علي أبو الريش

نعم هذا وطن المبدعين، وطن الذين ينسجون قماشة الحياة من حرير الشفافية، ويضيئون أيام الناس بمصابيح العمل الجاد والجهد الصادق، ما يحصل في بلادنا، هو الفكرة المتأصلة المتواصلة المستبسلة المتسلسلة الذاهبة في تلافيف الحياة من أجل الحياة، ومن أجل وردة تعبق المكان والإنسان بعبير التألق والتأنق والتدفق، ومن أجل بريق ينير الطريق كي تمر الركاب بلا عذاب ولا يباب ولا اكتئاب.

استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرئيس مجلس إدارة مؤسسة نوبل كارل هنريك، يؤكد دور الإمارات في احتضان المبدعين، ورعاية شأنهم، والاهتمام بفنهم وشجنهم، ما يجعل موقع الإمارات في العمق وفي جوهر العملية الإبداعية والثقافية في العالم، وما يحصل اليوم في الإمارات يبعث على الفرح والسعادة، ويفتح نافذة واسعة لكل مبدعينا لأن يوسعوا من حدقة الطموحات، وأن يفردوا أشرعة السفر إلى محيطات شاسعة في عالم الابتكار وصناعة المجد، فلا عذر لأحد لأن جدول الماء العذب يسيل على التضاريس، ما يهيئ للجميع تشجير مشاعرهم بالدوافع القوية، وزرع عشب النهوض عند حقول عقولهم وقلوبهم.

الجميع اليوم مطالب بأن يلبي النداء، وأن يؤدي واجب الجهد والاجتهاد لأجل الإمارات، ولأجل إسعاد القيادة التي وفرت كل ما يلزم لإسعاد الناس أجمعين.

نعم هذا وطن المبدعين، لأنه وطن حظي بقيادة تسابق الزمن من أجل تحقيق أمنيات الشعب ورفد آماله بأدوات النجاح، ولا عذر أبداً لمن يتخلف عن الركب، ومن يقف في الحياد السلبي.. الإمارات تستحق كل الجد ولا مجال للسلبية، والوقوف عند حافة الإحباط.

نعم هذا وطن المبدعين، لأنه أسس على أوتار الشموخ والرسوخ، ولأنه شيد من أعمدة الطموحات الكبرى والخطوات الواسعة، ولأنه وطن دمج مناطق الزمن في منطقة واحدة، ووضع اللحظة الراهنة هي بوتقة الزمان، ماضيه وحاضره ومستقبله، فلابد وأن تسير القافلة بسرعة اللحظة، ولا تتوقف عند محطات الأسئلة الباهتة، نعم إنه وطن المبدعين الذين يغردون مع الطير عند القمم الشم، ويرفعون الهدير مع الرعد عند هامات السحاب، ويحيكون الضوء من بريق النجوم العريقة، ويكتبون مجد الوطن من عرق ونسق ودفق لأجل أفق لا حدود له ولا أخدود.

نعم، إنه وطن المبدعين الذين يعانقون المجد بوجد من ساروا في الوجود جياداً، وجودوا وجددوا ثوب الحياة بفكر وسبر وصبر وسهر.. نعم إنه وطن المبدعين الذين عشقوا الوطن، كما تعشق القلوب القصيدة العصماء، وتهوى عناق الماء والتراب.. نعم إنه وطن المبدعين الساهرين على كتابة قصة الوطن بحبر القلوب.
-الاتحاد