الفجيرة نيوز- عفاف أبوكشوه-

تعمّ الأجواء الإحتفالية هذه الأيام العالم أجمع ، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي، الذي يصادف اليوم الحادي والعشرين من شهر مايو من كل عام ،إذ ربطت المنظمة الدولية للثقافة والعلم والتربية (اليونسكو) التنوع الثقافي بالتنمية،وذلك لرفع الوعي المجتمعي بأهمية الحوار بين الثقافات وإثراء تنوعها ،وجاء إحتفال هذا العام تحت شعار (التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية)
وعلي الصعيد المحلي ظلت دولة الإمارات العربية المتحدة تشارك العالم ،الإحتفالات البهيجة ،ومن أهمّ معالمها المهرجانات والمنتديات الثقافية، حيث إنها تمتلك سجلا حافلا وراسخا من أدوات التنوع الثقافي والتعايش الديني بين سكانها بمختلف أعراقهم،و يقيم حاليا علي أرضها أكثر من (200) جنسية يمارسون أنشطتم الثقافية المتعددة،و يعيشون في أمن وسلام ، فضلا عن أن الدولة وفرت لهم ، قانونا يحمي معتقداتهم ويحترم تقاليدهم ،ويتيح لهم إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية ،التي تنظمها الجاليات المقيمة في الدولة، في مناسبات رسمية ، وأخري خاصة بأعيادهم الوطنية.
لقد شكل هذا المزيج ،من الثقافة المحلية و الثقافات الوافدة ، نسيجاً متنوعاً ، ساهم في إثراء المشهد الثقافي الإماراتي .
ومن جانبهم أكد جميع أفراد الجاليات التي تقطن أرضها ان تجربة الإمارات،في إدارة الحوار بين الثقافات والأديان المتنوعة فريدة من نوعها، مما جعلها تتميز بالريادة ،في تقديم نموذج مبهر للتنوع الثقافي الخلاق ،فضلا عن إن إتاحتها للحريات الدينية للجميع ليمارسون شعائرهم وطقوسهم، جعلت منها جسرا للتسامح ، والتعايش السلمي الإجتماعي،الذي يمثل الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة ،التي إعتمدتها منظمة الأمم المتحدة لعام ( 2030).
وفي سياق متصل يعكس المشهد الثقافي في إمارة الفجيرة ،الذي تديره هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام من خلال تنظيمها العديد من الأنشطة الثقافية والتراثية المتنوعة ،المرتبطة بالمجتمع المحلي ، بجانب المهرجانات العالمية،أبرزها مهرجان الفجيرة الدولي للفنون ، والمنتديات الإعلامية وإستضافة المبدعين ،وإقامة المعارض الفنية المتخصصة، تنوعا ثقافيا وإبداعيا ، ويعبرعن كل مكونات المجتمع في تناغم وإنسجام.
. أما في مجال السياحة ،فتعتبر الفجيرة من أكثر المناطق العالمية إستقطابًا للسيّاح ،خاصة في فترة العطلات ،فيأتيها الزوار من أصقاع الدنيا،تاركين برد الشتاء القارص إلى حضن أكثر دفئًا.
تحوّلت إمارة الفجيرة ، بعد النهضة التنموية السياحية ،الإقتصادية ،العمرانية والصناعية خلال العشر سنوات الأخيرة، إلى كرنفال متعدد الأعراق والأديان والثقافات، ويرى الكثير من الوافدين والزوار الذين يعيشون في ربوعها انها تمثل بالنسبة لهم صمام الأمان، الذي،يخفف عنهم وطأة البعد عن الأهل والوطن،ويؤكدون إرتياحهم من التعامل الإنساني الراقي ،والتسامح الديني والتعايش الحضاري والثقافي الذي وجدوه من المواطنين في إمارة الفجيرة .
من الأهمية بمكان أن تسهم الحوارات حول التنوع الثقافي، في تعزيز مكانة، وتبادل الثقافات بين الشعوب، ضمن سياق التجربة التراكمية والإحترافية، وإستثمار تطلعات المبدعين في شتي ضروب المعرفة ، وتعزيز التنمية الثقافية وربطها بالتنمية المستدامة .
ويتوقع أن تصبح إمارة الفجيرة ،قبلة للشعراء والأدباء وبوتقة للتنوع الثقافي ،لما تتميز به من سحر المكان وعذوبة النبع، حيث انها تمتلك مخزونا من الألقاب الحاذقة التي غرستها الذاكرة ، أبرزها (أرض عمالقة البحار ) (عروس الساحل الشرقي و(جارة الشمس)،فلا تقتصر الأهمية السياحية لإمارة الفجيرة،علي سحر طبيعتها وإعتدال مناخها،ولكن تكثر بها كذلك المعالم الأثرية ،التي ترجع إلى الاف السنين ، لتضيف إلى روعة الحاضر،عراقة الماضي وأصالته،كما تشهد قلاع الفجيرة ،البثنه ، والحيل علي شموخ التاريخ وعظمة التراث ،وكما قال سمو الشيخ زايد آل نهيان،له الرحمة والمغفرة ( من ليس له ماضي ليس له حاضر ).