تحتفي دولة الإمارات غداً بيوم الصحة العالمي، الذي يتخذ هذا العام شعار «صحتي- حقي» بهدف الدفاع عن حق كل شخص في أي مكان في الحصول على الخدمات والرعاية الصحية اللائقة دون أي تمييز.
وينسجم شعار المناسبة هذا العام مع رؤية دولة الإمارات وجهودها الهادفة إلى تعزيز نظام صحي متطور ومتكامل ومتاح للجميع، يركز على تحسين جودة حياة الأفراد ويدعم أنماط الحياة الصحية، ويتمتع بأعلى مستويات الجاهزية للمستقبل، والجودة في الرعاية المتخصصة.
وتعد المناسبة فرصة لتسليط الضوء على إنجازات قطاع الصحة في دولة الإمارات الذي يواصل حضوره المتميز وريادته الإقليمية والدولية، على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية ليؤكد مجدداً جاهزيته وقدرته على مواجهة كافة التحديات الصحية وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة.
وحققت الإمارات نتائج باهرة في المؤشرات التنافسية العالمية في المجال الصحي، حيث احتلت المرتبة الأولى عالمياً في التحصين ضد الحصبة، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار 2023 الصادر عن معهد ليجاتم الذي أشار أيضاً إلى حصول الإمارات على المركز الأول عالمياً في مؤشرات تغطية الرعاية السابقة للولادة، وغياب الوفيات والإصابات من الكوارث الطبيعية ووجود برامج وطنية للكشف المبكر.
ووفقاً للتقرير ذاته، نالت الإمارات المركز الأول بالعالم في مؤشري مدى تغطية الرعاية الصحية، وقلة تلوث الهواء داخل المنازل بسبب الوقود، كما حققت المركز الثاني عالمياً والأول عربياً في مؤشر يتعلق بمستوى الرضا عن الرعاية الصحية.
ونالت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في تسجيل المواليد من قبل السلطة المدنية للأطفال دون سن 5 سنوات، وذلك بناء على نتائج مؤشر أهداف التنمية المستدامة 2023 الصادر عن مؤسسة بيرتلمان ستيفتنج وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وحصلت على المركز الثاني عالميا والأول عربياً في معدل الإصابة بالسل لكل 100 ألف من السكان، بناء على ما أظهرت إحصائيات المؤشر ذاته.
بدوره يواصل المجلس الصحي الذي يضم الجهات الصحية الحكومية دوره في تعزيز التكامل والتنسيق في الجهود والمبادرات والمشاريع الصحية كفريق واحد لتحقيق الأهداف الوطنية الصحية لدولة الإمارات وتشكيل خارطة طريق مستقبلية لها بمسار الصحة.
وخلال الاجتماعات التي عقدها منذ بداية العام الجاري، بحث المجلس مستجدات إنشاء منصة موحدة للتقديم على خدمة التسجيل والترخيص لمزاولي المهن الصحية، ومشروع إنشاء مركز وطني للوقاية من الأوبئة، وإنشاء مجلس الإمارات لاعتماد منشآت الرعاية الصحية، كما ناقش قانون الصحة العامة ومكافحة الأمراض السارية إضافة إلى دراسة مشروع منصة الابتعاث للدراسة خارج الدولة في مجال العلوم الصحية ومشروع السحابة الصحية.
واستعرض المجلس خلال جلسته الأخيرة التي عقدت 25 مارس الماضي مستجدات مشروع السحابة الصحية الذي يعتمد على تكنولوجيا الحوسبة السحابية، التي توفر منصة لتخزين ومشاركة وإدارة البيانات الصحية بشكل آمن وفعال، والوصول السريع والسهل إلى المعلومات الصحية، مما يعزز جودة الرعاية الصحية وكفاءتها.
واستضافت الإمارات منذ بداية العام الجاري عددا من المؤتمرات والمعارض الطبية والصحية بمشاركة عشرات الآلاف من الاختصاصيين وأصحاب الكفاءات، مثل الدورة الـ 28 من مؤتمر الإمارات الدوليّ لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي، والمؤتمر الإماراتي الألماني العاشر للطب وطب الأسنان والصيدلة، ومعرض ومؤتمر«ميدلاب الشرق الأوسط 2024»، والدورة الـ 49 من معرض الصحة العربي، ومؤتمر أبوظبي للصحة النفسية المتكاملة، إضافة إلى منتدى الصحة العالمي الذي عقد ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2024 في دبي.
وشكلت المؤتمرات والمعارض الطبية التي استضافتها الإمارات منصة عالمية لإطلاق الأفكار الخلاقة والحلول التطويرية في مجال الرعاية الصحية على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى سبيل المثال أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي أول منصة من نوعها للبحوث الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، كما أطلقت الوزارة مبادرة الكشف المبكر عن مرض السكري.
وأظهرت دولة الإمارات خلال استضافت مؤتمر«COP28» حرصها على رسم مستقبل مشرق لقطاع الرعاية الصحية ووضع معايير جديدة على المستوى العالمي عبر تبنيها نهجاً شاملاً، يرتكز بشكل أساسي على مبادئ التميز في المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تسهم بدورها في تمكين قطاع الرعاية الصحية من تلبية الاحتياجات المستقبلية.
وفي هذا الصدد،أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن تحديث الإطار الوطني لدولة الإمارات بشأن التغير المناخي وأثره على الصحة وذلك ضمن جهودها الرامية للوقاية من آثار التغير المناخي وتلوث الهواء على الصحة.
وشاركت الوزارة خلال مؤتمر COP28 في الاجتماع الموسع لوزراء الصحة من 100 دولة حول العالم الذي شهد الموافقة على «بيان الصحة بشأن المناخ»، كما ناقش تقييم قابلية تأثر الصحة بتغير المناخ وتقييم الاستجابة القائمة وإعداد خطط تكيف عالمية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية إضافة إلى تقييم المخاطر المتعلقة بالمناخ وتحديد مجالات التدخل ذات الأولوية.
وتعد الإمارات من أوائل الدول التي تتبنى سياسة وطنية تستهدف تعزيز نمط الحياة الصحي لمواطنيها والمقيمين فيها، والتي تتضمن إطلاق مجموعة من المبادرات المحفزة على اتباع عادات الغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني والامتناع عن تعاطي التبغ وغيره من المواد التي تضر بصحة الإنسان البدنية والعقلية.
وتعمل دولة الإمارات على تطوير قطاعها الصحي بهدف دعم قدراتها على مواجهة التحديات المختلفة، وقد شهد الإنفاق على هذا القطاع الحيوي نمواً متصاعداً خلال السنوات الماضي، فعلى سبيل المثال، تم تخصيص 3.835 مليار درهم للخدمات الصحية ووقاية المجتمع في الموازنة الاتحادية الإماراتية في عام 2016، في حين وصلت إلى مبلغ (5.2) مليار درهم في الميزانية العامة لعام 2024.
وتمضي الإمارات في تعزيز شراكاتها الدولية المتعددة في المجال الصحي، وتحرص على تعزيز عملية الابتكار والتطوير في هذا القطاع حيث عملت خلال السنوات الماضية على الاستخدام المكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، وذلك ضمن خطة تستهدف دمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية بما يتوافق مع مئوية الإمارات 2071.
الخليج