حققت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن، أمس الثلاثاء، مكاسب على الأرض في المعارك الدائرة في محافظتي الجوف وحجة شمال البلاد، حيث المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين المتمردة التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ أكثر من عام. وسيطرت قوات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، صباح أمس الثلاثاء، على العديد من المناطق في بلدة المصلوب في محافظة الجوف (شمال شرق) بعد اشتباكات عنيفة اندلعت ليل الاثنين واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. وقال المتحدث باسم المقاومة في الجوف، فضل ناجي حنش، لـ«الاتحاد»: إن قوات الشرعية حررت منطقتي الهيجة والعقدة في غرب بلدة المصلوب (جنوب غرب الجوف)، واقتربت من منطقة «الفيض» المجاورة لبلدة المتون التي انسحبت منها الميليشيات تحت ضغوط قبلية محلية. وذكر أن العشرات من ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح قتلوا وأصيبوا في هذه الاشتباكات التي أسفرت أيضاً عن»إصابات بسيطة في صفوف قوات الجيش والمقاومة» مؤكداً عزم قوات الشرعية على تحرير منطقة الفيض»الاستراتيجية بسبب قربها من الطريق المؤدي إلى صنعاء عبر بلدة المطمة«في غرب الجوف المحافظة المتاخمة لحدود السعودية ومحافظة صعدة (شمال) المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين.وأوضح أن منطقة الفيض تعد أيضاً مركز تجمع رئيسياً للميليشيات في الجوف»وبتحريرها سيتم تأمين بلدتي المصلوب والمتون ومن ثم التقدم صوب المطمة«المجاورة لمحافظتي صنعاء وعمران.
وعلى صعيد متصل، تواصل قوات الشرعية تقدمها لتحرير كامل أجزاء مدينتي حرض وميدي في محافظة حجة (شمال غرب) المجاورة لمحافظة صعدة على حدود السعودية. وقال مصدر عسكري ميداني، أمس، إن قوات الجيش الوطني احرزت تقدما كبيرا في جبهتي حرض وميدي، مؤكدا استمرار العملية العسكرية الواسعة التي انطلقت الأحد حتى تحرير الساحل الغربي بالكامل. وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية مصرع عشرات المتمردين الحوثيين في هذه المواجهات في غضون اليومين الماضيين، وتحدثت عن مغادرة ست مركبات عسكرية للمتمردين، على متنها عشرات الجثث، مناطق القتال في حرض في طريقها الى صعدة، في حين غادرت مركبة سابعة، على متنها 15 جثة، الى مدينة حجة حيث يكتظ المستشفى الحكومي هناك بعشرات الجرحى من عناصر الميليشيات. كما خلفت الاشتباكات المحتدمة في حرض وأجزاء من ميدي قتلى وجرحى من عناصر الجيش الوطني والمقاومة بينهم طيار مدني وناشط شبابي تطوعا للقتال في صفوف القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.
وأعلنت المقاومة اليمنية أمس، مسؤوليتها عن قتل وجرح العديد من مسلحي جماعة الحوثيين في هجمات متفرقة في محافظتي حجة والحديدة (غرب). وذكر المركز الاعلامي لـ«مقاومة تهامة»، أن مقاتلين من المقاومة هاجموا بقنابل يدوية تجمعا للحوثيين في بلدة مستبأ في محافظة حجة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. واستهدف هجوم ثان بقنبلة يدوية سيارة مسؤول محلي موال للحوثيين في بلدة قفل شمر بمحافظة حجة، في حين فتحت عناصر من المقاومة الرصاص على سيارة كانت تقل مسلحين حوثيين في بلدة الزهرة شمال محافظة الحديدة الساحلية.
إلى ذلك، قتل متمردون وأصيب آخرون في هجوم استهدف، ليل الاثنين الثلاثاء، حاجز تفتيش للحوثيين في بلدة يريم شمال محافظة إب وسط البلاد. وقالت مصادر محلية إن مسلحين من المقاومة الشعبية هاجموا مركبة عسكرية للمتمردين بالقرب من حاجز تفتيش في منطقة«بين هديان»في يريم ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. وهذا ثالث هجوم يستهدف ميليشيات الحوثيين في يريم منذ السبت الماضي، وأحصت المقاومة الشعبية 19 قتيلا وجريحا من المتمردين في هذه الهجمات. وقتل قيادي ميداني في المقاومة الشعبية في محافظة إب الليلة قبل الماضية باشتباكات مع المتمردين الحوثيين في بلدة حزم العدين جنوب المحافظة.وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الاتحاد»، ان القيادي الميداني غمدان الشعوري قتل إثر إصابته في المواجهات مع المتمردين الحوثيين في منطقة الشعاور في بلدة حزم العدين المضطربة منذ شهور، مشيرة الى أن هذا القيادي هو شقيق القيادي البارز في المقاومة الشعبية في محافظة إب، الشيخ فيصل الشعوري.
