محمد الحمادي
لماذا يريد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وزيراً شاباً في حكومته؟
لقد أثارت دعوة سموه الجامعات إلى ترشيح ثلاثة من الطلاب وثلاث من الطالبات من كل جامعة ليكونوا وزراء في الحكومة تساؤلات المجتمع والناس في الإمارات وخارجها، فما الذي يمكن أن يقدمه شاب أو شابة دون الخامسة والعشرين من العمر للبلد، وما الذي يجعله يصلح وزيراً في حكومة دولة الإمارات، وهو لا يملك الخبرة العملية، فضلاً عن الخبرة الحياتية؟
في تغريداته بالأمس ألمح سموه إلى سبب هذا التوجه وقال إن نصف مجتمع الإمارات هم من دون سن الخامسة والعشرين، وبالتالي يجب أن يكون الاهتمام بهم وبقضاياهم موازياً لهذه النسبة، وكذلك يرى سموه أن للشباب آمالاً وطموحات وقضايا وتحديات، وتنهض بهم المجتمعات، أو تنهار، وعلى أيديهم تقوم المجتمعات، لذا يجب إشراكهم في صنع القرار، ويبدو هذا التفكير منطقياً جداً، خصوصاً إذا عرفنا أن دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل 46 عاماً قامت بسواعد الشباب، وبالتالي فإنه بقدر جرأة هذه الخطوة، لا يبدو وجود الشباب في أي موقع غريباً أو مستغرباً في دولة الإمارات.
هذه الخطوة التاريخية التي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم، تؤكد أن دولة الإمارات تسير بخطى واضحة، وتتخذ قراراتها بثقة عالية بنفسها كحكومة وأبنائها وكوادرها البشرية.
وزير صغير السن يجلس بجانب وزير في سن والده أو أكبر بكثير، يجلس ليستمع ويناقش، ويخرج من هذا الاجتماع ليعمل ويحقق الأهداف ويقدم نتائج عمله، هذا الوزير الصغير في العمر والكبير في الإمكانات وفي دوره، لا بد أن يكون مؤهلاً بشكل كبير لكي ينال شرف هذا التكليف الكبير، وبالتالي يجب أن يكون مستعداً لحمل مسؤوليات جيل الشباب الذين سيمثلهم في الحكومة، ونحن واثقون بقدرات أبنائنا.
بالأمس كنّا نحلم بأن تكون المرأة وزيرة في دولة الإمارات وتحقق الحلم، وبعد ذلك حلمنا بأن يصل الشباب إلى المجلس الوطني الاتحادي فتحقق الحلم، ثم حلمنا بأن تصل المرأة إلى البرلمان، وتحقق الحلم وأصبحت المرأة برلمانية، بل وتفوقت على نفسها لتكون رئيساً للبرلمان، بل وأول امرأة عربية تحقق هذا الإنجاز.
أحلامنا في الإمارات تتحقق وتصبح واقعاً، وذلك أمر طبيعي لأننا صادقون في أحلامنا ونسعى من خلالها لخير وطننا ونسعى لأن نقدم التجارب الملهمة للعالم.
ومن تابع مسيرة مهرجان قصر الحصن بأبوظبي يوم أمس والتي تقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سيرى فيها أشياء كثيرة، وسيفهم منها أشياء أكثر، فذلك المشهد يختصر الكثير من حياة هذا الشعب وفكر قيادتنا التي تسعى إلى مستقبل مشرق على ثوابت الماضي العريق الذي نفتخر به دائماً.
– الاتحاد