أعلن مجلس أبوظبي للتعليم اليوم عن إطلاق برنامج ” هويتي ” الذي يعنى بترسيخ الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية الأساسية من خلال أسلوب متدرج يلبي احتياجات المدارس لتساهم في بناء المجتمع الإماراتي المتلاحم المتمسك بهويته.
وسيزود البرنامج الذي يعتبر أهم أولويات المجلس ويأتي ضمن أهداف خطتة الاستراتيجية القيادات المدرسية والمعلمين في المدارس الحكومية والخاصة بإطار منهج دراسي يعزز الهوية الوطنية بما يسهم في غرس المعاني العميقة المرتبطة بالهوية الوطنية وتحقيق الاستدامة من حيث استمرارية تطبيق البرنامج في المدارس مع مرور الوقت بما يشمل إحداث التغيير المرجو لدى الطلبة.
وقالت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم إن رؤية الامارات 2021 توضح أهمية الهوية الوطنية في استقرار واستدامة المجتمع والتي تؤكد عليها قيادتنا الرشيدة في مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ” حفظه الله ” ” إن الثوابت والقيم والمبادئ السامية في مجتمع الإمارات تعزز ثقتنا بأننا على الطريق سائرون وإلى غايتنا واصلون طالما تجمعنا رابطة الأسرة الواحدة والعلاقة الوجدانية المتبادلة بين القائد والشعب ” و ” لا نخشى على هويتنا من تعدد الثقافات الوافدة طالما أن الشعب معتز بعناصر هويته متمسك بقيمه وثقافته ” وتأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم على ذلك في قوله ” إن الحفاظ على التراث وتوريثه للأجيال المقبلة يمثلان هدفا استراتيجيا يسعى شعب الإمارات من ورائه إلى تقوية روابطه وصلاته مع تراث الآباء والأجداد ” وكذلك إضافة سموه ” أتمنى أن يتواصل عطاء أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن سياق حفظ تراث وطننا العريق الذي نأمل أن يظل نبراسا نهتدي به صغارا وكبارا وشعلة تنير دربنا بفيض وهجها المتجدد وفق الله خطانا لما فيه خير الوطن والمواطن ” و ” أن الموروث التراثي لدولة الإمارات العربية المتحدة بفيض زاخر من الاهتمام لحفظ مفرداته وصون نماذجه وتعضيد ارتباطه بالواقع المعاش لزم علينا عدم إغفال تجربة آبائنا وأجدادنا التي تسطر تاريخنا التليد كما يجب علينا الاجتهاد في صون صيغها التراثية المتنوعة والزاخرة بالحكم والمواعظ التي لا نفتأ نتعلم منها ما يعيننا في دروب حياتنا ” كما أكد سموه على ذلك مؤخرا في رسالته إلى المعلمين في يوم المعلم عن دور المعلم في تربية وتوجيه أبنائنا اتجاه المستجدات بما يرسخ لديهم قيم الولاء والانتماء الوطني .
وأضافت معاليها ” أنه مع التحديات العالمية والمتغيرات الدائمة حولنا تصبح مهمة الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز القيم الحضارية التي تساعد على الاعتزاز بالموروث الحضاري والانطلاق منه نحو المستقبل شرطا أساسيا لصون هوية وأمن واستقرار الوطن مشيرة إلى أنه في ظل التوسع وتعدد الثقافات في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة فإن تعزيز الهوية الوطنية لدولة الإمارات يتطلب نهجا منظما ومستمرا.
وأوضحت معاليها أنه وانطلاقا من حرص المجلس على التركيز على ترسيخ الهوية الوطنية في المدارس الحكومية والخاصة فقد قام المجلس بإعداد دراسة مستفيضة لتحليل الوضع الراهن فيما يخص الهوية الوطنية وتدريسها في المدارس وبالتحديد في المدارس الخاصة والوقوف أمام أهم التحديات التي تواجه الهوية الوطنية في دولة الامارات وقد جاء إعداد برنامج “هويتي” نتيجة لتحليل الوضع الراهن وهو ما تطلب ضرورة وضع إطار منهج دراسي يرتقي بمستوى تنمية الهوية الوطنية وتعزيزها في المدارس والتوجيهات الازمة لدمجه في مناهجها الدراسية مع التأكيد على مواءمة هذا الإطار مع المتطلبات العامة للمدارس.
وأشارت معالي الدكتورة أمل القبيسي إلى أهم أهداف برنامج ” هويتي ” هو تعميق وترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز قيم الولاء والإنتماء وربط الهوية الوطنية بالجذور المحلية العربية والاسلامية وتعزيزها من خلال المناهج الدراسية التفاعلية القائمة على الاستقصاء والاستكشاف العملي بما يعمق فهم الطلاب للتاريخ والثقافة والقيم الإماراتية على مر الزمن فضلا عن تزويد الطلبة بمستويات متفاوتة من العمق حول الهوية الوطنية في كل مرحلة عمرية وضمن المناهج وصولا إلى تخريج طلاب يملكون جميع مقومات ممارسة المواطنة الصالحة فخورين بجذورهم وتراثهم مطبقين لقيمهم ومعتزين بهويتهم واثقين منتجين يمتلكون آليات تفكير متميزة وواعية على المستويين المحلي والعالمي.
