أقدمت شركة «مايكروسوفت» خلال الأسبوع الماضي على اتخاذ قرار بالاستحواذ على شبكة «لينكد إن» الاجتماعية ذات التركيز على المؤسسات ومجال التوظيف الاحترافي، والتي تضم بيانات عشرات الملايين من المحترفين حول العالم. وحدد موقع «سي آي أو» خمسة أسباب وراء قرار «مايكروسوفت» الاستحواذ على «لينكد إن»، تتضمن تحسين التواصلية والتغذية بالأخبار وعلاقات العملاء والمساعد الرقمي وتدريب الموظفين.
وتعد الصفقة أكبر عملية شراء في تاريخ «مايكروسوفت»، حيث أنفقت 26.2 مليار دولار لإتمام عملية الاستحواذ.
ومفتاح الوصول إلى فهم سليم لأسباب هذا القرار يكمن في الزاوية التي يتم التعامل بها مع «لينكد إن» ككيان اقتصادي خدمي نشأ ويعمل كلية في كنف الإنترنت، فمن يتعامل مع «لينكد إن» باعتبارها شبكة تواصل اجتماعي أو خدمة توظيف على الإنترنت، سيرهق نفسه في البحث عن الإجابة على السؤال دون جدوى، لكن من يتعامل مع القرار من زاوية ما تمتلكه «مايكروسوفت» وما تمتلكه «لينكد إن» وما ينقصهما، وما يمكن أن تحققانه من الاستحواذ والدمج، سيصل سريعاً إلى الإجابة والفهم السليم للصفقة.
وهذا ما حرص على قوله كل من الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» ساتيا ناديلا، والرئيس التنفيذي لـ«لينكد إن» جيف واينر في مؤتمرهما الصحافي الذي عقداه أخيراً كتمهيد لإتمام الصفقة رسمياً، وطبقاً لما ورد في معرض شرحهما لهذا المدخل في التعامل مع قرار «مايكروسوفت»، فإن الأخيرة تمتلك طيفاً واسعاً من الأدوات والخدمات التي تغطي الكيفية التي يتواصل بها الناس ويرتبطون من خلالها ببعضهم بعضاً، كالبريد الإلكتروني والوثائق والرسائل والمقابلات ودفتر العناوين، وخلافه، في حين تمتلك «لينكد إن» طيفاً آخر من الأدوات يغطي المهارات الوظيفية والزملاء في العمل والعلاقات الاحترافية، وهذان الطيفان الواسعان من الأدوات يعملان الآن بصورة منفصلة عن بعضهما بعضاً، ولذلك فإن المعلومات والقوة الكامنة الموجودة في كل منهما، مؤهلة تماماً لأن تصبح مفيدة للأخرى وقادرة على إنتاج ميزات أفضل.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ«لينكد إن» جيف واينر، أن كل الأعمال والموظفين والوظائف والمهارات التي تحصل على هذه الوظيفة، وكل مؤسسة تعليمية يمكن الحصول منها على التدريب واكتساب هذه المهارات، كل هؤلاء يمكنهم الاستفادة من التكامل والدمج الحكيم بين أدوات «مايكروسوفت» وأدوات «لينكد إن»، مشيراً إلى أن الدمج سيصنع النسخة المقابلة أو المشابهة لرؤية «غوغل» الخاصة بتنظيم معلومات العالم، فما سيحدث هو تنظيم بيانات ومعلومات الأعمال في العالم، ويجعل محرك بحث «بنغ» الخاص بـ«مايكروسوفت» أفضل أداة للوصول إلى المعلومات الاحترافية المتخصصة والتفاصيل الخاصة بالأعمال.
