دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب. وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال كلمته أمام مؤتمر مكافحة الإرهاب، الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس: «إن دولة الإمارات تلحظ مؤشرات إيجابية وتقدماً يحققه التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي» في سوريا والعراق».
وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد أن دولة الإمارات تدعم عمليات التحالف الدولي عسكريا، وعبر مكافحة قنوات تمويل داعش، كما «تشارك مجموعة العمل المعنية بتحقيق الاستقرار والتواصل الاستراتيجي».
وفي الشأن السوري، دعا سموه إلى تكثيف الحملات ضد تنظيم «داعش»، ومواصلة الضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي، تماشيا مع مبادئ مؤتمر «جنيف 1». كما دعا سمو الشيخ عبد الله بن زايد، الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، إلى «استعادة ثقة المكون السني في النظام السياسي، والبناء على ذلك من خلال إنشاء جبهة وطنية موحدة ضد داعش».
وحذر سموه من «الفشل في إحراز أي تقدم في العراق أو سوريا» فيما يخص مكافحة الإرهاب، مشددا على أن ذلك «سوف يتسبب في استمرار الصراع فيهما وامتداد خطرهما إلى المنطقة».
وأشاد سمو الشيخ عبد الله بن زايد بالمبادرة المشتركة للإمارات والولايات المتحدة بإنشاء مركز «صواب»، الذي يهدف إلى رصد وتحليل خطاب «داعش» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتصدي له، وتقديم رؤية إيجابية ومعتدلة لمستقبل المنطقة.
من جانبه، اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما ان هزيمة تنظيم داعش في سوريا لن تكون ممكنة إلا بعد ان يترك الرئيس السوري بشار الاسد السلطة.
وقال أوباما أمام قمة مكافحة الارهاب «في سوريا، هزيمة تنظيم داعش تتطلب زعيما جديدا».
وقال أوباما إن التنظيم خسر ثلث الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وانه «تم عزله» عن جميع المناطق الحدودية تقريبا مع تركيا.
إلا أنه أضاف أن العمل العسكري وحده لن ينجح، وأن على التحالف معالجة الظروف التي أسهمت في زيادة التطرف.
وقال إن دول العالم ستحتاج إلى مواصلة الكفاح طويل الأمد ضد «داعش» وغيرها من الجماعات المتطرفة العنيفة من خلال هزيمتها، ليس فقط في ساحة المعركة ولكن أيضا في الأيديولوجيا الخاصة بهم.
وقال أوباما، إن الأيديولوجية عميقة الجذور الخاصة بداعش يجب أن يتم تفكيكها، موضحا أنها نتجت عن مشكلات منهجية موجودة منذ عقود في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتابع «حتى لو تمكنا من القضاء على كوادر قيادة داعش، سيظل لدينا بعض من هذه القوات تعمل». ومع ذلك، قال أوباما إنه متفائل أنه من خلال العمل معا لمحاربة التنظيم عسكريا، وقطع تمويله، وبناء مجتمعات قوية وتشويه دعايتهم على الإنترنت، يمكن لدول العالم هزيمة التطرف.
وأكد أوباما «مثل الإرهابيين والطغاة على مر التاريخ، ستخسر في نهاية المطاف لأنه ليس لديها ما تقدمه سوى المعاناة والموت». وأضاف «نحن سننتصر في النهاية، لأننا نسترشد برؤية أقوى وأفضل- وهي الالتزام بأمن وفرصة وكرامة كل إنسان».
وأشاد بالتقدم الذي حققه الائتلاف الذي يتكون من نحو 60 دولة في القتال ضد داعش خلال العام الماضي.
وانتقدت روسيا أمس تنظيم الولايات المتحدة لقمة لمكافحة الارهاب، وقالت ان ذلك «لا يحترم» الأمم المتحدة وأمينها العام.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قوله «هذه المبادرة تقوض بشكل كبير جهود الأمم المتحدة في هذا الاتجاه».
واضاف ان «الأمم المتحدة لديها استراتيجيتها الخاصة لمكافحة الارهاب، ويمكن القيام بكل شيء بسهولة في اطار الأمم المتحدة، ولكن الاميركيين لن يكونوا اميركيين اذا لم يسعوا الى اظهار زعامتهم». واضاف ان «القيام بهذه الأمور في الأمم المتحدة يعد عدم احترام للمنظمة الدولية». وأكد ان موسكو سترسل الى المحادثات دبلوماسيا عاديا «لتغطية الحدث» الذي دعيت إليه نحو مئة دولة.
الاتحاد