الفجيرة نيوز- جيهان الصافي
أدار مدير جامعة زايد سابقا الدكتور سليمان الجاسم جلسة ملتقى الفجيرة الاعلامي الثانية التي حملت عنوان (التنوير في الاعلام المرئي) بالحديث عن المهنة الاعلامية وأهمية تميزها بالحيادية الكاملة واحترامها لعقول وثقافة المشاهد.
وأشار الجاسم إلى أن بعض المنابر حاولت وبأقنعة مزيفة أن تصدر رأيها الموجه لافساد الجيل ونشر ثقافة التطرف وصناعة مايسمى بالاسلامفوبيا التي لحقت بمجتمعاتنا مؤخرا ونتج عنها ما نتج .
وأكد الجاسم أن تحقيق المفهوم الانساني والارث الثقافي والوسطية والابتعاد عن التطرف يجب ان يكون الصيغة المثلى لخطابنا الاعلامي وان تفجر هذه المحطات التلفزيونية مواهب وابداعات الشباب لا ان تنسف اجسادهم للانتقام من فكر او مذهب او عقيدة.
وشدد على أن الاعلام هو الوحيد الذي يحمل الراية والتنوير والتغيير ويبرز الفكر السياسي الناضج مضيفاً أن التدفق الإعلامي الكثير خلق ضبابية عند المشاهد وأصبحت مصداقية الكلام مصدرها قائلها وليست مضمونها ما ساهم في اختطاف عقول ابنائنا الى عالم مجهول .
ودعا مدير جامعة زايد سابقا الاعلام العربي المتواجد في الملتقى أن يفيق من غيبوبته وان يكون اعلاما ملتزما ويحمل المسؤولية التنويرية والقومية والوطنية .
من جهتها أكدت الاعلامية المصرية منى سلمان في الجلسة الثانية أن أفكار التطرف والتعصب والطائفية الموجودة في العالم العربي هي ثمرة غياب التنوير الحقيقي مشيرة الى أن الاعلام حاليا يعمل وفقا لمعايير تجارية تنساق وراء الاكثر إثارة مايساعد في فرض هيمنة الاعلام الرديء على حساب الجيد لافتة الى أن الجميع سيدفع ثمن ذلك .
وتحدثت سلمان عن تعدد الأصوات والطرق للوصول للمعلومة في الوقت الحالي وتساءلت هل استطاع هذا التعدد في وسائل الاعلام ووسائطه أن يصل بنا الى الفكرة المثالية لديمقراطية الاعلام؟ وهل يوجد تنوير حقيقي؟.
وأضافت: المعيار الذي يجب أن يكون عليه تقييم جودة العمل الاعلامي ليس بعدد المشاهدات او المشاركات وانما اعلام يكون له دور تنويري “مشددة على التركيز على اعلام الخدمة العامة لأن ثمن اهماله فادح.
واعتبرت سلمان أن امارة الفجيرة ومن خلال ملتقاها طرحت هذه الفكرة الجريئة وبدأت في بحث السبل حول الطريق للوصول للتنوير مشيدة بنوعية هذه الافكار وتناولها .
أما المتحدث الثاني الاعلامي العراقي مقدم البرامج بقناة روسيا اليوم سلام مسافر فقدم عرضا لمسارات القنوات الناطقة باللغة العربية سواء التي قامت على الاراضي العربية او التي تنطلق من بلدان اقليمية مجاورة للعالم العربي او من اوروبا اضافة الى حديثه عن الاعلام العربي ذي النكهة العالمية بغض النظر عن موقفه .
وركز مسافر على الاهتمام بالناطقين بالعربية أينما وجدوا لافتا الى أن توجيه قنوات تلفزيونية لمخاطبتهم يعنى أهمية هذه المناطق وشعور هؤلاء الممولين والمنتجين لادراكهم للمصالح الجيوسياسية لبلدانهم والمصالح السياسية والايدولوجية للبلدان التي تمول قنوات ذات منحى دولي وليست قنوات محلية مشيراً إلى أن هذه الجزئية لابد من التعامل معها بعناية من اجل معرفة مايدور في الفضاء الاعلامي.
