كشفت مصادر مطلعة أن موسكو تؤيد ترك الرئيس السوري بشار الأسد لمنصبه، شريطة ألا يؤدي تغيير القيادة إلى انهيار الحكومة السورية، وأن تضمن قدرة وضعها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار في سورية. من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، إن موعد انعقاد الجولة المقبلة من محادثات السلام لم يتحدد حتى الآن، مطالباً بضمانات لإنجاحها وحدوث تقدم.
وتفصيلاً، قالت مصادر مطلعة على اتجاهات التفكير في أروقة «الكرملين» إن روسيا ستؤيد ترك الرئيس السوري لمنصبه، لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة بأن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية. وأضافت المصادر أن ذلك قد يستغرق سنوات قبل أن يتحقق، وأن روسيا مستعدة خلال تلك الفترة لمواصلة دعمها للأسد، بغض النظر عن الضغوط الدولية لإبعاده عن مقعد القيادة في سورية.
وقال السفير البريطاني السابق لدى روسيا، السير توني برنتون، لـ«رويترز»: «روسيا لن تقطع صلتها بالأسد إلى أن يحدث أمران، أولاً حتى تصبح على ثقة بأنه لن يتم إبداله بشكل ما من أشكال سيطرة الإسلاميين، وثانياً حتى تضمن أن قدرة وضعها في سورية وحلفها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار».
وتقول مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية إن «الكرملين»، الذي تدخل العام الماضي في سورية لدعم الأسد، يخشى حدوث اضطرابات في غيابه، ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييراً كبيراً، كما يعتقد أن من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية.
وكانت موسكو قد أشارت إلى أن تأييدها للأسد له حدود. وقال دبلوماسيون روس إن «الكرملين» يؤيد الدولة السورية، وليس الأسد بصفة شخصية. كما قال الرئيس فلاديمير بوتين إن النظر في الأسلوب الذي يمكن به إشراك المعارضة في هياكل الحكومة السورية أمر يستحق العناء. وغذت هذه الآراء آمال الغرب في مساعدة روسيا في الوساطة لخروج الأسد عاجلاً لا آجلاً.
غير أن مصادر وثيقة الصلة بـ«الكرملين» تقول إنه لا توجد بوادر قوية على أن روسيا مستعدة لإبعاده قريباً.
وقالت إيلينا سوبونينا، محللة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو، الذي يقدم المشورة لـ«الكرملين»: «لا أرى أي تغييرات الآن في موقف روسيا بشأن الأسد، فالموقف هو نفسه، وما الداعي لتغييره؟».
في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 7031 مدنياً ومقاتلاً من الفصائل المقاتلة وعناصر «داعش»، جراء آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة خلال الأشهر التسعة الماضية، منذ بدء الضربات الروسية في 30 سبتمبر الماضي.
من جهة أخرى، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، أمام مجلس الأمن فجر أمس، إن موعد انعقاد الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية التي ترعاها الأمم المتحدة لم يتحدد حتى الآن، مضيفاً أنه ما من فائدة ترجى من الحديث دون توافر تأكيدات على حدوث تقدم.
وقال دي ميستورا للصحافيين بعد حديثه أمام مجلس الأمن عن عمله للتوصل لحل تفاوضي للحرب الأهلية الدائرة منذ خمس سنوات «لم أقترح أي موعد محدد في يوليو». وأضاف «لاأزال أتطلع لموعد في منتصف يوليو، لكن ليس بأي ثمن، وليس بلا ضمانات».
وتابع: «حين تعقد مؤتمراً أو تجري مباحثات، فإنك تريد أن تضمن توافر فرص جيدة للنجاح، فعقد مؤتمر هكذا لمجرد عقده شيء لا يرغب فيه أحد. يمكننا أن نفعل ذلك غداً إذا شئنا».
في الأثناء، قتل قائد عمليات القوات الحكومية السورية وعدد من الضباط والجنود، جراء قصف مقر قيادة القوات الحكومية في ريف حماة الشمالي. وأفاد مصدر ميداني سوري لوكالة الأنباء الألمانية بأن صاروخاً تسبب بمقتل أربعة ضباط، من بينهم قائد العمليات العسكرية في ريف حماة الشمالي، العقيد منير ديب، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين بجروح خطرة جداً، تم نقلهم إلى مستشفى حماة العسكري، حيث فارق أحدهم الحياة في وقت لاحق.
من جهة أخرى، قتلت القوات التركية، أمس، على الحدود السورية شخصين يشتبه في أنهما من أعضاء تنظيم «داعش»، كان أحدهما يخطط لتنفيذ هجوم انتحاري في تركيا.

الامارات اليوم