قصفت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى، مبنى وزارة الداخلية الذي يسيطر عليه الانقلابيون في صنعاء، كما شنت عشرات الغارات على معسكرات ومنشآت في قلب المدينة، في واحدة من أشد الغارات عنفاً على العاصمة اليمنية في ظل تواصل الغارات أيضاً على صعدة وعلى جيوب المتمردين في: مأرب وشبوة والبيضاء وحجة، بينما تقدمت قوات الشرعية في صرواح القريبة من صنعاء بدعم من غارات التحالف، فيما أشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتنسيق والتعاون الكامل بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في بلاده وقوات التحالف العربي لمواجهة الميليشيات الحوثية المتمردة في محافظة مأرب، وواصل لقاءاته مع المسؤولين اليمنيين تحضيراً لبدء معركة تحرير صنعاء، مع أنباء عن عودة وشيكة له إلى عدن.

وقال سكان لـ«البيان» إن طائرات التحالف قصفت بعشر غارات مبنى وزارة الداخلية الخاضع لسيطرة الحوثيين في شمال صنعاء كما قصفت معسكر شرطة النجدة المجاور للمبنى، ومنزل نائب رئيس أركان الجيش والقيادي الحوثي زكريا الشامي، كما قصفت مبنى إدارة التوجيه المعنوي والسياسي للجيش في قلب صنعاء.

واستهدفت غارات التحالف أيضا مخازن أغذية تتبع المؤسسة الاقتصادية للجيش، كما استهدفت المجمع الرئاسي والمبنى المركزي لحزب الرئيس السابق المدمر منذ مواجهات 2011 في منطقة الحصبة شمال المدينة. كما شن طيران التحالف غارات عدة على مواقع الحوثيين وقوات صالح في مختلف جبهات القتال في محافظتي مأرب وشبوة ، كما استهدف مواقع هؤلاء في محافظة البيضاء، وفي مناطق الشريط الحدودي في محافظتي صعدة وحجة.

على الأرض، تقدمت قوات التحالف والجيش الوطني اليمني على محاور عدة في محافظة مأرب، لاسيما على جبهة صرواح الواقعة على بعد كيلومترات من العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة. ووفق «سكاي نيوز عربية» فإن القوات الموالية للشرعية المدعومة من التحالف العربي سيطرت على أربع تلال استراتيجية في منطقة صرواح، غربي محافظة مأرب.وعلى اثر سيطرتها على التلال الأربع، شنت قوات التحالف والمجموعات الموالية للحكومة اليمنية هجمات مكثفة لدحر المتمردين من مواقع أخرى في صرواح، الواقعة على بعد 100 كيلومتر من صنعاء.وبالتزامن مع التقدم على المحور الغربي لمأرب، كثفت القوات الداعمة للشرعية، بدعم من الغارات الجوية للتحالف، عملياتها على الجبهات الواقعة في شمال وجنوب المحافظة، المحاذية للحدود الإدارية لمحافظة صنعاء.

في غضون ذلك، قالت مصادر رئاسية رفيعة إن قائد الحراسة الرئاسية لهادي وصل إلى مدينة عدن أمس لوضع الترتيبات الخاصة بعودة الرئيس إلى المدينة في عيد الأضحى.

وقالت المصادر لـ«البيان» إن ناصر عبد ربه قائد الحرس الرئاسي وهو نجل الرئيس هادي وصل إلى مدينة عدن أمس في مهمة وضع الترتيبات الأمنية الخاصة بعودة الرئيس إلى المدينة. وحسب المصادر فإن الرئيس هادي سيعود إلى عدن في عيد الأضحى المبارك عقب مشاركته في الاجتماع السنوي للأمم المتحدة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الرئيس هادي اكد خلال اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما الليلة قبل الماضية بمحافظ مأرب سلطان العرادة وقائد المنطقة العسكرية الثالث اللواء الركن عبدالرب الشدادي أن النصر ضد الميليشيات الحوثية الانقلابية قريب وأن تضحيات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمؤازرة جميع فئات الشعب اليمني لن تذهب سدى حتى يتم التخلص من تلك الميليشيا. واطلع هادي خلال الاتصالين على الوضع العسكري للجيش والمقاومة الموالية للحكومة الشرعية حاثا مقاتلي الجيش والمقاومة على بذل المزيد لمواجهة الانقلابيين.من جهتهما، أكد المسؤولان اليمنيان تحقيق قوات الجيش والمقاومة انتصارات في المعارك ضد الميليشيات الانقلابية.

