أطلقت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من الجامعات والكليات الحكومية، وبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، منصة إلكترونية تفاعلية جديدة «حياكم»، بهدف زيادة الوعي في تراث وثقافة الدولة وترسيخ روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتأتي هذه الخطوة أيضاً في إطار جهود الوزارة لضمان إتاحة مورد فاعل في المدارس الخاصة تحديداً، بما يمكّن المعلمين من الحصول على البيانات الخاصة في التراث والثقافة الإماراتية، ونشر الوعي بين الطلبة للتعريف بتاريخ دولة الإمارات.
جاء ذلك خلال ورشة عمل تعريفية نظمتها وزارة التربية لتسليط الضوء على أهداف المبادرة، بحضور مديري ومديرات المدارس الخاصة، ومسؤولين من المناطق التعليمية للمناطق الشمالية، حيث جرى التعريف بأهداف ومزايا وأهمية المنصة الإلكترونية الجديدة «حياكم» التي تتيح للمعلمين إمكانية الوصول إلى معلومات متكاملة حول تراث وثقافة دولة الإمارات.
وقال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، في تصريح لـ«البيان»، إنه في ظل تنامي زخم المدارس الخاصة واتساع رقعتها في مختلف إمارات الدولة لدرجة أنها أصبحت تحتضن العدد الأكبر والمتزايد عاماً بعد آخر من الطلبة المواطنين والمقيمين في الدولة، بات الحفاظ على مقومات الهوية الوطنية وتوعية الأجيال بأهميتها وضرورة التمسك بها من خلال تطوير المناهج الدراسية، وتنفيذ الأنشطة اللامنهجية الهادفة، أمراً يتصدر اهتمامات القيادة الرشيدة، ومن ثم تتضاعف المسؤولية الملقاة على الوزارة والمدارس الخاصة في هذا الشأن.
وأشار إلى أنه استجابةً لتطلعات القيادة الرشيدة، وتنفيذاً لمبادرات الخلوة الوزارية للمحافظة على الهوية الوطنية التي تعتبر من أولويات الحكومة الاتحادية، أطلقت إدارة التراخيص المؤسسية بوزارة التربية والتعليم مبادرة بعنوان «حياكم».
وقال معاليه إن المجتمعات التي تعنى بثقافتها وتراثها وتؤصلهما في مختلف جوانب الحياة، تسهم بشكل ملموس في استمراريتهما وبقائهما والحفاظ على مضمونهما، وفي الوقت نفسه هي تلك المجتمعات التي تملك حاضرها ومستقبلها، مؤكداً أن تراث وثقافة الأمم كنز ثمين يتعين العناية به وتنميته، حفاظاً على الوجه الحضاري للدول، وترسيخ هويتها في نفوس أبنائها، وهو الأمر الذي تسعى الدولة جاهدة إلى تحقيقه ضمن أجندتها بتوجيهات من القيادة العليا.
وأضاف أنه تماشياً مع الرؤية الثقافية وتطلعات الدولة لعام 2021، لتحقيق مؤشرات تشكّل الثقافة جزءاً مهماً منها، فإن وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والجامعات الحكومية، وبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي الذي تجمعنا به شراكة استراتيجية، أطلقت منصة إلكترونية تفاعلية، لافتاً إلى أن هذه المنصة تحوي معلومات قيمة عن ثقافة وتراث دولة الإمارات، وهي تقدم بأسلوب مبتكر وشائق وجاذب، موجهة إلى المعلمين غير الناطقين باللغة العربية. وأكدت خلود القاسمي، الوكيل المساعد لقطاع ضمان الجودة، أن الثقافة والتراث مفهومان أصيلان يشكّلان ملامح الشعوب، وبهما تحفظ كيانها، وتمضي بثبات نحو التطور والنماء والازدهار بسواعد أبنائها المؤمنين بهويتهم، مشيرة إلى أن وزارة التربية جعلت من هذه الأمور أهدافاً استراتيجية عبر غرسها في نفوس الطلبة وتشكيل وعيهم المستند إلى الإلمام بهويتهم وثقافتهم وتراثهم.
وتولت منى الجسمي، مديرة إدارة التراخيص المؤسسية في وزارة التربية، مهمة التعريف بالبرنامج الإرشادي وعرض أهدافه، وبيان دور كل من وزارة التربية والتعليم وإدارات المدارس الخاصة في إنجاح تنفيذ المبادرة، لافتةً إلى أن أهمية المبادرة تكمن في ظل اتساع رقعة المدارس الخاصة وأعداد الطلبة المواطنين الدارسين فيها، حيث يبلغ عدد المدارس الخاصة في المناطق الشمالية وحدها 173 مدرسة، ويدرس فيها 71% طالباً وطالبة من إجمالي عدد الطلاب في الدولة، مشيرةً إلى أن ما نسبته 18% هم من طلبة المواطنين في التعليم الخاص بواقع 34% من المواطنين في التعليم الخاص من إجمالي عدد المواطنين الدارسين في الدولة.
قال المهندس محمد غياث، المدير العام لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي: «نتطلع إلى مواصلة مساعينا لتشجيع ونشر مفهوم الأمة الموحدة والمبتكِرة التي تقدّر تراثها الثقافي، والتي aلصياغة مستقبل أكثر إشراقاً».
البيان