قال مسؤول بارز بحلف شمال الأطلسي «ناتو» أمس، إن الحلف لديه رغبة في تعزيز التعاون القائم مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودوله الأعضاء. وأوضح المسؤول في تصريحات للصحفيين على هامش أعمال قمة حلف الأطلسي التي تستضيفها العاصمة البولندية وارسو أن «الناتو» يسعى لتحقيق «أكبر قدر ممكن من التعاون» مع دول الخليج العربية في الحرب ضد الإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار بالمنطقة. وأشار إلى أن الحلف سيفتتح مركزاً لمبادرة إسطنبول للتعاون في دولة الكويت قريباً لتعزيز التعاون مع دول الخليج، مؤكداً في هذا السياق أن «الكويت لديها دور قيادي نشط جداً في مساعدتنا لفهم الوضع بالمنطقة».
ووافق قادة الحلف على توفير طائرات استطلاع ومدربين عسكريين لدعم التحالف الذي يكافح تنظيم (داعش) المتطرف في سوريا والعراق، بعد أن ظل حذراً لفترة طويلة تجاه المشاركة المباشرة في تلك الجهود. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج: «حلف شمال الأطلسي لديه قدرات فريدة لإحداث فرق.. سوف نوفر مزيداً من الدعم لشركائنا لكي يتمكنوا من تأمين بلادهم والتصدي للتطرف العنيف». وأوضح ستولتنبرج أن قادة الحلف العسكري اتفقوا خلال قمة في وارسو على إرسال مدربين إلى العراق مجدداً، حيث كان للحلف وجود هناك خلال الفترة من 2004 حتى 2011. وسوف يتوجه فريق إلى بغداد «قريباً» لبدء الاستعدادات، بحسب ستولتنبرج.
ووافق «الناتو» منذ عام على استئناف تدريب القوات العراقية، لكن كان يقوم بذلك في الأردن، حيث يقدم المشورة حول قضايا مثل إصلاح القطاع الأمني وأساليب مكافحة العبوات الناسفة والطب العسكري. وقال ستولتنبرج، إن قادة الحلف اتفقوا «من حيث المبدأ» على أن توفر طائرات الاستطلاع «أواكس» الخاصة بهم، الدعم إلى قوات التحالف. وستعمل الطائرات في المجال الجوي التركي والدولي من أجل فحص المجال الجوي فوق كل من العراق وسوريا.
وقرر الحلف أمس أن يمدد حتى 2017 مهمة «الدعم الحازم» التي ينفذها في أفغانستان، وحتى 2020 مساعدته المالية للقوات المسلحة الأفغانية، كما أعلن أمينه العام ينس ستولتنبرغ. وقال ستولتنبرغ لوسائل الإعلام في اليوم الثاني من قمة الحلف الأطلسي في وارسو «اتفقنا على تمديد مهمتنا (تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة) إلى ما بعد 2016». وأضاف «سنقوم بتخطيط إضافي في الأشهر المقبلة لتحديد حضورنا الشامل في 2017»، من دون «طرح تواريخ» تحدد المدى الزمني لاستمرار المهمة. وأوضح أن عدد جنود الأطلسي في أفغانستان سيبقى كما كان في 2016، أي 12 ألف عنصر، يشكل الأميركيون القسم الأكبر منهم.
وتعهدت بلدان الحلف الأطلسي من جهة أخرى الاستمرار في مساعدتها المالية للجيش والشرطة الأفغانيين حتى 2020. وأكد الأمين العام للحلف أن هذا المبلغ «يناهز مليار دولار» سنوياً، بمعزل عن الولايات المتحدة التي تقدم القسم الأكبر من المساعدة (3٫5 مليار دولار سنوياً). وقال إن «رسالتنا واضحة: أفغانستان ليست وحدها. نحن ملتزمون مساعدتها على المدى البعيد». وأضاف أن «الوضع في هذا البلد صعب وسيستمر صعباً… لكن القوات الأفغانية تحرز تقدماً».

الاتحاد