تُشكل الآفات الجلدية إحدى المشكلات الشائعة بين اليافعين في مرحلة المراهقة، وتعد التغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث خلال هذه المرحلة العمرية سبب رئيسي في حدوث أغلب الإصابات، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مجموعة متنوعة من المشكلات الجلدية الشائعة التي يواجهها الشباب خلال هذه المرحلة، والحلول والطرق التي تحد من تطورها.

تقول د.فاطمة إسماعيل، أخصائية الأمراض الجلدية: يعد حب الشباب من الآفات الجلدية الأكثر شيوعاً بين المراهقين، حيث تمر أجسامهم بتغيرات أثناء فترة البلوغ، تؤدي إلى إنتاج الجلد لمزيد من الزيت، ويمكن أن يظهر أيضاً في العشرينات أو الثلاثينات أو بعد ذلك، بسبب التغيرات الهرمونية، والإجهاد، والنظام الغذائي، أو تناول بعض الأدوية.

وتضيف: تحدث هذه الحالة بسبب انسداد مسام الجلد الناتج عن الإفراط في إنتاج الزيت (الزهم) وخاصة أثناء فترة البلوغ أو خلال شهور الحمل، أو وقت الدورة الشهرية، أو عن تراكم خلايا الجلد الميتة وأحياناً تكون ناجمة عن البكتيريا، تشير بعض الدراسات إلى أن نمط الحياة والأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو منتجات الألبان يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حب الشباب.

وتتابع: في بعض الأحيان تظهر على شكل التهابات أو بثور (نتوءات حمراء أو ملتهبة على الجلد) أو رؤوس سوداء أو بيضاء، وربما يؤدي إلى ظهور أكياس أعمق ومؤلمة تحت الجلد، وتنتشر الحبوب على الأغلب في الوجه أو الصدر أو الظهر.

تشير د.فاطمة إسماعيل إلى أن العلاجات الحديثة تسهم في إدارة حب الشباب والسيطرة عليه، ومن بينها:
• العلاجات الموضعية مثل الكريمات أو المراهم التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تحتوي على مكونات مثل البنزويل بيروكسايد أو حمض الساليسيليك أو الرتينوئيدات، وتسهم في فتح المسام وتقليل إنتاج الزيت وقتل البكتيريا، كما يجب استشارة الطبيب في الحالات العنيدة، ووصف مكونات أكثر فاعلية للحد من تطور الأعراض.

* استخدام الأدوية التي تشمل المضادات الحيوية في الحالات المزمنة، لتقليل الالتهاب أو لتنظيم مستويات الهرمونات.
* يعد التقشير الكيميائي أو العلاج بالليزر من التقنيات الحديثة التي تستخدم في تقشير الجلد وإزالة حب الشباب ومنعه من الانتشار، والتخلص من الخراجات أو البثور الكبيرة.

* يُشكل الحفاظ على روتين جيد للعناية بالبشرة، أبرز طرق الحد من ظهور حب الشباب، وذلك عن طريق غسل الوجه بمنظف لطيف مرتين يومياً، وتجنب عصر البثور، واستخدام منتجات لا تسبب انسداد المسام، كما يمكن لنمط الحياة الصحي الذي يتضمن نظاماً غذائياً متوازناً وإدارة التوتر أن يؤدي دوراً مهماً في السيطرة على تطور الأعراض.
نمش الوجه
تذكر د.دراجانا سبيكا، أخصائية الجراحة التجميلية والترميمية، أن النمش هو بقع صغيرة أو مسطحة، تكون بنية أو سمراء تظهر عادة على مناطق الجلد التي تتعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس فوق البنفسيجية، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الميلانين وخاصة الوجه والذراعين والكتفين.
وتضيف: يستهدف النمش على الأكثر الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، وخاصة ذوي الشعر الأشقر أو الأحمر، ويرجع ذلك إلى انخفاض مستويات الميلانين في الجلد، كما تزيد فرص الإصابة عند وجود عامل وراثي، أو عند التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية، إضافة إلى بعض العوامل التي تؤدي إلى تفاقم ظهوره، مثل: التغيرات الهرمونية في فترة المراهقة، أو أثناء الحمل، كما تتسبب أنواع من الأدوية في رفع درجات الحساسية لأشعة الشمس.
تلفت د. د.دراجانا سبيكا، إلى أن العلاجات الحديثة للنمش تتمثل في العلاج بالليزر الذي يستهدف رواسب الميلانين وتكسرها، أو الضوء النبضي المكثف الذي يستخدم لتقليل التصبغ، كما يؤدي العلاج بالتبريد إلى تجميد النمش إلى إزالته، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الطرق يمكن أن تقلل أو تزيل النمش بشكل كبير، إلا أنها لا تضمن نتائج دائمة، ويمكن ظهوره مرة أخرى، وخاصة عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية من دون حماية.

