هنا دبي.. هنا التميز.. وفيما تتصدر الإمارات واجهة العالم باختلافها.. يصير الحلم حقيقة، ويصير الصعب سهلاً، بل ويصير المستحيل ممكناً، وفي كل مرة كانت الإمارات تعطي العالم النموذج والمثال، لمعنى أن تقول وتفعل، وأن تعمل ويكون لعملك جدوى أكثر من بهرجة الإنجاز.. وهنا في دبي قبل أن يغادرنا العام 2015.. كنا على موعد مع نموذج جديد للعمل، ومثال للإنجاز وكيف تحميه، والسر في ذلك.
ليلة رأس السنة، كنت ممن شهدوا اندلاع الحريق في فندق العنوان، شاهدت كيف بدأت شرارته الأولى، وكيف انقض لهيبه على الجانب الغربي من الفندق… لوهلة بدا الأمر مرعباً، إلّا أن كل هذا الرعب، سرعان ما بدا لا معنى له، ونحن نرى طواقم الدفاع المدني وهي تحيط بالنار، فتحاصرها، وتمنع انتشارها، ولحظة بعد أخرى، تُقلل من مساحتها حتى أخمدتها.
كان من المثير أن ترى وسط الصروح العمرانية الضخمة، التي أثارت إعجاب العالم، وفي مقدمتها برج خليفة أعلى مبنى في العالم. كان مثيراً أن ترى كيف تُدار عمليات إخماد الحريق، وقتها كانت الإمارات ودبي تعطي العالم درساً في إدارة الأزمات، فخلال وقت قصير جداً؛ كان وزير الداخلية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، على رأس غرفة العمليات؛ لإدارة عملية إخلاء الفندق، وإخماد حريقه، وعلى الأرض كان سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، يعمل وسط رجال الإطفاء جنباً إلى جنب، وكأنه فرد من طواقمهم، وليس بعيداً عن موقع الحريق، على شاشات التلفزيون وأمام وسائل الإعلام، كان المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ينقل تفاصيل الحدث أولاً بأول، ولا يدع مجالاً للشك ولا التأويل.
سرعان ما عادت الأمور إلى مجراها الطبيعي، بفضل تعاضد الجميع وتكاتفهم، وعادت الجموع من مختلف أرجاء العالم لتحتشد أمام برج خليفة، لتحتفل بقدوم السنة الجديدة في أضخم حفل ألعاب نارية يشهده العالم.
لا شيء يبدو غريباً، في كل ذلك، إذا ما قيس الأمر بحدوثه في دبي، تلك التي يرسم خطواتها حاكم حكيم، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.. قائد لا يعرف المستحيل ويعشق التحدي.. ولعل ما حدث في فندق العنوان نموذج بسيط لرؤية هذا القائد، في الإعداد والتدريب والتخطيط… وعدم ترك شيء للمصادفة.
فخورون، بلا شك، بما أنجزه رجال الأمن والدفاع المدني والمتطوعون في إخماد حريق «العنوان»، والفخر الأكبر والأهم بقيادتنا الرشيدة.. داموا لنا ذخراً، وحفظ الله الإمارات.
*رئيس الهيئة الدولية للمسرح
الخليج