انطلقت صباح اليوم في مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين، فعاليات الدورة الرابعة من المعرض العالمي للتجارة الرقمية، وذلك بحضور رسمي إماراتي رفيع المستوى، وبمشاركة متميزة للدولة بصفتها ضيف شرف رسمي إلى جانب جمهورية إندونيسيا.
حضر حفل الافتتاح، معالي حسين إبراهيم الحمادي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية، وعبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد والسياحة، الذي يترأس وفد الدولة المشارك في فعاليات المعرض، ومهند سليمان النقبي القنصل العام للدولة في مدينة شنغهاي، وعبدالله النعيمي الملحق التجاري بسفارة الدولة لدى الصين، وعدد من مسؤولي وزارة الاقتصاد والسياحة، وممثلي الجهات الحكومية والخاصة والشركات الوطنية المشاركة في المعرض.
وأكد عبدالله آل صالح، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أهمية الحدث ودوره في تعزيز التعاون الدولي، مشيداً بحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال، معربا عن بالغ الشكر لحكومة جمهورية الصين الشعبية على دعوتها لدولة الإمارات للمشاركة بصفة “ضيف شرف”.
وأشار إلى أن انعقاد المعرض في هذا التوقيت يكتسب أهمية خاصة، في ظل حاجة العالم الملحة إلى تعزيز التعاون الدولي بأسلوب خلاق في المجالات التجارية والاقتصادية، لا سيما في ميدان التجارة الرقمية، الذي يمثل ركيزة رئيسية لتسريع النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أن العلاقات بين الإمارات والصين شهدت نموا غير مسبوق خلال العقود الأربعة الماضية، حتى أصبحت الإمارات الشريك التجاري الأول للصين في التجارة غيرالنفطية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أصبحت معبراً رئيسياً لأكثر من 60% من تجارة الصين مع المنطقة، مشيرا إلى أن الصين تحتل حاليا مكانة الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى العالم، في تجسيد واضح لعمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال إن دولة الإمارات قطعت خطوات متقدمة في مجال التحول الرقمي، من خلال تبني استراتيجيات وطنية طموحة مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 واستراتيجية الاقتصاد الرقمي 2031، والتي تهدف إلى جعل الدولة مركزاً عالمياً للاقتصاد الرقمي.
وأشار إلى أن الإمارات كانت أول دولة في العالم تعيّن وزيراً للذكاء الاصطناعي في عام 2017، ما يعكس الرؤية الاستباقية للدولة وأسبقيتها في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومتها الحكومية والاقتصادية.
وذكر أن الاقتصاد الرقمي يسهم حالياً بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لدولة الإمارات، مع تطلع الدولة إلى مضاعفة هذه النسبة لتصل إلى 20% بحلول عام 2031، ما يعزز من مكانتها كبيئة جاذبة للاستثمارات الرقمية ومركز رئيسي للتقنيات المتقدمة في المنطقة والعالم.
وأكد أن دولة الإمارات جاءت في المرتبة العاشرة عالمياً كأكبر وجهة لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث سجلت تدفقات بلغت 45.6 مليار دولار أميركي في عام 2024، وذلك بحسب تقرير الاستثمار العالمي 2025 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).
ولفت إلى أن حجم الاستثمارات الصينية في الإمارات بلغ نحو 9 مليارات دولار.
ووجه آل صالح دعوة مفتوحة إلى الشركات الصينية العاملة في قطاع التجارة الرقمية والتقنيات المستقبلية للنظر إلى دولة الإمارات كنقطة انطلاق استراتيجية للوصول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، مستفيدة من موقع الدولة كمركز عالمي للتجارة واللوجستيات.
وأوضح أن أكثر من 16.500 شركة صينية تعمل حالياً في دولة الإمارات، ويتركز جزء كبير منها في هذا القطاع الحيوي، بما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية وحجم الفرص المتاحة لتعزيز التعاون المستقبلي.
من جانبه قال وانغ دونغ مينغ نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، في كلمة الافتتاح الرسمية، إن التجارة الرقمية شهدت تطورا مستمرا وسريعا، وأصبحت اتجاها جديدا ومحركا رئيسيا للاقتصاد، لافتا إلى أنه بمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ يتم عقد هذا المعرض لجمع مختلف الدول، وبعد 3 سنوات يلعب المعرض دورا مهما في تبادل المعرفة وتطوير التجارة الرقمية، بما يسهم في نمو الاقتصاد الصيني والعالمي.
وأضاف أن العالم يشهد أحداثا كبرى تفرض عدم اليقين لمستقبل الاقتصاد، ولهذا أطلقنا مؤتمرات للتكنولوجيا والحداثة والابتكار والتجارة الرقمية لنقف في الجانب الصحيح من التاريخ ليعم السلام في ظل تحقيق العولمة الاقتصادية، ونعمل على تنمية اقتصاد عالمي منفتح ، مؤكدا أن الصين مستعدة للعمل مع كل دول العالم للارتقاء بمستوى التطور وتقديم فرص جديدة للعالم بما يمكن كل دولة من تحقيق التنمية المستدامة.
وتشارك دولة الإمارات بوفد يضم 80 عضوا يمثلون جهات حكومية وخاصة، في خطوة تعكس المكانة المتقدمة للدولة في الاقتصاد الرقمي، واستثماراً لاختيارها ضيف شرف لهذه النسخة، وهو ما يؤكد متانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، وتنامي الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
ويضم الجناح الوطني للدولة في المعرض، عشرة عارضين من مؤسسات حكومية وشركات خاصة، يستعرضون أبرز المبادرات والمشاريع الوطنية في مجالات التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والحلول الحكومية الذكية، بما يبرز جهود الدولة في تطوير بنية تحتية رقمية متقدمة، وتعزيز بيئة الأعمال المبتكرة.
وتُقام فعاليات المعرض خلال الفترة من 25 إلى 29 سبتمبر الجاري في مركز هانغتشو للمؤتمرات والمعارض الكبرى، على مساحة عرض إجمالية تبلغ 155 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 1700 شركة عارضة، منها 360 شركة دولية، وسط توقعات بحضور أكثر من 40 ألف زائر متخصص، من ضمنهم أكثر من 10 آلاف زائر دولي.يذكر أن العلاقات الإماراتية – الصينية تشهد تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، في ظل الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى 200 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030، وتعزيز التعاون في قطاعات الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم والسياحة والثقافة.
الاتحاد