة التي توفرها المحمية، وبسبب وجود عدد مختلف من النباتات ومصب الشلال والتضاريس الصخرية التي توفر عوامل الجذب للطيور المقيمة والمهاجرة.
وأكد أن الهدف الرئيسي من إنشاء المحمية إقامة محمية مستدامة تجمع بين التراث المحلي والحياة العصرية، مع المحافظة على التنوع الأحيائي الفريد من نوعه والمواطن الطبيعية وتقديم نموذج اقتصادي يحتذى في المنطقة.
وأوضح أن تسمية وادي الوريعة تعود إلى نبات قصاب الماء المعروف محلياً بالورع، وينتشر في المناطق التي تحظى بوجود الماء على مدار العام، ويكون أكثر كثافة بالقرب من البرك ومجاري المياه الدائمة المنتشرة في الوادي.
وأشار إلى أن المحمية تتمتع بنظام مراقبة صارم يستهدف الذين يحاولون صيد الطيور باستمرار، عبر الجوالين من فريق عمل المحمية تدرّب على مراقبة أي تحركات غير طبيعية للدخلاء بشكل غير قانوني، واستخدام الكاميرات الموزعة في المحمية واستخدام طائرات من دون طيار مزودة بكاميرات حرارية، لتعمل في المساء ومكبّرات صوت لتحذير أي مخالف في المحمية.
ولفت إلى أن المحمية تضم حالياً نحو 90 كاميرا لرصد الحياة الفطرية، وزّعت في جميع أنحاء المحمية الوطنية، في موائل مختلفة تشكل أهمية في النظام البيئي، حيث تساعد على رصد أنواع التنوع البيولوجي، وموطن الحيوانات وأماكن وجودها، وسلوكها، وكذلك التهديدات سواء الطبيعية أو التي صنعها الإنسان. وتشمل هذه التهديدات الرعي الجائر والصيد غير المشروع.
وقال «بحسب تصنيف الصندوق العالمي لصون الطبيعة أن المحمية تعدّ أغنى الموائل الطبيعية وأندرها وأكثرها تميزاً، بعد أن أعلنت أرضاً رطبة ذات أهمية دولية وفق معاهدة «رامسار»، لتكون بذلك الموقع رقم 1932 دولياً ورقم 2 في دولة الإمارات، بعد محمية رأس الخور في دبي. وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» وادي الوريعة بالشبكة العالمية لمحمية المحيط الحيوي».
وأشار إلى أن التركيب الجيولوجي للمنطقة والخصائص الهيدروجيولوجية للصخور منحتها القدرة على الاحتفاظ بالمياه الجوفية التي تغذي الكثير من الينابيع والجداول الدائمة على مدار السنة، وبين أن كثيراً من السكان المحليين يمارسون أنشطة تقليدية متوارثة بالمحمية، كجمع العسل والرعي والصيد وجمع النباتات ذات الاستخدامات الطبية الشعبية.
ويجري فريق المحمية الكثير من الأبحاث والدراسات، كالمراقبة والتتبع للحياة البرية والأنشطة البشرية لتطوير استراتيجيات الحفاظ على الطبيعة بشكل مستدام.
الخليج