وتواصلت أمس الثلاثاء في منطقة الشعاور الاشتباكات المتقطعة بين المقاومة والميليشيات التي قصفت بالأسلحة الثقيلة العديد من منازل المواطنين في المنطقة. كما استمر القتال أمس، ولليوم الرابع على التوالي، بين قوات الشرعية والميليشيات المتمردة في مناطق حدودية بين محافظتي البيضاء (وسط) ومأرب (شرق). وأكد القيادي الميداني في المقاومة الشعبية في مأرب، عبدالرزاق جابر، لـ«الاتحاد»، إحراز قوات الشرعية تقدما على الأرض وتحرير منطقة عبل في»الوهبية«التابعة لبلدة السوادية (شمال البيضاء) والمتاخمة لبلدة العبدية (جنوب مأرب)، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات ، بينما أصيب عدد من عناصر المقاومة بانفجار لغم ارضي لدى مرور مركبتهم. وقال إن وساطة قبلية محلية تدخلت الثلاثاء لوقف المعارك، وأن المفاوضات لا تزال مستمرة. وذكرت مصادر إعلامية أن التحالف العربي بقيادة السعودية نفذ أمس غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الوهبية. كما استهدفت أربع غارات تجمعات للميليشيات في بلدة صرواح آخر معاقل المتمردين الحوثيين في محافظة مأرب المحررة .
وقصفت مقاتلات التحالف أمس قواعد عسكرية متمردة وتجمعات للميليشيات في العاصمة صنعاء حيث أصابت أربع غارات منطقة الصباحة (غرب) واستهدفت غارتان معسكر الحفا التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع جنوب شرق المدينة. وطال القصف الجوي موقعا في منطقة سعوان شرق العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ سبتمبر 2014. كما قصفت مقاتلات التحالف تجمعات للميليشيات في منطقة جرف اسبيل في بلدة ميفعة عنس في محافظة ذمار جنوب العاصمة.
واختطفت ميليشيات الحوثي أمس في مدينة ذمار قياديا في حزب التجمع اليمني للإصلاح يتولى منصبا في المجلس المحلي في المدينة الخاضعة لهيمنة الجماعة المذهبية منذ أواخر 2014. وقالت مصادر في حزب»الإصلاح«، إن مسلحين حوثيين خطفوا القيادي المحلي في الحزب وعضو المجلس المحلي في ذمار، أحمد نشوان، بعد أن دهمت منزله في المدينة حيث شيع المئات عضو مجلس شورى الحزب، العميد علي سعيد العنسي الذي اغتيل الاثنين برصاص مسلحين مجهولين. وحذر حزب»الإصلاح«، وهو ثاني أكبر الأحزاب السياسية في البلاد وخصم عقائدي وديني لجماعة الحوثيين، من«مسلسل الاغتيالات السياسية الذي بدأت ملامحه المخيفة تطل في الأفق». وأكد الحزب في بيان أصدره للمطالبة بكشف قتلة العميد العنسي، أن«نار الفتنة التي يسعى البعض لايقاظها، ستأكل الأخضر واليابس لو اشتعلت، وستكوي الجميع دون تمييز أو استثناء». وحمل المجلس الأعلى للمقاومة في ذمار، سلطات الانقلاب الأمنية والسياسية مسؤولية دم الشهيد بشكل مباشر باعتبارها عصابات محتلة توفر الدعم والغطاء لهكذا جرائم متتالية، معتبرا في بيان أصدره أمس عملية الاغتيال»تطورا خطيرا ومؤشرا إلى دخول مرحلة جديدة تقوم بها العصابات الإجرامية المحتلة ضد شرفاء المحافظة«.وتعهدت»مقاومة ذمار«بأن دم العميد القتيل»لن يذهب هدرا»، وان المتورطين في اغتياله سينالون جزاءهم قريبا.
في هذه الأثناء، اشتدت المعارك بين القوات الموالية للشرعية والميليشيات المتمردة في محافظة تعز جنوب غرب البلاد. ودارت اشتباكات عنيفة في العديد من الأحياء الشرقية في مدينة تعز حيث قصفت ميليشيات الحوثي وصالح تجمعات سكنية مخلفة إصابات في صفوف المدنيين. وقتل متمرد على الأقل أمس في المواجهات التي شهدتها محافظة تعز المنكوبة بسبب استمرار النزاع الدامي منذ عام. وتصدت المقاومة الجنوبية، في وقت مبكر الثلاثاء، لهجوم شنه متمردو الحوثي وصالح على مواقع لها في شمال بلدة كرش التابعة لمحافظة لحج (جنوب) ومتاخمة لمحافظة تعز.كما هاجم مقاتلو المقاومة الجنوبية، ليل الاثنين الثلاثاء، تعزيزات عسكرية للميليشيات المتمردة كانت في طريقها الى كرش قادمة من بلدة الراهدة جنوب شرق محافظة تعز. وقال متحدث باسم المقاومة في لحج، إن ميليشيات الحوثي وصالح تواصل زرع الألغام الفردية في الجبال والشعاب في المناطق الحدودية بين لحج وتعز، كما تنصب الرشاشات الثقيلة المضادة بشكل مكثف، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار قوات الجيش الوطني والمقاومة في نزع وتفكيك الألغام المزروعة في المناطق والمواقع المحررة.
الاتحاد