تواصل قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والجيش الوطني في اليمن العمليات العسكرية الممهدة لتحرير العاصمة صنعاء بالقوة أو باستسلام مليشيا الحوثي وصالح ومغادرة المدينة وتسليمها للشرعية.

وكلما اقتربت قوات التحالف والجيش الوطني خطوة نحو صنعاء زادت الآمال بانتهاء ظلام المليشيات وبزوغ فجر التحرر بعد نحو عام على اقتحام هذه المليشيات الحاضرة اليمن والعبث بكل مؤسسات الدولة والتنكيل بسكانها إما بالقمع والاعتقالات أو بمصادرة كل مقدرات الدولة لصالح مغامرتها العسكرية أو باحتكار تجارة المشتقات النفطية وبيعها بثلاثة أضعاف أسعارها.

مديريات خولان وهي المفتاح الشرقي لصنعاء أضحت محور التحركات العسكرية والسياسية مع رجال القبائل فيها لأن ضمان ولاء هذه القبائل يعبد الطريق أمام قوات الجيش الوطني والتحالف للوصول إلى مشارف العاصمة وتحريرها.

وعبر لقاءات جماعية وفردية تتواصل تحركات السلطات اليمنية في أوساط هذه القبائل، كما تحشد الآلاف من قوات الجيش استعداداً للمعركة التي يراد لها أن تكون خاطفة لتجنيب المدينة الدمار وسقوط ضحايا مدنيين، لأن السيطرة على خولان ستكون كافية لاستسلام الانقلابيين وفرارهم من العاصمة.

ولأن ميناء الحديدة على البحر الأحمر والذي يبعد نحو 340 كيلومتراً عن العاصمة هو مفتاح المحافظات الشمالية من اليمن فإن السيطرة على الميناء ستغلق أهم منافذ حصول المتمردين على الأموال للإنفاق على مغامرتهم الانقلابية كما سيوقف تجارة المشتقات النفطية التي يجنون من ورائها مليارات الريالات ويوقف تسخير احتياجات المدنيين للأعمال القتالية.

ووفق خبراء عسكريين فإن السيطرة على ميناءي الحديدة والصليف سترغم الجماعة الانقلابية على الاستسلام والقبول بتنفيذ القرارات الدولية بدون شروط، كما أن تدمير مخازن الأسلحة المكدسة حول صنعاء والمعسكرات التابعة للرئيس السابق وحلفائه الحوثيين سينزع من هؤلاء المخالب التي يهددون بها من تبقى من سكان المدينة.

قوات التحالف التي كثفت من غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين وصالح في الشريط الساحلي الممتد من باب المندب وحتى ميناء الصليف شمال الحديدة، باتت تتأهب للسيطرة على ميناءي الحديدة بعد أن سيطرت على أجزاء واسعة من ميناء المخا.

الانقلابيون الذين يشعرون بخطورة سقوط الشريط الساحلي سارعوا إلى نهب المعسكرات الخاضعة لسيطرتهم والتي كان آخرها مخازن الكلية الحربية في مدينة الحديدة التي داهمتها مجموعة مسلحة ونهبت محتويات المخازن من أسلحة خفيفة ومتوسطة.

ومع استمرار العمليات القتالية في الشريط الساحلي بغية تأمينه وتحرير مدينة تعز، تواصل قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي تأمين المناطق المحررة في محافظة مأرب من خلال نشر الوحدات العسكرية في المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين وإقامة نقاط الحماية على طول الطريق الذي يربط المحافظة بكل من محافظة حضرموت شرقاً والعاصمة غرباً.

مقاتلات التحالف واستناداً إلى هذه الرؤية واصلت استهداف المعسكرات ومخازن الأسلحة في شرق وجنوب وغرب صنعاء، حيث نفذت أكثر من 13 غارة جوية طالت معسكر الحفا التابع لقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق، كما طالت مخازن الأسلحة في جبل نقم، ومخازن أخرى في جبل النهدين والمجمع الرئاسي في جنوب المدينة.

وكانت هذه المقاتلات استهدفت الحامية الشمالية لصنعاء في مديرية أرحب وخصوصاً قاعدة الصمع العسكرية التي تشرف على مطار صنعاء الدولي، كما استهدفت حامية المدخل الغربي للمدينة في منطقة الصباحة، حيث يوجد معسكر القوات الخاصة التابعة للحرس الجمهوري.
– البيان