وواصل الرئيس اليمني التحضير لمعركة تحرير صنعاء حيث التقى بممثلين عن محافظة ريف صنعاء ووضعهم في صورة التطورات الجارية لتحرير كافة المناطق من يد المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق.وفي مقر إقامته بالرياض التقى هادي عدداً من الشخصيات الاجتماعية والزعماء والأعيان من أبناء محافظة ريف صنعاء بحضور المحافظ عبدالقوي شريف، حيث وضعهم أمام المستجدات والأحداث المتسارعة التي تشهدها البلد على صعيد المقاومة والتحرير لكل مناطقه ومحافظاته من ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.

واستعرض هادي تجربة الحوارات السابقة لاستيعاب الجميع من خلال مؤتمر الحوار وطرح كل قضايا اليمن لإيجاد الحلول الناجعة لها والتي خلصت في وثيقة مخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد والتي انقلب عليها الحوثيون وصالح بتفجير الوضع عسكريا واحتلالهم للمحافظات والمدن وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء في حربهم ضد المجتمع ونسيجه الاجتماعي.

وذكر هادي ممثلي محافظة ريف صنعاء والمناطق المجاورة بلقاءاته السابقة معهم والتحذير من ذلك المخطط باكرا «الذي تحاول تلك القوى الانقلابية ـ رغم استيعابهم كمكون في مؤتمر الحوار ـ السير فيه خدمة لقوى إقليمية لنقل تجربة دخيلة على مجتمعنا وشعبنا ومحيطنا».

وتطرق الرئيس اليمني إلى «دور المقاومة والإنجازات المحققة على الأرض لإعادة الأمور إلى نصابها بتعاون كبير مع دول التحالف وبناء مستقبل اليمن الاتحادي الجديد والمختطف حاليا بأيادي أشخاص وجماعات عابثة التي لا ترى في الوطن غير مصالحها الذاتية والفئوية الضيقة».

وأكد هادي ان الوطن يتسع للجميع في اطار العدالة والمساواة والحكم الرشيد، لكنه شدد على «تكاتف الجميع في وجه الانقلابيين والمواقف الإيجابية والمشرفة لمصلحة الوطن وأمنه واستقراره مطلوبة اليوم من الجميع وهذا ما سيسجله التاريخ للجميع». وأضاف أن «مستقبل اليمن مبشر بالخير بتعاون وتكاتف أبنائه اولا ودحر القوى الظلامية في ظل تعاون الأشقاء وحرصهم على مستقبل اليمن الذي يمثل عمقاً استراتيجياً لدول المنطقة وامتداداً أخوياً وجغرافياً لدول الخليج العربي».

وتحدث محافظ ريف صنعاء وممثلو المحافظة في اللقاء واجمعوا على مواقفهم الثابتة في وجه الانقلابيين، مؤكدين على إسناد الجيش الشرعي والمقاومة لتحرير كافة المناطق حتى العاصمة صنعاء.

تنديد عُماني

نددت سلطنة عمان بشدة، أمس، باستهداف منزل سفيرها في اليمن بدر المنذري، داعية الأمم المتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء الحرب في اليمن. وأصدرت وزارة الخارجية العمانية بياناً نقلته وكالة الأنباء العمانية قالت فيه: «تلقت السلطنة بأسف بالغ يوم (الجمعة) نبأ استهداف منزل سعادة السفير العماني في صنعاء، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للمواثيق والأعراف الدولية التي تؤكد على حرمة المقار الدبلوماسية».

وجاء في البيان أن السلطنة ترجو من الأمم المتحدة اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل إنهاء الحرب الحالية في اليمن قبل أن تشكل تهديداً خطيراً على أمن المنطقة. وحثت الخارجية العمانية الأطراف اليمنية على ضرورة نبذ الخلافات فيما بينها لضمان عودة الاستقرار والأمن إلى اليمن.

البيان