داء الأكزيما
توضح د.مودة بركات، أخصائية الأمراض الجلدية، أن داء الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي، هي حالة جلدية مزمنة تتميز بالالتهاب والاحمرار والحكة والجفاف، وتحدث نتيجة عدم قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة وضعف وظيفة الحاجز، ما يؤدي إلى زيادة الحساسية للعوامل البيئية، وتظهر عادة في العديد من الحالات بمرحلة الطفولة المبكرة قبل سن الخامسة ولا تسبب أضراراً على الأطفال، وتتفاقم الأعراض في فترة المراهقة بسبب التغيرات الهرمونية، والإجهاد، وزيادة التعرض للمهيجات، يمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى زيادة الاستجابة المناعية لدى الأفراد المعرضين بالفعل للإصابة بالأكزيما.
وتضيف: تشمل أعراض الإصابة البقع الحمراء أو البنية على بعض مناطق الجلد، مثل: اليدين والقدمين والكاحلين والمعصمين والرقبة والجزء العلوي من الصدر، والجلد السميك أو المتشقق أو المتقشر في الحالات المزمنة، ونتوءات صغيرة يمكن أن يخرج منها سائل عند خدشه، والحكة الشديدة التي تتفاقم في الليل، وحساسية الجلد وتهيجه في المناطق المعرضة للاحتكاك كالمرفقين والركبتين.

تذكر د.مودة بركات أن داء الأكزيما يتأثر بمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، ويزيد التاريخ العائلي أو الربو أو حمى القش من فرص الإصابة، كما يسمح حاجز الجلد الضعيف للتعرض للرطوبة والمهيجات والمواد المسببة للحساسية ومسببات الأمراض، كما تتسبب المحفزات البيئية مثل: المناخ الجاف واستعمال الصابون القاسي والأقمشة الاصطناعية، ويؤدي الإجهاد والحساسية الغذائية إلى تفاقم الأعراض.

وتتابع: ينجم عن الإهمال في إدارة الأكزيما إلى العديد من المضاعفات، وأبرزها الالتهابات الناتجة عن الخدش المستمر، ويؤدي إلى تشقق الجلد، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية كالمكورات العنقودية، وتتسبب الحكة الشديدة في اضطرابات النوم ومن ثم التعب وانخفاض نوعية الحياة، كما يحدث سماكة الجلد وتندبه مع مرور الوقت إلى تغيرات دائمة في نسيج البشرة، كما يؤثر تفاقم علامات الإصابة في الحالة النفسية والقلق والاكتئاب والانسحاب الاجتماعي لدى بعض المرضى، وخاصة المراهقين.

وتلفت د.مودة بركات إلى أن هناك العديد من العلاجات الحديثة التي تناسب الأشخاص الذين لم تستجب حالاتهم لطرق التداوي التقليدية، ومنها العلاج بالضوء الذي يتضمن تعريض الجلد لكميات محكومة من الأشعة فوق البنفسجية، ما يسهم في تقليل الالتهاب وقمع الاستجابة المناعية المفرطة التي تسبب الأكزيما، كما تفيد العلاجات بالليزر في استهداف مناطق معينة من الجلد، لتعزيز الشفاء مع تقليل التندب وتغيرات التصبغ الناجمة عن الإصابة.

وتضيف: تعد الأكزيما من المشكلات الجلدية التي تتطلب إدارة الأعراض، وذلك عن طريق اتباع نهج شامل يتضمن العلاجات الطبية وتعديلات نمط الحياة، استعمال الأدوية الموضعية كالكورتيكوستيرويدات ومثبطات الكالسينيورين للسيطرة على الالتهاب وتخفيف الحكة، والكريمات المناسبة للحفاظ على حاجز رطوبة البشرة ومنع الجفاف والتهيج، وضرورة تجنب التعرض للمحفزات كالمواد المسببة للحساسية والصابون القاسي ودرجات الحرارة القصوى لتقليل النوبات، واستبدالها بالمنتجات الخالية من العطور وتجنب الاستحمام المفرط، كما يسهم تعديلات نمط الحياة وإدارة الإجهاد، والتحكم في النظام الغذائي وارتداء الأقمشة القابلة للتنفس.
6 خطوات للعناية
تتأثر البشرة بالتغيرات الهرمونية التي تحدث في مرحلة المراهقة وخاصة للفتيات، ما يؤدي إلى ظهور العديد من الآفات الجلدية، ولذلك ينصح الخبراء بتطبيق روتين العناية اليومي عن طريق الخطوات التالية:
1- يؤدي الحفاظ على الصحة دوراً مهماً في مرحلة المراهقة، حيث ينعكس نمط الحياة بشكل عام على البشرة ونضارتها، ولذلك يجب الاهتمام بالتغذية السليمة والنوم الجيد وعدم السهر لوقت متأخر من الليل.
2- يجب تنظيف الوجه بعناية فائقة مرتين على الأقل خلال اليوم بالماء الفاتر وتدليكه بلطف، واستعمال غسول مناسب للبشرة سواء أكانت دهنية أم جافة أو مختلطة، ويُفضل الأنواع الخالية من البارابين والسلفات والزيوت المعدنية الثقيلة.
3- يعتبر استخدام واقي الشمس من الضروريات التي يجب تطبيقها يومياً قبل النزول صباحاً بعشرين دقيقة على الأقل، للحماية من أشعة الشمس الضارة.
4- تؤدي اضطرابات الهرمونات في فترة المراهقة إلى زيادة إفرازات الزيوت من البشرة، لذا يفيد مسح الوجه بقطنة مبللة بالتونر الطبيعي لتنظيف المسام بعمق وحمايتها من حب الشباب.
5- يسهم الاهتمام بترطيب البشرة في الحفاظ على مرونتها ونضارتها، لذلك يجب اختيار كريم مرطب وتطبيقه بعد استعمال الغسول والتونر للوقاية من الجفاف.
6- يفيد تقشير الطبقة السطحية من الوجه أسبوعياً بمقشرات طبيعية، في التخلص من خلايا الجلد الميتة، مع مراعاة استعمال الأنواع الطبيعية حتى لا تتعرض البشرة للالتهابات.

الخليج