محمد الحمادي
جميل ذلك الحماس من المُترشِحين لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، واليوم هو الأخير في تسجيل المُترشِحين لتلك الانتخابات التي ستجرى في أكتوبر المقبل، وحتى يوم أمس وصل عدد المُترشِحين إلى 259، منهم 52 امرأة، وعلى الرغم من أننا كنا نتوقع أعداداً أكبر من المُترشِحين، سواء من الرجال أو النساء، إلا أن هذه الأرقام تبدو منطقية في التجربة الانتخابية الثالثة.. وقبل أن نبدأ حديثنا عن الانتخابات، من المهم أن نعرِّف بعض المصطلحات، وأهمها في هذه المرحلة هي «الناخب» و«المُترشِح»، ونبين الفرق بين المُترشِح والمُرشَّح… فالناخب هو الشخص الذي يحق له الإدلاء بصوته ويقوم باختيار الشخص الذي يريده أن يصل إلى البرلمان ليمثله تحت قبته، أما الفرق بين المُترشِح والمُرشَّح، بشدة مفتوحة على الشين، اسم مفعول من فعل (رشَّح يُرشِّح)، فهو أن المُترشِح هو مَنْ رشَّح نفسه بنفسه لتولي أمر ما، نظراً لما يرى في نفسه من الكفاءة وأداء ما يناط به من المسؤولية، أما المُرشَّح (اسم المفعول) فهو مَنْ يُرشِحه أهل الإمارة أو المنطقة أو الدائرة أو يُرشَّح من قِبل جمعية سياسية أو حزب، وعليه فإن المُرشَّح إما أن يكون مُرشَّحاً مستقلاً، وإما أن يكون مُرشَّحاً من قبل الجمعية السياسية الموجودة في الدول التي بها جمعيات أو أحزاب، وبذلك يتبين أن جميع من تقدموا للانتخابات الحالية هم مترشِحون وليسوا مُرشَّحين.
وبعد أن عرف أعضاء الهيئات الانتخابية مَنْ هم، وما دورهم كناخبين، وبعد أن عُرِف مَنْ هم المُترشِحون، فعلى الناخب أن يدرك أن هناك أسئلة يجب أن يحصل على إجابات شافية وواضحة عنها من المُترشِحين قبل أن يعطيهم صوته.
ولا يكتفي باختيار المُترشِح على أساس المعرفة أو التزكية من أحد ما أو لقرابة أو الانبهار بالدعاية الانتخابية، فكل هذه الأمور، وإنْ كانت مهمة، إلا أن الأهم هو أن يكون هذا المُترشِح أهلاً للثقة ويستحق أن يحصل على صوت الناخب، ومع نهاية هذا اليوم 20 أغسطس، يكون كل ناخب قد عرف جميع المُترشِحين، ويجب أن يبدأ في البحث والاستقصاء عن كل واحد منهم، ويضع لنفسه قائمة قصيرة لا تتعدى خمسة أسماء، ليستطيع أن يفاضل فيما بينها ويختار واحداً من بينهم، ويجب أن يضع قائمة الأسئلة التي سيطرحها عليهم، وهي أسئلة أساسية منطقية، وإذا لم يجب عن واحد منها، فليعلم الناخب أن اختياره لهذا الشخص اختيار ناقص، وأن إعطاءه صوته الثمين لذلك المُترشِح خطأ في حق البرلمان وحق الوطن، يجب ألا يقع فيه.. من تلك الأسئلة:
هل قرأ دستور دولة الإمارات؟
هل يعرف دور المجلس الوطني الاتحادي وأهدافه؟
هل اطلع على النظام الداخلي للمجلس الوطني الاتحادي؟
هل يعرف العلاقة بين المجلس الوطني الاتحادي والحكومة؟
هل يعرف ما هي صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي؟
ما هي اختصاصات المجلس الوطني الاتحادي؟ وماذا يعني دوره التشريعي، وما هو دوره الرقابي؟
ماذا يعرف عن تاريخ المجلس؟ وهل حضر يوماً ما إحدى جلساته؟
هل يعرف ماذا حقق المجلس الوطني الاتحادي خلال السنوات الماضية؟
لماذا يريد أن يكون عضواً في المجلس الوطني الاتحادي؟
هذه بعض الأسئلة الجوهرية التي اكتشفنا خلال السنوات الماضية أن بعض أعضاء المجلس الوطني الاتحادي لا يملكون الإجابة عنها، والغريب أن بعضهم حتى بعدما يفوزون أو يتم تعيينهم، لا يبذلون جهداً لمعرفة ودراسة تلك النقاط المهمة التي من دونها لا يمكن أن يمارس العضو دوره النيابي. وهذا ما جعل بعض الأعضاء مجرد أرقام في المجلس لا يضيفون شيئاً.
انتخابات هذا العام لن تكون سهلة، لا على الناخب ولا على المُترشِح، فالصوت الواحد يتطلب من المُترشِحين جهداً أكبر لإقناع الناخبين والحصول على أصواتهم، فكل ناخب سيعطي صوته لمُترشِح واحد فقط ولا عزاء للبقية، أما الناخب فالمسؤولية عليه أكبر، لأنه أولاً يتحمل مسؤولية المشاركة والذهاب لصندوق الاقتراع، وثانياً أنه هو الذي بيده القرار في أن يوصل العضو الذي يستحق للبرلمان، وبالتالي يجعل البرلمان قوياً، وبيده يمكن أن يوصل للبرلمان شخصاً عادياً لا يضيف للبرلمان شيئاً، بل يأخذ مقعداً كان من حق شخص أكفأ منه.
– الاتحاد