يغير مفهوم «الخدمة الذاتية» الذي بدأت بعض البنوك في تطبيقه من نمط تعامل العملاء وأداء الخدمات المصرفية في البنوك، حسب حبيب حنا، نائب الرئيس والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «ديبولد»، والذي توقع في حوار مع صحيفة «الاتحاد» صورة مغايرة للبنوك في القريب العاجل تتمثل في دخول العميل لفرع البنك في أي وقت وإصدارة «ذاتياً» بطاقة الصراف الآلي ودفتر الشيكات الخاص به عبر جهاز الصراف الآلي.
وقال: إن البنوك في الإمارات ستشهد قريباً أجهزة الصراف الآلي من دون شاشة، حيث يمكن للعميل استخدام تطبيق عبر هاتفة الذكي (ليصبح لوحة المفاتيح وشاشة الصراف الآلي) لبدء المعاملات المصرفية من أي مكان، ومن ثم يكمل المعاملات مثل سحب النقود من خلال جهاز الصراف الآلي في أقل من 10 ثوانٍ، موضحاً أن أجهزة الصراف الآلي ستقوم خلال شهور ومن تلقاء نفسها بعملية الإيداع وإعادة التدوير في نفس الوقت، بحيث يتم استخدام المبالغ النقدية المودعة في ماكينة الإيداع بالبنك في تزويد ماكينة السحب النقدي بالمبالغ اللازمة من دون الحاجة إلى اللجوء لشركات متخصصة في تعبئة الماكينات وتزويدها بالنقود.
وأشار حنا، إلى أن الجيل الجديد من جهاز الصراف الآلي سيؤدي وظائف الأجهزة التقليدية وإتمام المعاملات بطريقة تفاعلية بصرية مع تقديم خدمات الاستقبال والإرشاد لعملاء البنوك، لافتاً إلى أن طريقة إدخال البطاقات الإلكترونية إلى قارئ البطاقات في جهاز الصراف الآلي ستكون مختلفة، حيث ستتم بالعرض بدلاً من إدخالها بالطول حالياً ما يمنع جميع الأشكال المعروفة لأجهزة الاحتيال الإلكتروني من قراءة المعلومات الواردة في الشريط المغناطيسي للبطاقة ومن ثم سرقة بياناتها. وقال حنا: إن الشركة في إطار حرصها على تقديم تجربة فريدة ومميزة للعملاء من المؤسسات المالية والمستهلكين، استحوذت خلال شهر نوفمبر الماضي، على شركة (Wincor Nixdorf) بهدف إنشاء شركة عالمية رائدة في مجال الخدمات الذاتية للقطاع المالي وأسواق التجزئة، موضحاً أن الشركتين تعملان بشكل مستقل حالياً وستظلان متنافستين في السوق وستواصل «ديبولد» تقديم الدعم لعملائها إلى حين اكتمال إنشاء الشركة الجديدة قبل نهاية العام الحالي. وأكد حنا أن شركة «ديبولد» ستعمل على زيادة وجودها في الشرق الأوسط من خلال توفير تكنولوجيا يمكن الاعتماد عليها، والتسليم السريع، إلى جانب الابتكار التعاوني مع البنوك لإعادة تعريف تجربة الفرع المثالي، مضيفاً أن المقصود بتجربة الفرع المثالي هي أن يكون فرع البنك نموذجياً، بمعنى أن يقدم جميع الخدمات المصرفية اعتماداً على التكنولوجيا ما يمكن العميل من إتمام جميع العمليات المصرفية التي يوفرها الفرع بطريقة ذاتية، وبخاصة إصدار بطاقات الصراف الآلي ودفاتر الشيكات التي لايمكن الحصول عليها بطريقة ذاتية في الوقت الحالي. وأشار إلى أن أجهزة الخدمة الذاتية، والصراف الآلي لدى الشركة تعد أحدث ما في السوق العالمي، حيث توفر مزايا تختلف عن الأجهزة التقليدية مثل خدمة الإيداع وإعادة التدوير في نفس الوقت، بحيث يتم استخدام المبالغ النقدية المودعة في ماكينة الإيداع في البنك في تزويد ماكينة السحب النقدي بالمبالغ اللازمة من دون الحاجة إلى اللجوء لشركات متخصصة في تعبئة الماكينات وتزويدها بالنقود، منوهاً إلى أن من المزايا الأخرى لأجهزة الصراف الآلي التي توفرها الشركة أنها توفر أدنى معدل انسداد، بمعني أن فرصة احتجاز المبالغ المسحوبة في داخل الماكينة تكاد تكون معدومة، ما يؤدي إلى زيادة ثقة المستهلكين عبر توفير قنوات وتجارب أكثر إيجابية في التعامل مع أجهزة الصراف الآلي.
