حققت المرأة الإماراتية نجاحات كثيرة على مر السنين وتوجت هذه النجاحات بحصولها على حقوقها السياسية في الترشيح والانتخابات وفازت بمقعدين انتخابيين في التجربتين الانتخابيتين للمجلس الوطني الاتحادي في العامين 2006، و2011، وأصبحت وزيرة وتقلدت مناصب قيادية في مؤسسات الدولة التي توجتها كشريك استراتيجي في تنمية المجتمع، ولكنها تتطلع اليوم لزيادة حصتها في المجلس الوطني والحصول على مقاعد أكثر وتحقيق نسبة نجاح أعلى.
ونظمت «البيان» ندوة لتسليط الضوء على المرأة الناخبة في رأس الخيمة، واستضافها مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، من منطلق أن صوت المرأة كان المحرك الأساسي في تركيبة المجلس الوطني السابق، فقد بلغت نسبتها أكثر من نصف إجمالي عدد الناخبين المقيدين في القوائم الانتخابية للعام 2015، وبهدف بيان دور المرأة في المشاركة الانتخابية وكيفية مواجهة التحديات.
وأوصت المشاركات بوضع معايير عالية تتناسب مع اختصاصات ومهام المجلس الوطني، وضرورة أن يبتعد المرشحون عن الأسلوب الدعائي في مخاطبة المجتمع، وكذلك عدم المبالغة في إعطاء وعود للناخبين لا يمكن تحقيقها.
كما شددت المشاركات على وضع برامج تثقيفية لأفراد المجتمع والمرشحين بدور وصلاحيات المجلس الوطني الاتحادي. والاستفادة من خبرات أعضاء المجلس السابقين واستثمارها في وضع البرامج التدريبية والتعليمية لتوعية الأجيال القادمة بالمدارس والجامعات.
وأكدت المشاركات على ضرورة تدريب وتمكين وتثقيف المرأة للمشاركة الفاعلة في الانتخابات سواء أكانت مرشحة أو ناخبة من قبل المؤسسات والجهات النسائية وغيرها من المؤسسات والإعلام.
وأجابت الندوة عن الأسئلة التالية: ماذا تريد المرأة الناخبة من المرشحين رجالاً ونساء، ولمن ستعطي صوتها. وما الطرق المثلى لزيادة مشاركة المرأة في الحياة السياسية بالإمارة وخصوصاً النخبة من النساء، وكذلك آلية البحث عن حلول جديدة لتمكينها ورفع كفاءتها وجاهزيتها لخوض التجربة الانتخابية والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية.
وتوجهت المشاركات أثناء مداخلاتهن بالشكر والثناء لـ «البيان» على تنظيم الندوات الهادفة، وإتاحة الفرصة لهن في المشاركة والتواصل لوضع بعض من الحلول في القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر.
وجاء جواب المشاركات حول سؤال الندوة الأساسي «ماذا تريد الناخبات من المرشحين» صادقاً، في إيلائهن صوتهن للشخص الكفء، دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
وأكدن دور وأهمية عضو المجلس الوطني وأهمية أن يكون فاعلاً في المجلس، بل أن يمثل صوت أبناء الدولة معبراً عن طموحاتهم وتطلعاتهم، والعمل بإخلاص ومسؤولية من أجل مصلحة الوطن بالتنسيق والتعاون الفعال مع الحكومة، والإسهام في بناء دولة القانون والمؤسسات وتعزيزاً للشفافية، وطرح القضايا التي تهم المواطنين وتتصل بحياتهم وحاضرهم ومستقبلهم، ومناقشتها وإصدار التوصيات بشأنها وعرضها على الحكومة.
