أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد الدولة في اجتماع اللجنة الوزارية المصغرة للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في روما أمس، التزام الإمارات دعم التحالف ومحاربة التطرف والإرهاب، مضيفاً أن على الرغم من بعض النجاحات التي حققتها العمليات ضد التنظيم الإرهابي، إلا أن الوضع العام ما زال معقداً وينذر بالمخاطر.

وحذر في مداخلة أمام الاجتماع الذي حضرته ثلاث وعشرون دولة من أن المواضيع الرئيسية التي طرحتها الإمارات خلال الاجتماعات السابقة، ومن ضمنها ضرورة إشراك الفصائل السنية في المناطق الغربية من العراق من أجل عزل التنظيم، وتعزيز الفعالية اللازمة لمواجهته، لا تزال تمثل عائقاً أمام أي تقدم في الحرب ضد «داعش» ما لم يؤخذ بها. واختتم بالقول، إن السبيل الوحيد لتهيئة الأرضية أمام سلام ونمو دائم في المنطقة يتمثل في الاعتدال والتلاحم والتسامح.

وكررت الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في بيان عزمها على دحره، معربة عن القلق من تنامي نفوذه في ليبيا، لكن التحالف استبعد القيام بأي تدخل عسكري في ليبيا، حيث لا تزال الجهود منصبة لتشكيل حكومة وفاق وطني. وأضاف البيان «سنكثف ونسرع حملتنا ضد داعش، ونكرر التزامنا دحر هذا التنظيم الوحشي بشكل كامل».
وأضاف البيان أن «تزايد نفوذ» التنظيم في ليبيا يشكل تطوراً مثيراً للقلق قائلاً: «نتابع بقلق تزايد نفوذ تنظيم داعش في ليبيا». وتعهد مواصلة رصد التطورات هناك عن كثب، والاستعداد لدعم حكومة وحدة وطنية وليدة في جهودها لإحلال السلام والأمن للشعب الليبي.

وأضاف البيان أن تنظيم داعش فقد في العراق نحو «40%» من الأراضي التي كان يسيطر عليها، كما تحققت في سوريا «نتائج ملموسة» بفضل الضربات الجوية بشكل خاص. وشدد البيان الختامي أيضاً على أن التحالف سيواصل متابعة تطورات الوضع في ليبيا «عن كثب»، وهو يبقى «مستعدا لدعم» حكومة الوفاق الوطني.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد قال خلال افتتاح الاجتماع «نحن بالتأكيد لسنا هنا للتبجح» بما تحقق. وأضاف كيري أن على التحالف أن «يمضي قدماً في استراتيجيته التي نعلم أنها ستنجح، والقيام بذلك بعزم لمنع داعش من تنظيم صفوفه أو الفرار أو الاختباء».

وقال كيري، إنه يجب تعزيز الجهود حالياً. وذكر مثالاً على ذلك قيام الولايات المتحدة بنشر عدد محدود من القوات الخاصة داخل سوريا. وأضاف «علينا الدفع قدماً باستراتيجية نعرف أنها مجدية، وأن نفعل ذلك بلا تردد، حتى لا نعطي داعش مهلة للتجمع مجدداً، ولا مكاناً يجري إليه، ولا ملاذاً آمناً ليختبئ فيه».

من جهته، قال نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني «نعلم أن أمامنا تنظيماً يتمتع بصلابة شديدة، وقادر على وضع خطة استراتيجية، وعلينا بالتالي ألا نقلل من خطورته».
وتطرق الوزير الإيطالي أيضاً إلى الخطر الذي يشكله التنظيم الإرهابي في ليبيا، مشدداً على ضرورة الاعتماد على حكومة الوفاق الوطني لمواجهة الوضع. وأضاف «إذا كنا نحتاج إلى مزيد من الحذر والتيقظ، فلأننا نعرف أنه بقدر ما يتعرض داعش للضغط في معاقله، فإنه سيسعى لمواصلة نشاطاته الإرهابية في أماكن أخرى». وأضاف «نحن نشهد تجدد نشاطه في ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء».

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن لا نية لفرنسا بالتدخل عسكرياً ضد تنظيم داعش في ليبيا.

وقال: «من غير الوارد إطلاقاً أن نتدخل عسكرياً في ليبيا». وأضاف «لا أعرف مصدر» هذه المعلومات، مشيراً إلى أن مجموعة صغيرة «تمارس ضغوطاً في هذا الاتجاه، لكنه ليس موقف الحكومة».

وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هامون، إن بلاده لا تعتزم نشر قوات قتالية في ليبيا، لكنها ستسعى إلى تقديم الدعم الاستراتيجي، وفي مجال المخابرات إلى حكومتها الجديدة.

وقال هاموند للصحفيين «نود بالتأكيد دعم الحكومة الليبية الجديدة بأي طريقة عملية في وسعنا، لكن لا أتصور أنه سيكون هناك وضع نحتاج فيه أو نرغب في إرسال قوات قتالية على الأرض».

وأضاف «لا نعتقد أن نشر قوات قتالية على الأرض يعد مساهمة مفيدة. ثمة الكثير من المسلحين في ليبيا. ما يحتاجون إليه هو التنظيم والقيادة والسيطرة ومعلومات مخابرات يتم جمعها جواً، والتنظيم الاستراتيجي».

وقال كيري للصحفيين خلال مؤتمر صحفي بعد الاجتماع «سنواصل الضغط. سنضغط على داعش من كل زاوية ممكنة، وسنخنق محاولاتها لتأسيس شبكات في مناطق أخرى. سنقطع تمويلها وسنفضح أكاذيبها، وهو جزء مهم للغاية مما يحدث الآن، لأن الدول الإسلامية في مناطق مختلفة من العالم، بدأت توضح الإسلام الصحيح، وتنتفض للتصدي لأكاذيب داعش».

وتابع قوله: «ونحن ملتزمون استخدام كل الموارد المتاحة لنا حتى نظل في وضع الهجوم في كل منطقة». وذكر أن التحالف الدولي يدفع التنظيم للتقهقر في أراضيه في العراق وسوريا، لكن التنظيم يشكل خطراً على ليبيا، وقد يسيطر على ثروة البلاد النفطية.

وقال إنه سيكون هناك اجتماع لوزراء الدفاع في بروكسل الأسبوع المقبل لمناقشة نشر محتمل لقوات أجنبية إضافية على الأرض في ليبيا. ولم يحدد الدول التي سيتم اختيار الجنود منها.

وقال «بعض الدول عرضت إرسال قوات إضافية على الأرض، وسيرجع الأمر للعسكريين في الاجتماع أن يحددوا العدد والأشخاص وما هو متاح، وأن يروا إنْ كان من الممكن وضع ذلك في الحسبان في الخطوات للتحرك قدماً».

ودخل كيري في جدل ديني إسلامي بنحو غير معتاد عندما وصف اتباع داعش بأنهم «مرتدون».

وقال كيري «داعش هم في الحقيقة ليسوا سوى مجرد خليط من القتلة والخاطفين والمجرمين والبلطجية والمغامرين والمهربين واللصوص».

وأضاف «كما أنهم فوق كل ذلك مرتدون، وأشخاص خطفوا ديناً عظيماً، ويكذبون بشأن معناه الحقيقي، ويكذبون بشأن هدفه، ويخدعون الناس من أجل القتال لخدمة أغراضهم الخاصة».

الاتحاد