تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، بأحد أيام المجد والعز الوطنية، حيث عُقد اجتماع تاريخي يوم 18 يوليو من عام 1971، ووقَّع خلاله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الحكام، طيب الله ثراهم، «وثيقة الاتحاد» ودستور الإمارات، وأعلنوا الاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تم اعتماد الثامن عشر من يوليو من كل عام يوم «عهد الاتحاد»؛ لنستذكر محطات المسيرة المباركة لوطننا، ونستلهم الدروس والعبر للحاضر والمستقبل من التاريخ المشرف الذي تعززت فيه قيم الوحدة والتكاتف والتعاضد لبناء دولة أصبحت نموذجاً في التنمية، ومثالاً على المثابرة والإنجاز والتنافس، ومنارة مشرقة للإنسانية والتسامح.
ويهدف الاحتفاء بهذا اليوم التاريخي لتعزيز الهوية الوطنية وروح الولاء والانتماء للوطن، والاحتفاء بمسيرة عقود من بناء الإنسان وإعلاء البنيان ومضاعفة النجاحات والتفاف الشعب حول مشروع الوحدة التاريخي، والتأكيد على الوحدة القيادة والشعب وثبات المبادئ، من أجل رفع راية الوطن عالية خفاقة في عنان السماء، لتظل الوحدة السياج الحامي للوطن.

أبرز المحطات
مرَّت مسيرة الاتحاد بمحطات تاريخية مهمة، بدأت باتفاقية الاتحاد بين أبوظبي ودبي 1968، حيث اتفق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، على توحيد إمارتي أبوظبي ودبي في كيان واحد، وتم عقد اجتماع في 18 فبراير 1968 في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، واتفق الشيخ زايد والشيخ راشد على المشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة، وتُركت بقية المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة، وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ«اتفاقية الاتحاد».
وبهدف تعزيز الاتحاد وتقوية دعائمه، دعا الشيخ زايد والشيخ راشد، طيب الله ثراهما، حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى بالإضافة إلى البحرين، وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد، لينعقد في الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968 مؤتمر دستوري في دبي، ووقع المجتمعون اتفاقية مكوّنة من إحدى عشرة نقطة، أصبحت قاعدة للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ«اتحاد الإمارات العربية».
وفي 18 يوليو 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، هي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة، ووقَّعوا وثيقة الاتحاد ودستور دولة الإمارات، وأعلن بيان اتحادها واسمها، ووضعوا الأساس الصلب لقيام الدولة في الثاني من ديسمبر 1971، حيث اجتمع حكام الإمارات الست وأعلنوا رسمياً تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، وصدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه: «يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير».
وانضمت إمارة رأس الخيمة للاتحاد في وقت لاحق، وفي 10 فبراير 1972 تمت الموافقة على قبولها في عضوية الاتحاد بقرار صادر من المجلس الأعلى، وبذلك اكتمل كيان الاتحاد، والذي أصبح يعرف رسمياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.

دستور الإمارات
يعد دستور دولة الإمارات الذي تم وضعه في عام 1971 من أهم ثمار يوم «عهد الاتحاد»، حيث يعد الإطار القانوني والسياسي الذي يحكم عمل الاتحاد، ويمثل وثيقة وطنية توضح القواعد الأساسية للتنظيم السياسي في الدولة، والاختصاصات التشريعية والتنفيذية والدولية بين الاتحاد والإمارات الأعضاء فيه.
يؤكد الدستور على الحريات والحقوق والواجبات العامة للمواطنين، ويهدف إلى النهوض بالبلاد وشعبها إلى المنزلة التي تؤهلهما لتبوء المكان اللائق بين الدول.

تعزيز القيم الوطنية
تعتبر دولة الإمارات تعزيز قيم المواطنة من الأولويات الاستراتيجية، حيث تسعى مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة لتعزيز المفاهيم والقيم والمبادئ الوطنية، وتعميق روح الانتماء التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام، وتعظيم المكتسبات الوطنية وإعلاء قيم الوحدة والتكاتف والتعاضد بين أبناء الوطن الواحد، ليظلوا متمسّكين بمبادئهم وقيمهم وإرثهم، ويعملوا معاً من أجل مستقبل مزدهر ينعم به وطننا العزيز ويحافظ على مكتسباته.

الهوية المشتركة
يفخر شعب الإمارات بهويته الوطنية وبانتمائه لدولة الاتحاد المتمسك بقيمه العربية الإسلامية ومبادئ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية والتعايش السلمي، حيث تجسد هوية دولة الإمارات قيم الولاء لأرض الدولة من خلال الاعتزاز بهوية وتراث وتاريخ الدولة وإنجازاتها العريقة، إنجازاتهم في بناء مستقبل مشرق للإمارات، التطور والابتكار من خلال تحقيق التطور والتقدم في مختلف المجالات، مع الحفاظ على هويتها الوطنية.
وتعتمد مبادئ الاتحاد على عناصر عدة، منها الوحدة المعتمدة على التكاتف والتعاون بين الإمارات لتحقيق الأهداف المشتركة والاستقلال والسيادة والأمن والاستقرار في ربوع الوطن كافة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الإمارات في مختلف المجالات والحياة الأفضل لجميع المواطنين.
وترتكز أهداف الاتحاد على حماية استقلال وسيادة الإمارات الأعضاء، وتوفير الأمن والاستقرار، وحماية حقوق وحريات جميع مواطني الاتحاد لتحقيق الصالح العام، وتوطيد العلاقات مع الدول الأخرى، وتعزيز التعاون مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة.

أيام مضيئة:
– 18 فبراير 1968: الاتفاق على توحيد أبوظبي ودبي، والتعاون في مجالات الأمن والدفاع والخارجية.
– 25 فبراير 1968: عقد مؤتمر دستوري في دبي والتوقيع على اتفاقية من 11 نقطة شكلت أساساً لتوحيد الإمارات.
– 18 يوليو 1971: توقيع الشيخ زايد وإخوانه الحكام «وثيقة العهد» ودستور الإمارات وأعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
– 02 ديسمبر 1971: الإعلان رسمياً عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة ورفع علم الدولة في قصر الضيافة في دبي.

الاتحاد