أطلقت المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية في اليمن أمس الأحد هجوما واسعا لتحرير أول بلدة في محافظة صنعاء التي تطوق عاصمة البلاد الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ أواخر سبتمبر العام الماضي. وذكرت مصادر في المقاومة أن مقاتلي المقاومة مسنودين بقوات من الجيش الوطني التابع للرئيس عبدربه منصور هادي شنوا مساء الأحد «هجوم هو الأعنف من ثلاثة محاور يستهدف مواقع مليشيا الحوثي والمخلوع في فرضة نهم» على بعد 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة. وأشارت المصادر إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في البلدة التي باتت أجزاء منها خاضعة لسيطرة قوات الشرعية. وأصبحت طلائع المقاومة الشعبية على بعد 20 كيلومترا من العاصمة صنعاء حيث شرع المتمردون وقوات صالح في نشر الدبابات والمدرعات وحفر الخنادق وبناء المتاريس والحواجز الإسمنتية عند المنافذ الرئيسة للمدينة وفي بعض المناطق الجبلية داخل وخارج العاصمة. كما بدأ المتمردون بحملة اعتقالات طالت العشرات من المدنيين، معظمهم ناشطون معارضون، في صنعاء ومدن أخرى، بحسب مصادر محلية متعددة.
وعزا مراقبون ذلك إلى تحقيق القوات الشرعية انتصارات على الأرض في محافظات مأرب والجوف وحجة واقترابها من تخوم العاصمة صنعاء، وتحدثوا عن انشقاقات وخلافات كبيرة بين قيادات الجماعة المتمردة المتحالفة مع إيران. وأعلنت المقاومة الشعبية في مأرب (شرق)، أمس، تحرير العديد من التلال الاستراتيجية في بلدة «صرواح» الواقعة غرب المحافظة وتعد طريقا رئيسة أخرى لوصول القوات الحكومية إلى صنعاء. وذكرت أن 18 من متمردي الحوثي وصالح قتلوا في مواجهات مع المقاومة والجيش الوطني في منطقة «المشجح» بصرواح، مؤكدة تحرير عدد من التباب في المنطقة والاستيلاء على آليات عسكرية وذخائر كانت بحوزة المتمردين. وشن طيران التحالف العربي أمس سلسلة غارات على تجمعات ومواقع للحوثيين في صرواح غداة إطلاقهم قرابة 20 صاروخاً من نوع كاتيوشا على أحياء سكنية في مدينة مأرب عاصمة المحافظة المحررة معظم مناطقها في أكتوبر. وقال مصدر في المقاومة بمأرب إن «القصف الهستيري باتجاه المناطق السكنية يأتي في إطار محاولة إرباك الموقف وتخفيف الضغط على الجبهة من قبل قوات المقاومة والجيش الوطني»، التي تواصل تحقيق انتصارات ضد الميليشيات الحوثية في محافظة الجوف المجاورة شمال البلاد. وعززت المقاومة في الجوف، أمس، سيطرتها الكاملة على جبل الريحانة الاستراتيجي شرق مدينة الحزم عاصمة المحافظة حيث يحاول المتمردون حشد قواتهم لاستعادة المدينة المحررة الأسبوع المنصرم.
وعلى صعيد متصل، واصلت قوات الشرعية تقدمها في المواجهات الدائرة في مدينة حرض شمال اليمن على الحدود مع السعودية. وللمرة الأولى منذ مغادرته البلاد أواخر سبتمبر العام الماضي، ظهر الجنرال علي محسن الأحمر، وهو خصم عسكري وقبلي للحوثيين، وهو يوجه ضباطا وجنودا في جبهة «حرض الطوال». وأظهر مقطع فيديو قصير تناقلته وسائل إعلام محلية، أمس، اللواء الأحمر مرتدياً ملابس مدنية وسط لفيف من القادة العسكريين بينما أحدهم يتحدث عن سلاح جديد سيتم استخدامه في الحرب ضد الحوثيين. وأكدت مصادر إعلامية موالية للمقاومة مصرع عشرات المتمردين في مواجهات مع قوات يمنية وسعودية في حرض ومحافظة صعدة المجاورة والمعقل الرئيس للجماعة الحوثية المذهبية. وذكر موقع «اليمن الآن» الإخباري أن القوات السعودية الخاصة قامت بعملية نوعية في جبل النظير بصعدة وقتلت نحو 80 من مليشيا الحوثي وصالح وأسرت 115 آخرين.
في غضون ذلك، وصلت قوات من الجيش اليمني معززة بدبابات ومدرعات إلى محافظة شبوة (جنوب شرق) لتحرير بلدة «بيحان» آخر مناطق نفوذ متمردي الحوثي وصالح في هذه المحافظة المحررة في أغسطس. وقال مسؤول في المقاومة الجنوبية لـ«الاتحاد» إن وحدات من اللواء 21 ميكا بقيادة العميد الركن جحدل حنش العولقي وصلت الى شبوة للمشاركة في معارك تحرير مديرية بيحان شمال غرب المحافظة. وأشار الى أن هيئة الاركان العامة بالجيش الوطني وجهت بتحرك اللواء الى مواقعه الجديدة في مناطق ظليمين والعبيلات بمديرية «عسيلان» المجاورة لبيحان و«قطع امدادات الحوثيين والاستعداد لمعركة تحرير بيحان»، مؤكدا أن اللواء 19 مشاة بقيادة العميد مسفر الحارثي، والمرابط في المنطقة، سيشارك أيضاً قي هذه العملية. وقصفت مدفعية اللواء 19 مشاة وطيران التحالف العربي أمس معاقل المتمردين الحوثيين في «بيحان» ما أسفر عن مصرع وجرح العديد من المتمردين وسط أنباء عن فرار مسلحين من الجماعة الى خارج المحافظة.
وفي تعز ثالث مدن البلاد، قصفت مقاتلات التحالف مواقع تمركز مليشيا الحوثي والمخلوع في بلدة حيفان جنوب المحافظة مستهدفة أيضاً منصة إطلاق صواريخ للمتمردين. وأصابت ضربات جوية مواقع للمتمردين في معسكر الحماية الرئاسية الواقع جنوب القصر الجمهوري شرق مدينة تعز عاصمة المحافظة التي شهدت أمس معارك عنيفة في أكثر من 12 جبهة قتال داخلية خلفت عشرات القتلى والجرحى معظمهم من الحوثيين.
الاتحاد