واصلت الشرطة البلجيكية أمس، حملة دهم اعتقلت خلالها ثلاثة أشخاص أمس، على صلة باعتداءات بروكسل. وبعد أن أعلنت فرنسا إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء في باريس بعد توقيف متطرف فرنسي مدان في بلجيكا، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند «قرب القضاء» على الشبكة التي ارتكبت اعتداءات باريس وبروكسل، موضحا في الوقت نفسه أن هناك «شبكات أخرى» لا تزال تشكل «تهديداً».
وقال خلال استقباله رئيس إسرائيل الأسبق شيمون بيريز «لقد حققنا نتائج في عملنا للعثور على الإرهابيين وتم اعتقال عدد من الأشخاص، أكان في بروكسل أو باريس». وأضاف «نعلم أن هناك شبكات أخرى، لأنه حتى ولو أننا نقترب من القضاء على الشبكة التي ارتكبت اعتداءات باريس وبروكسل، فلا يزال هناك تهديد قائم».
في فيينا، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن على العالم أن يفعل المزيد لدرء خطر «الإرهاب النووي»، مؤكداً أنه لا يجوز استبعاد إمكانية تنفيذ اعتداء من هذا النوع مع ما ينطوي عليه من عواقب مدمرة.
ورغم إحراز التحقيق البلجيكي تقدما، إلا أنه لا يزال اثنان من المشتبه بهم في الاعتداءات فارين، وهما ظهرا في صور التقطتها كاميرات مراقبة مع الانتحاريين الثلاثة الذين زرعوا الثلاثاء الموت في مطار بروكسل ومحطة المترو.
وأكد ممثلو ادعاء بلجيكيون أمس، أن رجلاً أصيب بالرصاص، واعتقل في عملية للشرطة في حي سكاربيك في بروكسل كان على صلة بمؤامرة لشن هجوم في فرنسا أحبطتها السلطات الفرنسية أمس الأول.
وقال المدعون في بيان، إنهم اعتقلوا ثلاثة أشخاص في بروكسل أمس على صلة بمخطط الهجوم في فرنسا عرفوا اثنين منهم باسم توفيق وصلاح- دون ذكر الاسم الثاني- بينما لم يذكروا اسما للثالث الذي اعتقل في عملية حي سكاربيك. وأضاف البيان أن اثنين منهم أصيبا في أرجلهما هما توفيق والرجل الذي لم يتم ذكر اسمه. وفي سياق منفصل قال المدعون، إنهم أفرجوا عن ثلاثة من أصل ستة أشخاص اعتقلوهم أمس الأول. وأضاف البيان أن المحققين تأكدوا من خلال اختبارات الحمض النووي (دي.إن.إيه) أن نجم العشراوي كان أحد الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في مطار بروكسل الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل هناك.
ودافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس عن بلجيكا وحلفاء واشنطن الأوروبيين المتهمين بالتقاعس في مكافحة الإرهاب. وقرر برلمان بلجيكا تشكيل لجنة تحقيق ذات صلاحيات واسعة للوقوف على الثغرات المحتملة في التحقيقات المتصلة بالإرهاب. وأقر وزيرا الداخلية كوين جينس والعدل جان جانبون بحدوث «أخطاء» في ملاحقة مشتبه به أُوقف في تركيا، وأُبعد في الصيف إلى هولندا. وعرضا استقالتهما لكن رئيس الوزراء شارل ميشال رفضها.
وخلال زيارته لبروكسل للتعبير عن تضامن واشنطن مع بلجيكا حذر كيري من اعتداءات جديدة ينفذها«داعش» مع زيادة الضغوط عليه في سوريا والعراق.
لكن كيري شدد على العمل الذي يقوم به ميشال والتعاون الوثيق بين سلطات بلجيكا والأجهزة الأميركية لمنع تنفيذ مخططا جديدة وتفكيك شبكات الجهاديين العائدين من سوريا.
وقال كيري «هذه الحكومة تتولى الحكم منذ سنة، وتحركت بطريقة قوية جدا ضد الإرهاب» ووصف الانتقادات الموجهة إليها بأنها «انفعالية وغير ملائمة».
وتوجه فريق أميركي متخصص في مكافحة المقاتلين الأجانب إلى بلجيكا في فبراير الماضي للقاء المسؤولين وتم تنظيم عدد من مهمات التعاون لمكافحة الإرهاب في الأسابيع المقبلة حتى قبل اعتداءات الثلاثاء.