وفيما يخص البرمجيات والخدمات الجديدة المتوفرة في أجهزة الصراف الآلي، أجاب حنا بأن شركة «ديبولد» استحوذت في العام الماضي على شركة «فينيكس» شركة البرمجيات الرائدة عالمياً، ما مكنها من التحول من شركة مصنعة لأجهزة الصراف الآلي إلى شركة رائدة في الخدمات ومبرمجة أيضاً. وقال: إن الشركة توفر حالياً ثلاثة أنواع من البرمجيات أولها «فيستا»، وهو عبارة عن تطبيق عبر الموبايل يوفر إمكانية إتمام المعاملات التي تتم من خلال لوحات المفاتيح وشاشات أجهزة الصراف الآلي في البنوك، بشكل ذاتي من خلال الموبايل، وبحيث تتم تجربة التعامل مع الصراف الآلي من خلال شاشة الموبايل وبما يناسب جميع الشبكات التي لديها أنواع مختلفة من الأجهزة.
وأضاف أن البرنامج الثاني «كوماندر» لديه النماذج التي تعطى قرارات استثمارية أفضل لشبكات الصراف الآلي، ومراجعة الحسابات التفصيلية لتقارير مهندس الحقل، والتأكيد على شروط الامتثال، وإدارة الصيانة والتحديث، وتالياً يمكن أيضاً تقليل تكاليف التسويق، ورفع الجهود عبر البيع، مع قدرتها على تقديم حملات لعموم المستهلكين أو لمستهلكين مستهدفين على أجهزة الصراف الآلي، لافتاً إلى أن البرنامج الثالث هو«إكسبريشن» ولديه القدرة على نسخ قدرات المعاملات ووظائف الصراف التقليدية وإتمام المعاملات بطريقة تفاعلية بصرية وتقديم خدمات الاستقبال والإرشاد لعملاء البنوك.
ورداً على سؤال عن حصة الشركة في السوق الإماراتي وعدد البنوك التي تتعامل معها الشركة، أفاد حنا بأن الشركة لديها أكبر قاعدة في ثلاثة أسواق حتى الآن، وهي المملكة العربية السعودية، لبنان، وباكستان.
وذكر أن الإمارات تعد أحد أهم الأسواق التي تركز الشركة عليها، ولذا أنشأت مؤخراً مركزاً في دبي لكي تتمكن من تقديم دعم أفضل للعملاء، مشيراً إلى أن الشركة لديها أكثر من 300 جهاز صراف آلي منتشرة في جميع أنحاء دولة الإمارات حالياً، وقد دخلت في مفاوضات مع بنوك أخرى في الدولة للاستفادة من التكنولوجيا والحلول المبتكرة التي توفرها.
وأكد حنا أن شركة «ديبولد» لديها رغبة بشكل خاص في أن تلعب دوراً فعالاً في التطور المستقبلي لأجهزة الصراف الآلي في دبي، ودعم خطة دبي2020 التي بالفعل لها تأثير كبير على حياة المواطنين في دبي.
وفسر ذلك بأن القطاع المالي يعد واجهة لتطور أي دولة، ومن ثم فإن تطور الخدمات في قطاع البنوك في الإمارات يعكس التطور التكنولوجي للدولة، لافتاً إلى أن دور الشركة الرئيسي هو توفير إمكانية إتمام المعاملات المصرفية من خلال الشبكات البديلة بطريقة تفاعلية ومتداخلة. وعن إمكانية توفير صراف آلي يقدم خدمات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، قال حنا: إنه يمكن تنفيذ الخدمات والمعاملات التي تتم في الفروع من خلال أجهزة الخدمة الذاتية (الصراف الآلي).
وأكد أن «ديبولد» تهتم بفهم احتياجات العملاء، للعمل والتعاون معهم لتطوير حلول من خلال برامجها المبتكرة وخداماتها ومنتجاتها، مبيناً أنه إذا كان البنك يريد نقل المعاملات المصرفية الإسلامية إلى أجهزة الخدمة الذاتية، فلدينا الخبرة والقدرة على تقديم الحل الأمثل الذي يناسب احتياجاته.
وخلال إجابته على سؤال عن زيادة احتمالات تعرض ماكينات الصراف الآلي للإصابة ببرمجيات خبيثة لسرقة بيانات البطاقات وأرصدة العملاء، أكد حنا أن الأمن هو واحد من أهم سمات أجهزة الصراف الآلي التي أصبحت تتعرض لأنواع مختلفة من الهجوم سواء المادي، أو الاحتيال أو الهجوم الإلكتروني.
وقال: إن «ديبولد» أطلقت واحداً من الحلول الأمنية للصراف الآلي تعد الأكثر تطوراً وابتكاراً ضد محاولات التزوير وسرقة البيانات، يدعى «أكتيف إيدج» من شأنه أن يغير القواعد السائدة للحلول الأمنية.
الاتحاد