أكد وفد علماء الأزهر الشريف، ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن منهجية الاعتدال والوسطية تميز دولة الإمارات، والتي تطبق سماحة الإسلام وتعاليمه في توجهاتها كافة، مثمنين دور الإمارات، قيادة وشعباً، ووقوفها مع الشعب المصري، ودعمها الكبير للأزهر الشريف، مؤسس منهج الوسطية والاعتدال، ناقلين تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤكدين أن الانحراف الفكري والتطرف بعيدان تماماً عن الإسلام، وأن الذين تبنوا هذه الأفكار قد أضروا بالإسلام وأتباعه، مطالبين بوقفة لتصحيح هذه المفاهيم والأفكار المغلوطة.

جاء ذلك، خلال استقبال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة شؤون الرئاسة، والهيئة، كوكبة من العلماء قادمين من الهند وجمهورية مصر العربية، بمطار أبوظبي الدولي.

وقد وصل إلى الدولة نحو 25 عالماً من العلماء الضيوف أمس الأحد، ومن المتوقع وصول البقية تباعاً للمشاركة في إحياء شهر رمضان المبارك بالحكمة والموعظة والتنوير والتدبر.
ورحب الكعبي بقدومهم، وأشاد بقبولهم الدعوة والمشاركة في فعاليات برنامج العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة خلال شهر رمضان المبارك، في بلدهم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيداً بمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لهذه المكرمة التي ينتظرها من العام إلى العام مجتمع الإمارات من مواطنين ومقيمين، للاستفادة من مواعظهم، والاغتراف من بحور علمهم باعتبار شهر رمضان المبارك، شهر القرآن والقراءة والتدبر والتفقه في الدين.

وأشاد الكعبي بالتعاون فيما بين الأزهر والهيئة، وبرؤية فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومنهجية الأزهر الشريف في ترسيخ الوسطية والاعتدال عبر عشرات القرون.
وقال إن مصر قيادة وشعباً تعني الكثير للأمة العربية، وهي جسر العروبة القوي والامتداد التاريخي إسلامياً وعربياً، مؤكداً وجود رابط وتكامل عربي وإسلامي بين الإمارات ومصر، ونسعى لأن يستمر بالقوة نفسها حسب توجيهات قيادتنا الرشيدة، وأن مواقف القيادتين والشعبين من نبذ الإرهاب والتطرف ثابتة، وأن الجهود المبذولة لتقويض هذه الأفكار البعيدة عن روح الإسلام باتت قريبة، بفضل الصدق في مواجهتها، خاصة مواقف الأزهر النابذة لكل أشكال التطرف، معرباً عن فخره بالأزهر وعلمائه، والعلماء كافة المشاركين في برنامج صاحب السمو رئيس الدولة.

وقال الكعبي إن العدد الأكبر من العلماء الضيوف هم من أبناء الأزهر بعلمه وعلمائه، مشيراً إلى وجود تكامل بين الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف و الأزهر في مختلف المجالات البحثية والعلمية وتبادل العلماء والتدريب، ورصد وتبادل المعلومات وطرق مواجهتها.
وتوجه بالشكر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على تعاونه الكبير وحضوره الدائم وتقديره للإمارات، قيادة وشعباً، والذي يكن محبة صادقة متبادلة، وقال «نحن نشاطر الأزهر، ونتشارك مع مصر العروبة والامتداد التاريخي عربياً وإسلامياً، وبعلاقات متميزة تربط بين قيادتينا وشعبينا».

ورحب محمد عبيد المزروعي المدير التنفيذي بالهيئة، بالعلماء الضيوف المشاركين في البرنامج الذي أطلقه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لافتاً إلى أن المبادرة ليس لها مثيل بالمنطقة، من حيث استقطاب أكابر العلماء والمفتين لتوعية البشرية، وتعريف المجتمع بالإسلام الحق البعيد عن الغلو، وهو الدين الذي ارتضاه الله لنا، دين الرحمة والعدل والتسامح والرأفة والعطف.

وقال الدكتور عماد عبد النبي أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون «نشكر أولاً هذه الدولة المباركة، ونبارك لهم هذا التحضر والتقدم، ونشيد بهذه السنة المباركة باستضافة العلماء من أصحاب الفكر الوسطي المعتدل الصحيح، وتعريف عموم المسلمين به، وهي منهجية يحتاجها العالم، ولا تزال آمال الأمة معقودة عليها، والإمارات تساعد في تحقيق هذا النموذج الإسلامي المعتدل».

وقال الدكتور عبدالله سرحان عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، إن الإمارات لها مكانة خاصة عند أبناء مصر وهي دولة تحمل تقديراً للعلماء في المجالات كافة، وإن وفد الأزهر لن يجد نفسه غريباً، حيث إن وسطية واعتدال الشعب الإمارات تتوافق مع منهجية الأزهر الشريف.

وقال الدكتور محمود حسن محمد، أستاذ الحديث، بجامعة الأزهر، نسعى لأن يعم الفكر الوسطي المجتمعات الإسلامية، وأن الأزهر طيلة تاريخه واجه الانحرافات الفكرية يساراً ويميناً، ومنهجه الذي تربى عليه علماؤه يقوم على الوسطية والاعتدال ومراعاة مصالح الأمة.

وثمنت الدكتورة حنان سعد سيد سرواح، المعيدة بقسم البلاغة والنقد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، دور الإمارات في نشر الإسلام الوسطي المعتدل إلى جميع بقاع الأرض، مشيرة إلى أن دور علماء الدين اليوم أساسي في هذا الوقت العصيب، لأنهم يحملون على عاتقهم رسالة توضيح الدين الإسلامي ووسيطته بعيداً عن العنف.
وأفادت الدكتورة إلهام محمد فتحي شاهين، المحاضر بقسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة «استقبال علماء الأزهر الشريف هو نوع من التعاون العلمي والديني بين مصر والإمارات، ودليل على الود والمحبة والإخلاص وتعاون المسلمين فيما بينهم على البر والتقوى في أوجه الخير»، مشيرة إلى أنه يجب على علماء الدين تفعيل دورهم في هذا الوقت لمواجهة المشاكل الأخلاقية والاجتماعية الناجمة عن البعد عن الدين .

الاتحاد