وهناك توقعات بأن «مايكروسوفت» ستبدأ تنفيذ عملية الدمج على مستوى صغير، والأمر المرشح في هذا السياق سيكون الدمج والتحديث الذاتي لدفتر العناوين في برنامجها للبريد الإلكتروني «أوت لوك» مع بيانات «لينكد إن»، بحيث يمكن لمستخدم «أوت لوك» الحصول على تفاصيل الاتصال الخاصة بشخص ما من «لينكد إن»، وفي هذه المرحلة المبكرة سيكون ذلك مجرد جلب أو سحب للبيانات لا يتطلب تحديث تفاصيلها حينما يتم تغيير الوظيفة.
وحدد موقع سي آي أو المتخصص في تحليلات سوق تكنولوجيا المعلومات للإدارة التنفيذية العليا، خمسة أسباب وراء قرار «مايكروسوفت» الاستحواذ على «لينكد إن» تتضمن:
1ـ تحويل «لينكد إن» إلى ما يشبه «مصنع التواصل» عبر أرجاء «مايكروسوفت»، والفكرة هي البحث عن السجلات الاحترافية لتصبح أكثر غنى وموحدة، فمع البيانات الصحيحة التي تطفو على السطح في الوقت المناسب في تطبيق مثل «أوت لوك»، و«سكايب» و«أوفيس»، تصبح لدى المستخدم القدرة ليس فقط على البحث عن جهات الاتصال ورؤية معلوماتهم في سجل نشط، ولكن أيضاً للحصول على كل التفاصيل الخاصة بشبكتهم الاحترافية وعلاقات العمل الخاصة بهم.
2ـ تحسين خدمة التزود بالأخبار وتحويلها إلى «خدمة ذكية»، فخدمة التغذية بالأخبار من «لينكد إن» أصبحت من أسرع المكونات نمواً، ومع إحداث التكامل بين الشركتين ستقدم خدمات التغذية بالأخبار نظرة أكثر غنى، فالتغذية بالأخبار أصبح يتم الإبلاغ بها من خلال المشروعات التي تعمل عليها حاليا، وبمعلومات أجندة العمل الخاصة بك، ومع نظام «مايكروسوفت» للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي سيتم تحسين ذلك بصورة كبيرة، ويجعله ذا صلة أكبر بما تريده وتفعله وتحتاجه.
3ـ تحسين ودعم غير مسبوق لمساعد «مايكروسوفت» الرقمي «كورتانا»، فمع المعلومات التي يمكن الوصول إليها من «لينكد إن»، سيحصل «كورتانا» على عالم جديد وكامل من البيانات للعمل معها، وتخيل أنك تمضي إلى مقابلة و«كورتانا» يمكنه أن يقول لك كل الأشياء التي تريد معرفتها عن الناس الذين ستقابلهم، لأن لديه القدرة على الوصول إلى شبكتهم العملية الاحترافية.
4ـ تحويل نظام «مايكروسوفت» لإدارة العلاقات مع العملاء إلى أداة استراتيجية لإدارة الطريقة التي يعمل بها البيزنس داخل الشركة أو المؤسسة، وهو ما تطلق عليه «مايكروسوفت» نظام الاستخبارات أو الذكاء، ففي العام الماضي عرضت الشركة أداة لتخطيط المقابلات، تبدو كنسخة متقدمة من مساعدها الرقمي «كورتانا»، واستخدمت نظام التعلم الآلي لتحليل التفاعلات السابقة وإظهار المعلومات التي يمكن أن تساعد الشخص على الإعداد للمقابلة التالية.
5ـ تطوير نظم تدريب الموظفين، فلدى الشركات والمؤسسات حالياً نظرة محدودة حول مهارات وإمكانات موظفيها والعاملين بها، والعلاقة مع الفرص التدريبية ليست سلسة دائماً، ولذلك فإن خدمات «لينكد إن» ستتكامل مع أوفيس وإكسل مثلاً، لتتضمن مفتاحاً للتعلم يضع أمام مستخدمي حزمة أوفيس قائمة بزملائهم الذين يمكنهم التواصل معهم للمساعدة.
الامرات اليوم