د.موزة أحمد راشد العبار
إن التقرير النهائي للجنة المساعدات الإنمائية، التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أثبت جدارة دولة الإمارات بالفوز بمرتبة أكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية في العالم، قياساً بحجم مساعداتها الإنمائية الرسمية الخارجية كونها نسبة من الدخل القومي الإجمالي.
وبهذا الإنجاز، استطاعت دولة الإمارات أن تحقق تقدماً غير مسبوق على دول أخرى كانت في مقدمة المانحين.
إن تبوؤ دولة الإمارات أعلى مراتب الريادة في جهود التنمية الدولية والعمل الإنساني، وفقاً للتقرير النهائي للجنة المساعدات الإنمائية، يعد إنجازاً تحقق بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والمتابعة الحثيثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والجهود الإنسانية المشرفة التي تؤديها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، تحت إشراف وقيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد.
إن المبادرة الإنسانية المتميزة، التي تعد أكبر برنامج تنموي شامل في المنطقة العربية، هي أكبر مؤسسة إنسانية تنموية مجتمعية في المنطقة، تجمع تحت مظلتها 28 جهة ومؤسسة، تعمل في مجالات مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة والثقافة والتمكين المجتمعي والابتكار، وتنفذ مجتمعة أكثر من 1400 برنامج إنساني وتنموي في 116 دولة حول العالم.
جاءت هذه المبادرة الإنسانية العظيمة متماشية ومتزامنة في الوقت ذاته مع تقرير لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي أطلق عليها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، وتستهدف أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات المقبلة، وستركز في برامجها على المنطقة العربية..
كما ستطلق أكبر برنامج تنموي شامل في المنطقة العربية، يركز على التنمية الإنسانية بشكل متكامل، يبدأ من توفير الاحتياجات البشرية الأساسية، من صحة ومكافحة الأمية والفقر، مروراً بتوفير المعرفة ونشر الثقافة وتطوير التعليم والعمل بشكل متوازٍ على تطوير جيل من القيادات العربية الشابة..
ودعم التغيير الحقيقي في مجال الحوكمة الرشيدة في المنطقة، وانتهاءً بتوفير أكبر حاضنة للمبتكرين والعلماء ويترأسها سموه شخصياً، إدراكاً ووعياً من سموه أن «العالم اليوم أصبح يواجه تحديات كبيرة بسبب الإرهاب والهجرة غير المأمونة والنزاعات والحروب الدائرة في محيطنا العربي»، وأن «الحل الأمثل لما يجري من حولنا، يستوجب علينا المساهمة الحقيقية الفعلية بمساعدة الإنسان في دائرة الصراع العربي»، وهو المتضرر الأكبر من جراء ما يحدث.
لقد أكد سموه، رعاه الله، لفريق عمله في اجتماع عقد منذ أيام أن العمل الإنساني والتنموي لا بد من أن يواكب التطورات التقنية، ويستفيد من التغيرات التكنولوجية، ويعمل بطريقة مؤسسية، لتحقيق رؤية دولة الإمارات في أن تكون عاصمة إنسانية حقيقية..
وذلك خلال حضور سموه جلسة عصف ذهني لـ28 مؤسسة أعضاء في مبادرات محمد بن راشد العالمية، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ومجلس الأمناء واللجنة التنفيذية للمبادرات، بهدف وضع خريطة طريق لتحقيق رؤية محمد بن راشد في تغيير حياة 130 مليون إنسان حتى 2025، موجهاً لفريق عمله الإنساني أننا بحاجة لتوحيد الجهود وتنسيقها والاستفادة من موارد 28 مؤسسة تضمها المبادرات العالمية، لأن العمل الإنساني العالمي اليوم يقاد من مؤسسات ضخمة، ولا بد من الانتقال إلى مستويات جديدة في عملنا الإنساني.
مما لا شك فيه أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً للعطاء الإنساني على المراكز المتقدمة، التي حققتها الدولة في الأعوام السابقة، على الصعيدين الإقليمي والدولي لأنها تتبنى نهجاً إنسانياً، ينطلق من ثوابت وأسس واضحة أولها البعد الإنساني الأخلاقي.
فالمساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها الدولة تستهدف في الأساس مواجهة التحديات الإنسانية، التي تواجه الشعوب والمجتمعات في المناطق المختلفة، بعيداً عن اعتبارات العرق أو الدين أو المنطقة الجغرافية.
إن توجيهات سموه لفريق عمله وتأكيده لهم بأن يواكب ما يقومون به من جهد وعمل إنساني التطورات التقنية والاستفادة من التغيرات التكنولوجية لهو دليل على حرص وإصرار سموه لتحقيق رؤية دولة الإمارات في أن تكون عاصمة إنسانية حقيقية، وهو أمر ليس ببعيد عن قيادتنا الرشيدة التي عودتنا دائما ألا نكون ولن نرضى في دولة الإمارات إلا في المركز الأول.. تلك هي رؤية محمد بن راشد الإنسانية.
– البيان