وأضاف كيري أن البلجيكيين «طلبوا ووافقوا على عشرة أو 11 عنصرا من مكتب التحقيقات الفدرالي يعملون على هذا الملف في الوقت الحالي». وإزاء تصاعد التهديد الإرهابي على المستوى العالمي اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن على العالم أن يفعل المزيد لدرء خطر «الإرهاب النووي»، مؤكدا أنه لا يجوز استبعاد إمكانية تنفيذ اعتداء من هذا النوع مع ما ينطوي عليه من عواقب مدمرة. وقال امانو مساء أمس الأول في فيينا، «إن الإرهاب يتوسع ولا يجوز استبعاد إمكانية استخدام مواد نووية». وأضاف «أن على الدول إبداء اهتمام متزايد بتعزيز الأمن النووي»، في وقت ستعقد فيه قمة حول هذه المسألة يشارك فيها قادة نحو 50 بلدا في واشنطن في 31 مارس والأول من أبريل بدعوة من الرئيس الأميركي.
وفي دليل على هذه الأخطار حلقت طائرات من دون طيار لم تعرف هويتها في الأشهر الأخيرة مرات عدة فوق المحطات النووية الفرنسية، ويعود آخر حادث إلى يوم الأربعاء.
وضبطت الشرطة البلجيكية في ديسمبر في إطار عمليات المداهمة التي جرت على إثر اعتداءات باريس، نحو عشر ساعات من تسجيلات فيديو، تستهدف مسؤولا كبيرا في الصناعة النووية البلجيكية.
وتفيد معلومات أوردتها صحيفة لاديرنيير اور البلجيكية ولم تؤكدها النيابة العامة، أن هذه التسجيلات قام بها الأخوان إبراهيم وخالد بكراوي، الانتحاريان اللذان فجرا نفسيهما في العاصمة البلجيكية.
بعد ثلاثة أيام من تفجيرات بروكسل تم تأكيد مقتل مواطنين من تسع جنسيات حتى الآن، بينهم أميركيان و3 هولنديين وصيني وفرنسي، أكدت سلطات بلدانهم وفاتهم، وذلك بعد التعرف على قسم من جثث الضحايا الـ31.
وأكدت الخارجية الأميركية مقتل أميركيين وفقدان أثر آخرين. وقالت «يمكننا تأكيد مقتل أميركيين اثنين في الهجمات»، مضيفة أن حكومتها تحاول مع بروكسل«إحصاء» جميع الأميركيين الذين كانوا في بروكسل خلال الهجمات. ووفقا لوزارة الشؤون الخارجية الهولندية، فإن الضحايا الهولنديين الثلاث، هم أخ وأخت يعيشان في الولايات المتحدة، وامرأة من ديفنتر في وسط هولندا.
وأشار التلفزيون الرسمي إلى أن الشقيقين الهولنديين هما إلكسندر وساشا بنكزويسكي البالغان 21 عاما، ويعيشان في نيويورك. وكانا يستعدان لركوب طائرة متجهة إلى أميركا. أما الضحية الهولندية الثالثة فهي ايليتا وياه، البالغة 41 عاما، وكانت متجهة إلى بوسطن لحضور جنازة حماها.
من جهتها، أكدت لندن وفاة ديفيد ديكسون، خبير المعلوماتية (51 عاما)، والذي يعيش في بلجيكا وكان أُعلن فقدانه منذ الهجمات.
وقتل صيني أيضا. فيما أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هناك أميركيين بين الضحايا دون تحديد عددهم. وأكدت ألمانيا أن ألمانية بين الضحايا أيضاً.
ويضاف الأشخاص الذين أُعلن مقتلهم أمس، إلى القتلى الذين تم التعرف إليهم حتى الآن، وهم بيروفية (37 عاما) قتلت في المطار، حيث كانت موجودة مع زوجها البلجيكي وابنتيهما التوأمين. وقتلت مغربية في المترو. كذلك تأكد مقتل بلجيكيين أحدهما 45 عاما والآخر عمره 20.
وقال المتحدث باسم الشرطة، إن عملية التعرف إلى جثث الضحايا ستستمر لأن الأمر يتعلق بـ«كارثة مفتوحة، فلا لوائح بأسماء من كانوا في المترو».
الاتحاد