وأكدن في السياق ذاته، أن في الدورة الانتخابية المقبلة ثمة فرص حقيقية أمام المرأة حتى تثبت نجاحها كما نجحت وبرزت في ميادين كثيرة كأستاذة جامعية وحقوقية بارعة وطبيبة لامعة ومعلمة ومهندسة وصحفية وغيرها من المجالات التي أثبتت فيها المرأة نجاحها وتميزها، لأنها مؤهلة وتمتلك من الخبرات الشخصية والوظيفية والأكاديمية ما يكفي، لتتبوأ قوة حضور في القوائم.
أدارت الندوة الإعلامية فضيلة المعيني مديرة المكاتب المحلية بصحيفة «البيان» بمشاركة نخبة من القياديات البارزات في مواقع مختلفة بالإمارة، في مقدمتهن سمية حارب مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية وموزة المسافري مديرة مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع برأس الخيمة، ومريم الشحي رئيسة مفوضية المرشدات وآمنة المنصوري رئيسة قسم مصادر التعليم بكليات التقنية العليا، والملازم موزة الخابوري مديرة فرع البرامج المجتمعية بالشرطة المجتمعية والدعم الاجتماعي إلى جانب لطيفة سالم حلوكة رئيسة العلاقات العامة بجمعية شمل، وعائشة المسافري مسؤولة لجنة الإعلام بمفوضية مرشدات رأس الخيمة.
ففي البداية، استعرضت سمية حارب تجربتها في التمكين، الذي ينطلق من برنامج التمكين الذي تضمنه خطاب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله- ويهدف إلى تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون مسانداً وداعماً للسلطة التنفيذية، والتفاعل مع قضايا دولة الإمارات وهموم المواطنين، وترسيخ قيم المشاركة من خلال مسار متدرج منتظم بالمشاركة والتفاعل من أبناء الدولة.
وأضافت إن التجارب السابقة في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي منحت ثقة كبيرة للمشاركة في الحياة السياسية من خلال دعم القيادة الرشيد للمرأة ورفع نسبة القوائم لـ 48 في المئة، نتيجة للمنافسة بين النساء والرجال والتي وصلت لمراحل متميزة، ما يعني تجاوزنا مرحلة تمكين المرأة في الحياة السياسية.
وأكدت أنها كناخبة فإن صوتها سيكون للمرشح الأصلح من ناحية شرط التميز والكفاءة، للمشاركة في التنمية وطرح القضايا التي تمس المجتمع.
وأشارت حارب إلى أن إمارة رأس الخيمة تمتاز بخصوصية، حيث تضم القائمة أسماء جديدة تطرح نفسها كمرشحين لم نسمع بهم سابقاً ولم نرَ لهم أعمالاً في حل القضايا المجتمعية قبل التسجيل للترشح مطالبة المرشحين خلال الدورات المقبلة بالعمل على طرح البرامج وتقديم أنفسهم للمجتمع قبل الانتخابات بمدة تتجاوز الـ 4 سنوات على الأقل، مع أهمية الإلمام بالتكنولوجيا وتعلم المزيد من اللغات الأجنبية والتواصل في الوسائل الإعلامية لإعطاء الصورة الصحيحة عن دولة الإمارات.
ومن جانبها، أكدت مريم الشحي مديرة مفوضية مرشدات رأس الخيمة على استفادتها من تجربة خوض انتخابات 2006 والتي لم تحقق فيها النجاح.
وأضافت إن مشاركة المرأة في التجربتين السابقتين أكسبتها خبرة ووعياً سياسياً ما يعزز دورها ومشاركتها بفاعلية في انتخابات 2015، مشيرة إلى ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في الهيئات الانتخابية لـ 48 في المئة يدل على إيمان القيادة الرشيدة بدور المرأة في تعزيز التجربة البرلمانية والمساهمة في عملية صنع القرار.
