رحل أمس، الكاتب المسرحي المصري علي سالم عن عمر ناهز الـ 79 عامًا، بعد رحلة طويلة مع الإبداع على مستوى الكتابة في مجالي الأدب والمسرح، أثار خلالها الجدل والنقد حيال أفكاره واتجاهاته السياسية، تاركًا حياة حملت الكثير من الحزن والفرح والنجاح وعدم التوفيق، كما رافقتها الإشادة بالوطنية والاتهام بالعمالة والخيانة.
بدأت رحلة علي سالم عام 1936م بمدينة دمياط، التي ترعرع فيها وسط أسرة متوسطة الحال، حيث كان والده يعمل شرطيًا، ورغم ذلك تلقى الابن تعليماً عالياً، وأصر على مواصلة طريقه نحو هدفه، حتى لو أجبره ذلك على العمل بوظيفة «كمثري» بأحد أتوبيسات النقل عام، بل وسائق ـ«طفطف» (عربة صغيرة تواجدت بالإسكندرية خلال ستينيات القرن الماضي)، لكن كان الرجل يعلم جيداً أن هذه المهن ليست تلك التي خلق من أجلها، بل خلق من أجل الكتابة التي أسهم فيها بقرابة الـ 15 كتابًا و40 عملًا مسرحيًا.
القاسم المشترك في كل الأعمال المذكورة هي أن معظمها لم يجد في يوم من الأيام طريقًا معبدًا لتجنب الصدام مع الرقابة في
العمل المسرحي الأكثر جدلًا في تاريخه وهو مسرحية «مدرسة المشاغبين»، الذي طالته الاتهامات بأنه المتسبب الرئيس في إفساد العملية التعليمية في مصر، بعدما قدم للطلبة نماذج لمجموعة تلاميذ أشقياء للغاية، لا يلتزمون بأي من أوامر مدرساتهم أو ناظر المدرسة.
– البيان