واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإنسانية ضمن عملية إعادة الأمل في عدن جنوب اليمن، في مختلف القطاعات الخدمية والإغاثية بهدف رفع معاناة الشعب الذي يعاني أزمات كبيرة جراء الحرب الظالمة التي يشنها المتمردون الحوثيون والمخلوع علي عبد الله صالح منذ مارس الماضي.
وضمن جهود الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار وتوليها الملف الأمني في المدينة، عقدت لقاءات مع قيادات أمنية وأخرى في المقاومة الشعبية الجنوبية من أجل وضع اللمسات الأخيرة لتدشين عمل أقسام الشرطة في المديريات والبدء بتنفيذ الخطة التي تم إعدادها لاستتباب الأمن بإشراف من ضباط أمنيين وعسكريين إماراتيين متواجدين ضمن غرفة عمليات عدن. وقال ضباط إماراتيون في اللقاءات: «عدن أصبحت آمنة بعد تحريرها من المليشيات المتمردة، وأن عودة الحكومة والرئاسة إلى المدينة دليل على أن الأوضاع مستقرة، ونحن مع كل الجهود سواء من الحكومة أو المقاومة في تثبيت الأمن على مستوى عدن والمحافظات المجاورة».
وأكد القيادي في المقاومة الشيخ حكيم الحسني لـ«الاتحاد» أن اللقاءات مع الجانب الإماراتي كانت إيجابية وتم الاتفاق على أهمية تفعيل دور الجهات الأمنية للحد من الجريمة وانتشار الظواهر المسلحة، مشيراً إلى أن المقاومة مستعدة من أجل المشاركة ضمن السلك الأمني في المدينة لتنفيذ المهام بالمشاركة مع أجهزة الأمن الحكومية. وأضاف أن هناك خطوات عملية سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة ضمن الجهود الرامية لتحقيق الأمن، مشيراً إلى أهمية التنسيق المباشر مع قوات التحالف وخصوصاً في التدريب والتأهيل للقوى البشرية في السلك الأمني.
من جهة ثانية، استأنف مستشفى عبود العسكري في منطقة خورمكسر شرق المدينة عمله مره أخرى بعد توقف دام أكثر من 6 أشهر جراء الحرب، كثاني مستشفى رئيس في عدن بعد مستشفى الجمهورية التعليمي يزاول نشاطه بدعم من الدولة ضمن جهود إعادة تأهيل القطاع الصحي المتدهور. وقال مدير المستشفى العقيد محمد عمر الجفري في تصريح لـ«الاتحاد» «عودة العمل تأتي بعد أن تم إعادة تأهيل عيادات وأقسام المستشفى من قبل الأشقاء في الإمارات»، مؤكداً أن الخدمات الطبية ستقدم بشكل طبيعي مثلما كانت قبل الحرب وأن هذه الخطوة تأتي ضمن المساعي لإعادة إنعاش القطاع الصحي الذي كان يمر بكارثة إنسانية جراء الحرب الظالمة.
وافتتح وزير الصحة ناصر باعوم ومعه مدير مكتب الوزارة في عدن الخضر ناصر إعادة العمل في المستشفى الذي يقدم خدمات صحية للأهالي في خورمكسر والمديريات المجاورة. في وقت رست في ميناء المعلا بمدينة عدن أول سفينة حاويات بعد توقف دام 5 أشهر جراء الحرب التي شنها المتمردون على المدينة. وقال محمد علوي امزربة، رئيس موانئ عدن في تصريح لـ«الاتحاد»:إن باخرة حاويات كوتا عزام التابعة للخط الملاحي PIL وصلت إلى ميناء المعلا وعلى متنها 626 حاوية، بعد أن كان الميناء متوقفاً جراء الحرب الأخيرة، مضيفاً أن هذه الخطوة جاءت في ظل الجهود الرامية إلى استعادة مكانة الميناء ونشاطه التجاري وتطبيع الحياة عقب دحر المليشيات المتمردة.
وعلى خط مواز، عبر عدد من أولياء أمور الطلاب في عدن عن شكرهم وامتنانهم للجهود التي بذلت من قبل الإمارات من أجل عودة أبنائهم إلى صفوفهم الدراسية التي تضررت جراء الحرب الأخيرة على المدينة، حيث انتظم أكثر من 300 ألف طالبة وطالبة من مختلف المراحلة التعليمية في صفوفهم الدراسية على مستوى مدارس مديريات عدن الثمان التي تم تأهيلها من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وقال أحد اليمنيين ويدعى علي عوض «إن أطفاله سعداء بالعودة للمدارس التي تم تأهيلها بشكل متميز من قبل الإمارات سواء من التجهيزات المدرسية والأثاث والألوان الرائعة التي طليت بها المدارس، مؤكداً أن هذه الخطوة لن ينساها أبناء عدن وسيدونها تاريخ هذه المدينة».
وأكد وزير الأشغال العامة وحي أمان أهمية أن يلتزم الطلاب بالذهاب للمدارس وتطبيع الحياة في المدينة التي نفضت غبار الحرب بعد تحررها من المتمردين. وأكد بعد تفقده مدرستي ريدان وقتبان في منطقة المعلا وسط عدن عقب تأهيلهما من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن الحكومة تولي العملية التعليمية أهمية خاصة لبناء المجتمعات الحديثة في هذا الوطن الذي لا يزال يعاني من ويلات الحرب والفقر والمرض، مؤكداً أن إعادة بناء اليمن يرتكز أساساً على بناء الإنسان والاقتصاد، فكلاهما مهم لنهضة وتنمية الوطن. شاكراً الجهود المبذولة من قبل الأشقاء الإماراتيين وتحديداً الهلال الأحمر الذين كان لهم الدور الأكبر في تلبية الاحتياجات العاجلة في كثير من المجالات والتي ساهمت إلى حد كبير بتطبيع الحياة في عدن. وتبنت الدولة عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية إعادة تأهيل 153 مدرسة بعدن بقيمة إجمالية تبلغ 80 مليون درهم، حيث يتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، الأولى صيانة 54 مدرسة وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية، أما الثانية فيتم العمل على صيانة 99 مدرسة، وتجهيزها بكافة المعدات التعليمية والأثاث.
وفي إطار ثان، وزعت جمعية أطفال عدن للتوحد مساعدات إنسانية قدمتها الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وقالت عبير اليوسفي رئيسة الجمعية لـ«الاتحاد» إن المساعدات سلمت إلى الأطفال عبر مؤسسة «مجتمع واحد للتنمية» وتضمنت مستلزمات أطفال، مشيرة إلى أن هذه اللفتة الكريمة تدل على حرص الهلال الأحمر على وضع شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المشاريع الإنسانية في المدينة. وتعمل هيئة الهلال الأحمر على إعادة تأهيل جمعية لذوي الاحتياجات الخاصة وتبلغ تكلفة المشروع 700 ألف درهم. وسيتم من خلال المشروع صيانة الجمعية، وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لإعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين بتكلفة تصل إلى 600 ألف درهم. وستتم صيانة المعهد وتجهيزه بالمعدات التعليمية اللازمة.
تظاهرة كبرى لأبناء الجالية اليمنية تأييداً للتحالف العربي في اليمن
الاتحاد