أكدت وزارة التربية والتعليم، أن نتائج «اختبارات نهاية الفصل» مرجع أساسي لتحسين عمليات التخطيط المدرسي، ورفع كفاءة الممارسات التعليمية داخل المدارس.
وأوضحت أن البيانات التي تنتج عن هذه الاختبارات عنصر محوري في تشخيص واقع التحصيل الدراسي والتقدم الأكاديمي للطلبة في مختلف المواد والمعايير الأساسية، وتحديد نواتج التعلم، ما يُمكّنها من وضع خطط علاجية دقيقة وواضحة مبنية على الأدلة الناتجة.
أشارت الوزارة، عبر الدليل الإرشادي لسياسة التقييم للعام الدراسي 2025 – 2026، إلى أن تحليل تلك النتائج يساعد المدارس على رصد الفجوات التعليمية والمهارية مبكراً، وتخطيط تدخلات موجهة تضمن تحسين ودعم القرارات التربوية، ويُعزّز قُدرة المدارس على تخصيص مواردها البشرية والزمنية بشكل ينسجم مع احتياجات الطلبة الفعلية.
تقليص الفاقد
وفي إطار الجهود الهادفة إلى تقليص الفاقد التعليمي، أكدت الوزارة أن خطط التدخل التي تعتمدها المدارس تستند إلى تحليل معمّق لبيانات التقييمات المدرسية، وهو ما يُمكّن المُعلّمين من تعديل أساليب وطرائق التدريس، بما يتوافق مع احتياجات الطلبة التعليمية، ونماذج تعلمهم. والتركيز لم يعد مقتصراً على متابعة المنهج الدراسي، بل بات مُنصباً على ضمان اكتساب المهارات الأساسية والضرورية لكل مرحلة، لاسيما بعد رصد تباينات واضحة بين الطلبة في مستويات الأداء خلال الأعوام الأخيرة.
وتمر عملية تحليل البيانات والتطبيق بثلاثة مستويات، حيث يصنّف الطلبة بناءً على نتائج التحليل، ما يتيح تصميم خطط تعليمية مخصصة تستجيب لاحتياجات كل فئة من الطلبة، وتسهم في تعزيز تقدمهم.
وتضمن تلك المستويات ما يلي:
أولاً: طالب متمكن من فهم واستيعاب المنهج الدراسي ومستعد لمواجهة التحديات.
ثانياً: بحاجة إلى بعض الدعم لفهم المنهج الدراسي ومواجهة التحديات.
ثالثاً: غير متمكن من فهم المنهج الدراسي وبحاجة إلى الدعم والعمل على المهارات الأساسية المطلوبة.
خطط التدخل
وشدّدت على أهمية تخصيص وقت كافٍ داخل الجدول الدراسي لتطبيق خطط التدخل، بحيث تتيح للطلبة فرصة الحصول على دعم إضافي ومُركّز يعالج الفجوات في المفاهيم والمهارات الأساسية. وتشير إلى أن نجاح هذه الخطط يتطلب تنسيقاً بين المعلمين وإدارة المدرسة، في ظل الحاجة إلى متابعة أثر التدخلات التعليمية بشكل مستمر لضمان فاعليتها واستدامتها.
ركيزة محورية
وفي الجانب المهني، تؤكد الوزارة أن تدريب المُعلّمين على أفضل المُمارسات التدريسية ركيزة محورية في تنفيذ خطط التدخل. وبحسب الجدول الزمني، فإن أسبوع التدريب الثالث للكادر الإداري والتعليمي انطلق من 8 – 12 ديسمبر، إذ تُسهم برامج التطوير المهني والدورات المتخصصة في تزويدهم بالاستراتيجيات الحديثة المبنية على الأبحاث التربوية، وتتيح لهم مسارات تطور ريادية لجميع كوادر الميدان التعليمي، كما تُمكنهم من تعزيز خبراتهم وتنميتها وتطبيقها بشكل احترافي ومهني.
وأشارت إلى أن المعلمين بحاجة دائمة إلى تبنّي ممارسات تعليمية فعّالة ترتبط مباشرة بالأهداف التعليمية المحددة، بما في ذلك التعليم المتمايز، والتعلم النشط، واستخدام البيانات في اتخاذ القرار التعليمي.
أدوات تقييم
وتوضح الوزارة أن عملية قياس فاعلية خطط التدخل تعتمد على أدوات تقييم متعددة، مثل الاختبارات المدرسية، والاختبارات القصيرة، والملاحظات الصفية، وبيانات المتابعة الدورية، وقالت إن هذه الأدوات تمكّن المدارس من تقييم أثر الخطط العلاجية بدقة، وتحديد ما إذا كانت تحقق أهدافها، أو ما إذا كانت بحاجة إلى تعديل أو تعزيز لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
بيانات انتقالية
وأكدت أن نتائج الاختبارات التي تجري على مدار العام لها دور أساسي في قياس نمو الطلبة وتقدمهم. كما توفر بيانات انتقالية تساعد على التخطيط للعام الدراسي التالي، وتسهّل عملية بناء خطط تعليمية متدرجة تراعي مستوى كل طالب على حدة، وتساعد هذه البيانات على وضع خطط انتقال سلسة بين الصفوف، وتضمن تعزيز نقاط القوة لدى الطلبة ومعالجة نقاط الضعف.
تحسين المُخرجات
وبيّنت أن توظيف نتائج الاختبارات في عمليات التخطيط المدرسي، وتنفيذ خطط التدخل العلاجية، يعكس التزامها برفع جودة العملية التعليمية وتحسين مخرجات التعلم. وأشارت إلى أن الاستثمار في البيانات التربوية بات ضرورة لضمان بيئة تعليمية أكثر كفاءة وفاعلية، تستجيب لاحتياجات الطلبة، وتسهم في تحقيق تطلعات المنظومة التعليمية في الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي وجودة التعلم في جميع المراحل الدراسية.

الخليج