ووجهت معاليها رسالة إلى جميع المدارس وقياداتها المدرسية ومعلميها بإمارة أبوظبي على ضرورة وضع هذا البرنامج ضمن أولويات اهتماماتهم خلال العام الدراسي وتطبيق أهدافه وتعزيز مفاهيم الهوية الوطنية من خلال البرامج والأنشطة المختلفة الصفية واللاصفية ودمجها بالمناهج الدراسية عبر برنامج تعليمي إثرائي وأن المجلس سيقدم كافة أوجه الدعم اللازمة لنجاح البرنامج في المدارس وتوفير الأدوات اللازمة للتطبيق .
وقد تم تصميم برنامج “هويتي” وفق أساس مستند إلى الأبحاث ذات الصلة بحيث يكون ملائما للواقع المحلي ومسترشدا بالمفاهيم الأساسية للهوية الوطنية الإماراتية ويوفر هذا البرنامج تجارب تعليمية تطبيقية قائمة على البحث والتساؤل من شأنها تعزيز المشاركة الفعالة للطلاب وممارسة سلوكيات المواطنة الصالحة ضمن بنية تفاعلية ديناميكية كما يضمن التأثير المتدرج للبرنامج أثرا انتقاليا وفهما عميقا لمحاوره عبرالمراحل العمرية المختلفة وليس حسب كل صف من الصفوف بشكل منفرد وذلك لتخفيف العبء على المدارس الخاصة أثناء تطبيق البرنامج.
وفي هذا الصدد أوضحت الدكتورة مريم العلي مدير إدارة تطوير المدارس في قطاع المدارس الخاصة وضمان الجودة بالمجلس أن برنامج “هويتي” يهدف إلى تزويد القيادات المدرسية والمعلمين بإطار منهج دراسي يعزز الهوية الوطنية وذلك نتيجة للدارسة التي قام بها القطاع في الفترة ما بين مايو ويوليو الماضيين للوضع الراهن فيما يخص الهوية الوطنية وتدريسها في المدارس الخاصة في إمارة أبوظبي حيث ينطلق البرنامج العام الدراسي الجاري كمرحلة تجريبية وسيقوم القطاع بعقد لقاء تعريفي حول البرنامج وأهمية تطبيقه كما ستشهد الفترة القادمة تنفيذ برامج تدريبية للمدارس على آلية تطبيق إطار البرنامج وتقييمه.
وأضافت الدكتورة مريم العلي أن برنامج “هويتي” سيتناول 6 محاور رئيسة هي : الثقافة والمجتمع والقيم واللغة العربية والمواطنة والانتماء والتاريخ لافتة إلى أن برنامج “هويتي” يركز على 4 مخرجات هي إطار المنهج الدراسي ودليل القيادات المدرسية ودليل المعلم بالإضافة إلى مخرج خطة التطبيق الذي يضم استراتيجية المرحلة التجريبية وتدريب المعلمين والقيادات المدرسة والجدول الزمني لبدء التطبيق.
وسيبدأ تطبيق برنامج “هويتي” خلال العام الدراسي الجاري 2015/2016 في المدارس الحكومية وفي 50 مدرسة خاصة بمراحل عمرية مختلفة بإمارة أبوظبي كمرحلة تجريبية أولية وسيتم تنظيم ورش عمل في أبوظبي والعين للقيادات المدرسية والمعلمين لتدريبهم على آلية تطبيق البرنامج ودمجه في المناهج الدراسية لتحقيق المخرجات المرجوة.
ويعتمد تطبيق برنامج ” هويتي ” على متطلبات لضمان نجاح تحقيقه على أكمل وجه وهي أن يكون برنامج “هويتي” مكملا لمواد الدراسات الاجتماعية المتكاملة في المدارس الحكومية والتربية الوطنية في المدارس الخاصة وأن يتمتع البرنامج بتصميم مرن لتعزيز إمكانية تطبيقه بصورة متمايزة في المدارس من حيث الزمان والمكان وتعدد الثقافات وأن يستند البرنامج على إطار شامل وداعم تتولى قيادات المدارس تطبيقه وأن يركز بصورة رئيسية على الثقافة والقيم الإماراتية وليس على التنوع والقيم الثقافية للشعوب المختلفة ويكون مرتبطا بالطلاب بشكل مباشر من حيث تضمنه الأحداث المحلية الجارية بما ينطلق من اهتمامات الطلبة وميولهم مع توفير فرص للممارسة العملية والتدريب للطلاب في قالب ممتع وجاذب بالإضافة إلى تعزيز مشاركة أولياء الامور والتعاون بين المدارس والمجتمع المحلي.
وسوف يقود التطبيق فريق إماراتي يدرك مفهوم الهوية الوطنية ويجسدها في المدارس وسيتم تقييم البرنامج على ثلاثة مستويات هي تقييم تعلم الطلبة تطبيق البرنامج على مستوى الصف أو المعلم وتقييم البرنامج ككل حيث سيضاف برنامج ” هويتي ” إلى إطار تقييم المدارس الخاصة التابع لمجلس أبوظبي للتعليم وذلك لضمان التطبيق الفعال والمستمر وفي المدارس الحكومية سيكون كذلك من أحد معايير التفتيش التقييم للمدارس وسيتولى قطاع العمليات المدرسية والحرص على تطبيقه، حيث ستقوم إدارة المناهج بالمجلس بتوفير كل ما يدعم تعزيز الهوية الوطنبة في المدارس.
وام