أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الجمعة، أن رئيسه السابق السويسري جوزيف بلاتر والمساعدين السابقين له الفرنسي جيروم فالكه والألماني ماركوس كاتنر تقاسموا 80 مليون دولار من أجل “الثراء الشخصي” عبر عقود وتعويضات خلال الخمسة أعوام الماضية.
وأوضح الاتحاد الدولي، ومقره في زيوريخ، أنه سلم هذه المعلومات إلى القضاء السويسري وسيتقاسمها مع القضاء الأميركي، مبرزا أن “بعض العقود تتضمن بعض التدابير التي يبدو أنها انتهاكا للقانون السويسري” وذلك بخصوص نظام التعويضات للمسؤولين الثلاثة السابقين.
يأتي ذلك فيما داهمت الشرطة السويسرية مقر الاتحاد وصادرت ملفات بحسب ما كشف الادعاء العام، فيما أعلن المنظمة الكروية العليا أن عملية التفتيش استهدفت الأمين العام المساعد السابق الألماني ماركوس كاتنر.
وجاء في البيان: “كجزء من التحقيقات الجنائية الجارية في قضية فيفا، قام مكتب المدعي العام في سويسرا بتفتيش مقر فيفا في 2 يونيو 2016 بهدف تأكيد ما توصلنا إليه من خلاصات والحصول على مزيد من المعلومات”.
وتابع: “تم ضبط الوثائق والبيانات الإلكترونية وستتم الآن دراستها لتحديد أهميتها بالنسبة للإجراءات الجارية”.
وأكدت المتحدثة باسم فيفا ديليا فيشر المعلومات التي ذكرتها السلطات السويسرية بشأن تفتيش مقر الاتحاد الدولي، مشيرة إلى أن هذه العملية طالت مكاتب كاتنر.
وكان فيفا أقال في 23 مايو كاتنر من منصبه كمدير مالي وأمين عام مساعد في المنظمة الكروية العليا بمفعول فوري، وذلك بسبب “انتهاكات” مرتبطة بوظيفته.
وتولى كاتنر مهمة أمين عام فيفا بالوكالة بعد إقالة الفرنسي جيروم فالك بسبب تورطه بفضائح الفساد التي هزت المنظمة الكروية العليا منذ مايو من العام الماضي.
وأشار فيفا حينها: “أقيل كاتنر من منصبه بمفعول فوري”، مضيفا: “كشف التحقيق الداخلي، الذي أجراه فيفا، أنه ارتكب انتهاكات لمسؤولياته الائتمانية المرتبطة بوظيفته”.
ولم يعط الاتحاد الدولي أي تفاصيل إضافية واكتفى بالتأكيد أن “التعاون سيتواصل مع السلطات المختصة” لكن مصدرا مقربا من لجنة التحقيق أشار إلى وجود ما يكفي من المعطيات التي تؤكد حصول انتهاك لمسؤولياته، مضيفا: “نتحدث هنا عن كمية كبيرة من الأموال، ملايين الدولارات”.
وأشار المصدر إلى أن هذه الأموال حصل عليها كاتنر كمكافآت وضمن عقد بقيت تفاصيله مخفية عن لجنة التدقيق المالي في فيفا الذي عين خلال الشهر الماضي السنغالية فاطمة سامورا في منصب الأمين العام للسلطة الكروية التي لم تخرج حتى الآن من “نفق” الفساد والفضائح.
وإقالة كاتنر (45 عاما) من منصبه ليست سوى أحد فصول الفضائح التي يتخبط فيها فيفا منذ مايو من العام الماضي والتي بدأت شرارتها عشية انتخاب الرئيس السابق السويسري جوزف بلاتر لولاية خامسة على التوالي وذلك بعدما داهمت الشرطة السويسرية أحد الفنادق وأوقفت 7 من مسؤولين في المنظمة الكروية العليا بطلب من القضاء الأميركي.
ثم تواصلت الفضائح تواليا ما دفع بلاتر إلى التخلي عن ولايته ثم أوقف لاحقا مع رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني بسبب دفعة غير مشروعة من الأول إلى الثاني.
وانتخب السويسري الآخر جاني اينفانتينو خلفا لبلاتر في فبراير الماضي خلال الجمعية العمومية الاستثنائية لفيفا. وبدأ اينفانتينو بعدها حملة إصلاحات بنيوية لكن المسار الإصلاحي لن يكون سهلا بتاتا على الأمين العام السابق للاتحاد الأوروبي الذي كان مؤخرا عرضة لانتقادات وجهها إليه كل من دومينيكو سكالا، الرئيس السابق للجنة الأخلاقيات في فيفا الذي استقال من منصبه بعد الجمعية العمومية في مكسيكو، والمحامي الجنائي السويسري مارك بييث.
الاتحاد