وصل مئات المهاجرين إلى محطة القطارات في ميونيخ أمس بعد أن اتفقت النمسا وألمانيا مع المجر على السماح لهم بعبور حدودهما. وقال ناطق باسم الشرطة إن نحو 450 مهاجراً وصلوا على متن قطار خاص وستجري مرافقتهم إلى قطار في المدينة لنقلهم إلى مركز طوارئ قريب للتسجيل. وذكرت الشرطة أن السلطات توقعت أمس وصول ما بين 5 آلاف و10 آلاف لاجئ إلى ألمانيا قادمين من المجر عبر النمسا.
بدوره، أعلن ناطق باسم شركة السكك الحديدية الألمانية «دويتشه بان»، أن «الشركة ستستعين بسيارات إضافية لجدول رحلاتها لمواجهة زيادة الطلب مع بدء وصول المهاجرين من المجر إلى ألمانيا».
في السياق، توقعت السلطات في ميناء بيريوس اليوناني وصول 4200 مهاجر بنهاية أمس من جزيرة ليسبوس الواقعة شرق بحر إيجه التي أصبحت مكدسة بالمهاجرين. ومن المتوقع أن يصل المهاجرون على عبارتين من جزيرة ليسبوس البوابة الرئيسية لاوروبا بالنسبة لعشرات الالاف من المهاجرين معظمهم من السوريين الفارين من الحرب.
من جهته، دعا الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أمس إلى قواعد لجوء مشتركة في الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنّه «يتعين ألا يُنظر لآلاف المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا على أنهم أعداء». وفي تصريحات عبر رابط فيديو لمؤتمر في شمال إيطاليا، قال ماتاريلا إنه يأمل في أن يكون الاتحاد في طريقه أخيراً لوضع قواعد مشتركة بعد أن انضمت ألمانيا وفرنسا الأسبوع الماضي إلى إيطاليا في حض الاتحاد على اتخاذ موقف مركزي يكون منسقاً بشكل أكبر».
وأردف: «ليس الخيار بين الاستسلام لغزو والدفاع المفترض عن قلعة أوروبا»، مشيراً إلى لائحة دبلن التي تلزم المهاجرين بطلب اللجوء لأوروبا في أول دولة يصلون إليها وقال إنه يجب أن تحل محلها قواعد جديدة لتقاسم العبء بطريقة أكثر عدلاً.
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ان أزمة تدفق اللاجئين طويلة الأمد وعلى الدول الاعضاء التكيّف مع هذا الواقع الجديد. وقالت موغيريني بعد اجتماع غير رسمي استمر يومين لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي: «إنّها أزمة طويلة الامد، كلما تقبلناها بسرعة أصبحنا اكثر سرعة في اتخاذ اجراءات فعالة كأوروبيين متحدين، الأزمة تؤثر علينا جميعا، في الأشهر القليلة الماضية كانت ايطاليا واليونان ومالطا، والآن المجر وقد يأتي دور عضو آخر في الاتحاد مستقبلا».
وفي مبادرة إنسانية لافتة، عرض رئيس وزراء فنلندا جوها سيبيلا منزله الخاص بشمال البلاد لايواء طالبي اللجوء قائلا إنه يريد أن يقدم شيئا وسط أزمة الهجرة الأوروبية. وقال سيبيلا في برنامج صباحي أمس تبثه قناة «واي.إل.إي» الإذاعية الفنلندية: «لا يستخدم منزلي كثيرا الآن، تعيش أسرتي في سيبو شرق هلسنكي والمقر الرسمي لرئيس الوزراء في كيسارانتا». وأضاف أن «منزل الأسرة في منطقة كيمبيلي على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب مدينة أولو الساحلية شمال البلاد، سيتم تقديمه لطالبي اللجوء بدءا من نهاية عام 2015». وشجّع رئيس الوزراء المواطنين الفنلنديين الآخرين لتقديم منازلهم لطالبي اللجوء قائلا إنه يأمل أن تقدم الكنائس والمنظّمات التطوعية أيضا مأوى لطالبي اللجوء.
في وقت قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أمس إنّ بلاده ستنشر قوات شرطة على طول حدودها الجنوبية بعد 15 سبتمبر للحد من تدفق اللاجئين، كما سترسل الجيش إذا وافق البرلمان على مقترح من الحكومة.
وقال أوربان خلال مؤتمر صحافي «التغيرات الكبيرة ستحدث بعد 15 سبتمبر، سنضع الحدود تحت السيطرة خطوة بخطوة، سنرسل الشرطة ثم إذا حصلنا على موافقة من البرلمان سننشر الجيش».
قالت السلطات البلغارية إنها وجهت اتهامات لثلاثة رجال فيما يتصل بمقتل 71 مهاجراً عثر على جثثهم داخل شاحنة تبريد مهجورة على طريق سريع بالنمسا. وقال مكتب المدعي العام البلغاري في بيان، إنّ «الرجال الثلاثة اتهموا بأنهم أعضاء في عصابة للجريمة المنظمة».
البيان