وأشارت الشحي إلى أن صوتها الانتخابي أمانة ولن تعطيه إلا للشخص القادر على تمثيل صوت أبناء الدولة ومعبراً عن طموحاتنا وتطلعاتنا سواء كان رجلاً أو امرأة، وطرح القضايا التي تهم المواطنين وتتصل بحياتهم وحاضرهم ومستقبلهم، بما يساهم في التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات. ومن وجهة نظر الشحي فإن تسجيل 41 مرشحاً ومرشحة فقط عن إمارة رأس الخيمة من 27 ألف مواطن ومواطنة بقوائم الانتخابات، يرجع لعدم مصداقية بعض المرشحين خلال الدورات السابقة الذين لم يحققوا مطالب الأهالي.
ومن جانب آخر، تحدثت آمنة المنصوري رئيسة قسم مصادر التعليم بكليات التقنية العليا إلى أهمية تثقيف المرأة بصفة خاصة، شاكرة جميع المرشحين في الدورات السابقة واستفادتهم من تلك التجربة بوضع لمسه وبصمات خاصة لمسيرته المجتمعية.
وطالبت بوضع برامج تثقيفية وتعليمية لطلاب وطالبات المراحل التعليمية وخصوصاً فئة التعليم العالي وهي الفئة المستهدفة لسوق العمل، من خلال وضع خطة استراتيجية تتضمن رسالة ورؤية مستقبلية للمشاركة في الانتخابات، والخطوات المؤهلة للمشاركة والفوز بالانتخابات.
وأكدت المعطيات الخاصة من ناحية التجربة الانتخابية والتي تخص المجتمع الإماراتي والتي تختلف بطبيعتها عن تجارب بعض الدول العربية، منها بأن الله حبانا قيادة وحكومة استثنائية تمتلك الكثير من الطموحات وتتطلع بقوة وإرادة لتحويل الطموحات إلى إنجازات حقيقية.
وأشارت المنصوري إلى التركيز على استقلالية قرار الناخب في اختياراته من دون مصادرة أسرته لرأيه.
وأكدت أن الصوت الانتخابي عنوان لاسم الناخب وهويته وإذا تنازل عن اختياره للمرشح المناسب فسيؤدي ذلك إلى تنازلات في اختيار مستقبله وحياته. لافتة أيضاً إلى أن المرأة الناخبة هي القادرة على قلب كافة الموازين بما تشكله من أكثر من نصف مجموع الناخبين.
وأشارت لطيفة سالم حلوكة رئيسة العلاقات العامة بجمعية شمل إلى أن المرشحين بدأوا خلال الفترة الماضية بالتواصل مع الناخبين لاستمالتهم والحصول على أصواتهم.
وطالبت أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بمناقشة قضايا الضمان الاجتماعي والصحي للمرأة والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة والنشء في المراحل التعليمية من خلال طرح قوانين للخروج من المنظور إلى الواقع. وأكدت أن صوتها ستعطيه بكل أمانة للمرشح صاحب الرؤية والقادر على معالجة المشاكل بالواقع بغض النظر إن كان المرشح رجلاً أو امرأة.
أوضحت فضيلة المعيني في ختام الندوة، أن على المرأة الناخبة أن تدرك أن هذه المطالب البسيطة يمكن تحقيقها مادامت تتمتع بالوعي السياسي لماهية العمل البرلماني، وكيفية اختيار المرشح الصادق والحريص على خدمة الوطن والمواطنين من دون تمييز على أساس الجنس، مادام الدستور الإماراتي والتجربة الانتخابية يكرسان مبدأ المساواة في حق الانتخاب والترشيح بين الرجل والمرأة، فلماذا تفرط المرأة الناخبة بهذا الحق الذي من خلاله تصبح حقوقها السياسية والاجتماعية والأسرية، وغيرها من حقوق المواطنة، حقوقاً فعلية دائمة من خلال التصويت للمرشح الأصلح، للنهوض بالوطن وبحقوق الإنسان في المجتمع الإماراتي والمرأة الناخبة هي الإنسان وهي الوطن، وهو ما يجب أن تضعه نصب عينيها عند الإدلاء بصوتها يوم السبت الموافق 03 أكتوبر 2015.
البيان