محمد الحمادي

ما تحقق ويتحقق على أرض المعركة في اليمن منذ مارس الماضي يستحق الإشادة والإعجاب، فما نجحت فيه قوات التحالف العربي من إيقاف الأطماع الإقليمية في اليمن، وما أعادته من أراض انتزعها المنقلبون على الشرعية والمغتصبون للسلطة شيء كثير.

في هذه الأيام وقوات التحالف تستمر في تقدمها وتحرير المدن الواحدة تلو الأخرى، بقيادة المملكة العربية السعودية، لا بد أن تتم إعادة النظر في بعض الأمور المتعلقة بهذه الحرب، فجيوش التحالف تقوم بدورها على أكمل وجه، وتحقق الانتصارات، ويقدم جنودها التضحيات الغالية.. وعلى رأس الأمور التي تحتاج إلى إعادة نظر، وبشكل عاجل، العمل الإعلامي والدبلوماسي للتحالف الذي يفترض أن يكون موازياً وفي مستوى الجهد العسكري الذي يراه الجميع.

فالأحداث الأخيرة كشفت لنا أن الإعلام المعادي يعمل بشكل ممنهج ومنظم وموجه بشكل قوي في تلفيق الأكاذيب، ونشر الإشاعات التي قد تؤثر على البعض، وقد تعطي صورة غير حقيقية لجهود قوات التحالف، وفي المقابل إعلام التحالف العربي يعتمد فقط على نقل الأحداث هناك، وعلى ردود الأفعال للرد على الإعلام المغرض، وكأننا ننقل حدثاً عادياً وليس حرباً ضروساً!!

في حرب مثل هذه، والتي تتلاعب بخيوطها أياد خارجية خبيثة لا تعترف بأخلاق الحرب، فضلاً عن الأخلاق المهنية، فإننا بحاجة إلى آلة إعلامية حقيقية تنشر الواقع والحقائق، وبالتالي ترد على أكاذيب الإعلام المعادي أولاً بأول، ولا تسمح له بالتأثير على الجمهور العام وتوقف تضليلاته التي قد تضعف من الروح المعنوية للمواطنين اليمنيين في الداخل، وتجعل الجمهور الخارجي يتخذ موقفاً سلبياً من التحالف بسبب تلك المعلومات المغلوطة.

أما الحزم الدبلوماسي فنحن بحاجة إلى عاصفة دبلوماسية قوية وسريعة وجهد مضاعف لإزالة أي لَبْس لدى الحلفاء والأصدقاء هنا وهناك، وكذلك بحاجة إلى حشد التأييد الدولي لهذه الحرب وما بعدها، فدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقومية تجاه هذه الحرب، ولكن شأن اليمن ليس شأناً خليجياً أو إقليمياً فقط، فأمن واستقرار اليمن يهم العالم بأسره، ويجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه ذلك، ويقف إلى جانب التحالف العربي، معنوياً ومادياً، وذلك لن يكون من دون جهد دبلوماسي قوي ومنظم ومركز مع كل دول العالم، وأعتقد أن دول التحالف تستطيع أن تحقق هذا الأمر من خلال ما تمتلكه من رصيد علاقات متميزة مع كثير من دول العالم، وقبل ذلك لأنها تتحمل مسؤولية الدفاع عن قضية عادلة، فكل هدفها هناك هو إعادة الشرعية لليمن، وحفظ أمن واستقرار اليمن من أي عبث خارجي أو مغامرة داخلية، إلى جانب مساعدة الشعب اليمني على النهوض من جديد من خلال إعادة الأمل للإنسان وإعادة الحياة للأرض.

**نحن بحاجة إلى عاصفة حزم إعلامية ودبلوماسية لإزالة اللبس لدى الحلفاء والأصدقاء

**أمن اليمن يهم العالم كله ويجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته
– الاتحاد