أعلنت الكويت أن مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها بين الحكومة الشرعية والانقلابيين دخلت مرحلة إجراء المزيد من المشاورات تمهيداً لاستئنافها خلال المرحلة المقبلة، إلى ذلك أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استمرار مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تعنتهم ورفضهم بنود السلام ومحدداته الواضحة والصريحة، في حين وصل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ظهر أمس، إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء السلطات الانقلابية.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد البكر، إن المشاورات اليمنية التي تستضيفها بلاده «دخلت مرحلة إجراء المزيد من المشارورات تمهيداً لاستئنافها خلال المرحلة المقبلة».
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» عن البكر تصريحه عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس «أن تلك المشاورات ستصل إلى ما يرضي الشعب اليمني ويحقق طموحاته وآماله، في ظل الحكمة التي تميزت بها القيادة الكويتية وبدعم الدول العربية والدول الشقيقة والصديقة».
وشدد مندوب الكويت على حرص بلاده على دعم العمل العربي المشترك والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
إلى ذلك، أشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مكانة وأهمية العلاقات الثنائية بين اليمن وأميركا وبريطانيا، وذلك من خلال مواقفهم الداعمة لليمن منذ التحولات التي شهدتها في العام 2011، جاء ذلك خلال استقبال الرئيس اليمني أمس كلاً من القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية ريتشارد رايلي، والقائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة في اليمن أندرو هنتر في مقر إقامته في الرياض.
وقال الرئيس اليمني «على الرغم مما لحق بالوطن وشعبه من قتل ودمار وحصار وتنكيل من قبل المليشيات التي استباحت المدن والقرى إلا أننا آثرنا السلام استجابة لدعوات الأشقاء والمجتمع الدولي وقراراته ذات الصلة وذهبنا إلى جنيف ومن ثم إلى الكويت نبحث عن السلام الذي يحقن الدماء البريئة انطلاقا من مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا اليمني كافه إلا أننا وللأسف لم نواجه إلا التسويف والتعنت من قبل الانقلابيين لبنود السلام ومحدداته الواضحة والصريحة».
كما تطرق الرئيس اليمني خلال اللقاء إلى جملة من المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني جراء حرب وحصار مليشيات الحوثي وصالح على المدن ومنع وصول الغذاء والدواء إليها، وانعدام خدمات الطاقة والكهرباء وتوقف المستشفيات عن العمل.
من جانبهما، أكد القائمان بأعمال السفارتين الأميركية والبريطانية دعم بلادهما لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن وصولاً إلى تحقيق السلام، مؤكدين أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة قبل عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة صنعاء كي تتمكن من الاطلاع بمهامها في ظروف مواتية وآمنة.
وفي لقاء منفصل آخر جمع بين الرئيس هادي والسفير الفرنسي لدى اليمن مارك جروجان، ثمن الرئيس هادي مواقف فرنسا الإيجابية مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تدعم أمن واستقرار اليمن ومساندة سلطاتها الشرعية.
وقال هادي: «إن اليمن وفرنسا تجمعهما جملة من المصالح الاقتصادية المشتركة التي نحرص على تعزيزها والحفاظ على تطويرها لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين». كما جرى خلال اللقاء تناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات في ظل الظروف الراهنة وذلك من خلال بذل الجهود المضاعفة للإسهام في تحقيق السلام والاستقرار لليمن.
من جانبه ثمن السفير الفرنسي بجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي وحرصه الدائم نحو السلام من خلال تجربة الحوارات السابقة وصولاً إلى مخرجاتها وكذلك جهوده الآنية في الدفع نحو السلام من خلال مشاورات الكويت.
وفي ذات السياق، استعرض نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي خلال لقائه في الرياض السفير المصري لدى اليمن يوسف الشرقاوي، ما تقوم به المليشيات من أعمال حرب وحصار ضد المدنيين، وتلكؤها في تنفيذ مسار مشاورات السلام المنعقدة في دولة الكويت برعاية الأمم المتحدة المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وما تم الاتفاق عليه في مشاورات جنيف وبيل السويسرية.
من جهته جدد السفير المصري دعم بلاده لأمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية، ودعم مصر لإنجاح مشاورات السلام المرتكزة على القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
في سياق آخر، وصل المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد ظهر أمس الأربعاء، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، قادماً من السعودية.
وأوضح مصدر مسؤول في مطار صنعاء الدولي، أن ولد الشيخ وصل المطار على متن طائرة قادمة من مدينة جدة السعودية.
وفي الوقت الذي لم يذكر المسؤول أي تفاصيل إضافية حول ذلك، لم يصدر حتى الآن بيان من مكتب ولد الشيخ حول طبيعة زيارته.
إلى ذلك، طالبت أحزاب وتنظيمات سياسية يمنية، القيادة السياسية والحكومة بتأجيل قرار المشاركة في الجولة الجديدة من المشاورات حتى تعلن المليشيات الالتزام الصريح بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 دون شروط مسبقة وبإشراف دولي وإقليمي.
كما أكدت الأحزاب على مطلبها بتحديد سقف زمني للمشاورات يلتزم به الطرفان، والالتزام بالنقاط الخمس لأجندة المشاورات التي تتضمن الانسحاب من المدن وتسليم السلاح ومؤسسات الدولة وإطلاق المعتقلين واستكمال العملية السياسية.
وأكدت الأحزاب والتنظيمات السياسية في بيان لها على ضرورة تنفيذ المليشيات لتعهداتها في جولة بييل السويسرية والمتعلقة بتنفيذ إجراءات بناء الثقة بما في ذلك الإفراج عن المعتقلين.
الاتحاد