وتناول بالحديث تمويل بعض الحكومات الاجنبية لقنوات اجنبية ناطقة باللغة العربية لديها اجندتها الخاصة وأخرى تمول من الخارج مؤكداً أن اخطرها هي قنوات التحريض الطائفي لانها أصبحت الآن تلعب دورا كبيرا في عملية الحرب الكونية الطائفية التي يعيشها العالم العربي وهذه الحرب ستؤدي الى خسارة بشرية هائلة كما هو الحال في سوريا والعراق اضافة الى الحروب الدينية التي ستستفحل بعد أن بدأت داعش تهجر المسيحين وتهلك الحضارات القديمة.
وختم مسافر ورقته بالامنيات بأن تخرج مجموعة الصحفيين والاعلاميين الذين يتابعون هذا الملتقى من اماراة الفجيرة الواعدة المعنية بالثقافة بتأسيس ميثاق يمنع التطرف واستخدام المصطلحات الطائفية.
بدورها جزمت الاعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان من خلال ورقتها العلمية بأن التنوير هو جهد فردي من عصارة فكر الانسان ومن تجاربه وقراءاته وحياته التي تكوّن هذه القناعة نافية بأن توجد فيه مكتسبات قديمة ولا ماهو منزل أو محسوم أو معصوم .
وأوضحت أن التلفزيونات العربية على اختلاف أنواعها عليها واجب بسيط في أن تكون تنويرية مبدية أسفها بأنها أضحت وسيلة تسلية يستخدمها المشاهد الذي وصفته بأنه رافض فكرة التحدي الفكري والاكتفاء بمتعة مشاهدة برامج التسلية والاثارة.
واضافت بولا: التنوير يبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة لأن الأم تستطيع أن تجبر ابنها للمذاكرة أوغيرها لكن التلفزيون لايجبرك لتتابع برامج الفلسفة والتنوير” لافتة الى أن الدور الاكبر يقع على المنزل والكادر التعليمي والأندية الثقافية وليس وسائل الاعلام.
وتابعت: طالما الاعلام بيد القطاع الخاص والتجار تظل المشكلة قائمة لان المشاهد هو الذي يختار والقنوات تصر على تقديمها مواد تحمل الاثارة والفتن .
من جانبها عرفت الروائية والاعلامية الاردنية ليلى الاطرش (المتحدثة الرابعة في الجلسة) فكرة التنوير بأنه حركة مجتمعية يجب أن يشارك فيها جميع الاطراف مؤكدة أن الاعلام مطالب بأن يكون هو المسؤول الأول عن التنوير.
وأضافت: دورنا ينحصر كمجتمع في تغيير العقل العربي، والتغيير يبدا من الصغر لذا يكون التنوير للمعلم والمناهج، مبينة أن هناك مناهج ضد المراة على سبيل المثال وضربت مثالاً بان الطفل يبدأ تعلميه بـ ” أمي تطبخ وأبي يقرأ” وهنا يكون التمييز موضحة أنه ينبغي أن نبدا بالتعليم ونتسامح لان مستقبل العالم في خطر.
وشددت الأطرش على التشجيع على الفنون باعتباره عنصراً مهماً لتوصيل الفكر التنويري ويعمل على أشغال الشباب وتوجيه رسائل غير مباشرة لهم وللمتلقين .
وتناولت الروائية الاردنية في ورقتها الحديث عن تجديد الخطاب الديني مشيرة الى أن هناك أكثر من 123 محطة دينية تبث الفرقة ليل نهار مؤكدة على أن تحديث الخطاب يجب ان يكون متسامحاً وليس كما الفكر الذي غرس في نفوس هؤلاء الشباب بتكفير الآخر وأنك تستطيع ان تكون يد الله على الارض لان الله هوخالق الجميع ومن سيحاسب الجميع مشددة على غرس هذه القيم في نفوس الشباب.