أكد الدكتور عبد الرزاق المدني استشاري مرض السكري والغدد الصم رئيس جمعية الإمارات للسكري، ظهور أجهزة فحص ثورية في عملية المراقبة الذاتية لمعدل السكري في الدم، لافتاً إلى أن التجارب التي تم إجراؤها على مرضى من داخل الدولة اعتباراً من بداية يونيو الماضي ولغاية الآن، أعطت نتائج جيدة في مراقبة سكر الدم اليومي والتراكمي، وساعدت الأطباء في تغيير الجرعات الدوائية، سواء عن طريق زيادتها أو تقليلها، وهو ما أعطى تحكماً أفضل في سكر الدم وتجنب المضاعفات المستقبلية.

وقال الدكتور المدني إن الشركة المصنعة لجهاز free style libre قامت بتوزيع أكثر من 120 جهازاً على أطباء السكري في المستشفيات الحكومية والمراكز والعيادات المتخصصة لتجربة الجهاز على المرضى، لافتاً إلى أن الجهاز أعطى نتائج جيدة في تحكم المرضى أنفسهم بمعدل السكر في الدم، لأن المريض بات قادراً على الفحص كل خمس دقائق دون الحاجة وخز الحقن ودون ألم.

وأوضح أن الجهاز يتألف من قطعتين، الأولى عبارة عن مجس يثبت خلف الذراع أو في أي مكان آخر في الجسم، والقطعة الثانية عبارة عن ماسح يتم تمريره فوق القطعة المثبتة، وتظهر القراءة فوراً على شاشة الماسح.

وقال إن المجس الذي يتم تثبيته على الجسم له مدة محددة بأسبوعين، بعدها يجب تغيير المجس، وتكون جميع القراءات التي تم رصدها خلال الأسبوعين ثابتة على الجهاز، بحيث يستطيع الطبيب المعالج تحميلها على جهاز الكمبيوتر وتظهر النتيجة على شكل رسم بياني يبين الأوقات التي كان فيها السكر مرتفعاً أو العكس، ويعطي أيضاً معدل السكر التراكمي في الدم طوال الأسبوعين، مما يمكن الطبيب من زيادة الجرعة الدوائية أو نسبة الأنسولين أو تقليلها، حسب القراءة، وميزة الجهاز أن المريض لا يشعر بأي ألم من المجس المثبت خلف الذراع، وبإمكانه ممارسة السباحة والاغتسال اليومي والنوم كيفما شاء دون تحرك المجس المثبت.

وقال الدكتور المدني إن النتائج الأولية تشير إلى أن أكثر من 95% من المرضى أعربوا عن إعجابهم الشديد بالجهاز، بل إن بعضهم أصبح لا يمكنه التخلي عنه ويطلب المجسات من خارج الدولة (من بعض الأسواق الأوروبية المتوفر فيها الجهاز)، لافتاً إلى أن شركة أبوت المصنعة ستقوم بطرح الجهاز في سوق الدولة اعتباراً من بداية العام المقبل 2016.

وقال إن استخدام الجهاز من بداية ظهور المرض سيؤدي إلى تجنيب المريض المضاعفات المصاحبة للشبكية والشرايين والقلب والأوعية الدموية والأطراف وغيرها، مشيراً إلى أن مرض السكري يعتبر من الأمراض الصامتة التي تدمر كل خلايا الجسم مع الزمن، دون أن يشعر المريض بأي مشكلات صحية في البداية.

وقال إن تكلفة المرض ترتفع مع وجود المضاعفات، لأن المريض يبدأ بتلقي أصنافاً عدة من الأدوية، وتزداد نسبة الزيارات الطبية، وربما يؤدي أحياناً إلى بتر الأطراف، وبالتالي ننصح المرضى دائماً بمراقبة السكر وعدم الإهمال.
وقال عدد من المرضى ممن استخدموا الجهاز في مستشفى دبي، إن الجهاز جنبهم عملية الوخز اليومي المتكرر، وأعطى نتائج إيجابية جداً في التحكم بالمرض. وأعرب المريض «أبو عبد الرحمن» عن أمله في تطوير الجهاز ليقوم بإعطاء إشارة تحذيرية عند ارتفاع أو انخفاض السكر، مطالباً الشركة المصنعة بتوفير الجهاز بسعر معقول حتى يكون متاحاً لجميع المرضى.

وقال زميله «أبو راشد» إن الجهاز ممتاز «لأنه خلصنا ونأمل أن تقوم الجهات الصحية الرسمية بتوفيره للمرضى، لأنه يساعد على تجنب الأعراض التي تكبد الجهات الصحية المليارات سنوياً».

وقالت الشركة المصنّعة للجهاز إنّ النظام الجديد الذي تقدّمه للمصابين بداء السكري، يعد ثورة في عملية المراقبة الذاتية لمعدل السكري في الدم لمرضى النوعين الأول والثاني. ويتكون الجهاز من جهاز استشعار «مجس» مدوّر (بحجم الدرهم)، يوضع في منطقة أعلى الذراع أو أي مكان آخر في الحسم، ويقيس كل دقيقة نسبة الغلوكوز في السائل النسيجي، من خلال خيوط صغيرة (بطول 5 ملم، وعرض 0.4 ملم) مغروسة تحت الجلد مباشرة.

ويكفي تحريك جهاز القارئ من فوق جهاز الاستشعار المغروس في الجلد، لقراءة النتيجة من فوق الملابس، ما يجعل عملية الفحص أكثر سرية وعملية.

ويسجّل جهاز القارئ، عند كل فحص، الوقت ونسبة الغلوكوز في السائل النسيجي، ونتائج الفحوصات السابقة والاتجاهات المستقبلية، ويحفظ ويخزّن ما يقارب نتائج 90 يوماً من البيانات. وتقول الشركة المصنعة إن سعر الجهاز سيكون في متنازل الجميع، مشيرة إلى أن المجس يحتاج إلى تبديل كل أسبوعين، في حين لا يحتاج الماسح إلى التبديل إطلاقاً.

البيان