كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته الجوية على مواقع مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في اليمن، وسط استمرار المعارك في معظم جبهات القتال. وقصفت المقاتلات تجمعات غرب تعز أسفرت – وفق مصادر ميدانية في المقاومة الشعبية – عن تدمير مستودع أسلحة في منطقة «مفرق المخا»، ومقتل أكثر من 20 متمرداً بينهم قيادات بارزة أحدهم يدعى «أبو طه». كما أصابت غارة جوية منطقة «كهبوب» الجبلية على الحدود بين لحج وتعز. وأكدت المقاومة مقتل 22 متمرداً في الاشتباكات العنيفة المتواصلة في منطقتي «الفراوش» و«بتع» ببلدة صبر الموادم. لافتة في الوقت نفسه إلى مواصلة المليشيات لليوم الثالث على التوالي، إغلاق المنفذ الوحيد إلى تعز ومنع دخول الأهالي والإمدادات الغذائية والطبية.
واستمرت المليشيات بإطلاق صواريخ كاتيوشا على مواقع الجيش الوطني والمقاومة جنوب وغرب تعز، وفي بلدة كرش شمال لحج. وقال المتحدث باسم المقاومة قائد نصر لـ«الاتحاد»: «إن الصواريخ والقذائف سقطت على مناطق آهلة بالسكان في كرش ما أسفر عن تضرر منزل وإصابة امرأة، إضافة إلى ترويع النساء والأطفال. كما استمرت الاشتباكات بين المقاومة والمليشيات في بلدة ذي ناعم وسط محافظة البيضاء حيث تحدثت مصادر عن مقتل اثنين من المتمردين.
وتواصلت أمس المعارك بين قوات الشرعية والمليشيات الانقلابية في صرواح في مأرب. واستهدفت ثلاث ضربات جوية للتحالف مواقع متفرقة للمليشيات في البلدة ومحيطها بعد هجوم بصواريخ كاتيوشا على تجمع للقوات الحكومية. كما استهدفت أكثر من 10 ضربات جوية مواقع للمليشيات في مدينة حرض الحدودية التي تشهد منذ الخميس الماضي معارك عنيفة، بعد تقدم قوات الشرعية واستعادة المنفذ الحدودي البري مع السعودية. وهاجمت مروحيات «الأباتشي» مخابئ وتحصينات للمليشيات داخل بنايات حرض المدمرة. وقالت مصادر إعلامية إن الضربات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين.
وطال القصف الجوي مواقع وتجمعات للمليشيات في محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين. واستهدفت أربع ضربات مواقع في منطقة «العطفين» ببلدة كتاف بالتزامن مع غارات على منطقة «النشور» وسط المحافظة. ودمرت غارة منزلاً في بلدة ضحيان القريبة من عاصمة المحافظة، بينما استهدفت غارة أخرى موقعاً في منطقة «الطلح» التجارية بالقرب من ضحيان. وشنت مقاتلات التحالف أيضاً غارات على مواقع للمليشيات في منطقتي «العقبة» و«الصبرين» ببلدة خب والشعف شرق الجوف بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في المنطقتين.

وأعلن قيادي حوثي بارز في الجوف انشقاقه عن الجماعة الانقلابية، وسلم نفسه الليلة قبل الماضية للقوات الشرعية. وقال القيادي في المقاومة الشعبية صالح العوجري: إن القيادي الحوثي حمد محسن جريم، سلم نفسه والمسلحين التابعين له للقوات الحكومية التي منحتهم الأمان والعيش في منازلهم تحت حمايتها. وقال الناطق باسم المقاومة عبدالله الأشرف: إن القيادي المنشق من قبيلة «بني نوف» المشهورة يعتزم وأتباعه الالتحاق بصفوف المقاومة بعد أن عرف حقيقة الحوثيين ومسيرتهم الكاذبة. ودعا رجال القبائل المحلية الموالين للحوثيين إلى التخلي عن الجماعة الانقلابية والعودة لمنازلهم ولهم الأمان.

إلى ذلك، ضبطت القوات اليمنية شحنة أسلحة أثناء محاولة تهريبها من أبين باتجاه مناطق نائية خاضعة لسيطرة المتمردين في البيضاء. وقال مصدر أمني لـ«الاتحاد»: إن نقطة تابعة لقوات الحزام الأمني في منطقة ردفان في لحج تمكنت من ضبط سيارة تحمل على متنها أسلحة وذخائر متنوعة، أثناء محاولة تهريبها، وأضاف أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص ويجرى التحقيق معهم حالياً.

وضبطت أجهزة الأمن في الحوطة مركز لحج، أحد الأعضاء البارزين في تنظيم «القاعدة» ضمن قائمة المطلوبين أمنياً. وأفاد مدير شرطة لحج العميد عادل الحالمي أن الأجهزة الأمنية تواصل خطواتها من أجل تعقب وضبط كل العناصر والقيادات الإرهابية في المحافظة، من أجل إعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتعزيز الأمن والاستقرار بشكل أكبر، موضحاً أن القيادي الموقوف الملقب بـ «الحرسي» موجود حالياً في يد الأجهزة الأمنية للتحقيق معه، إلى جانب عدد من قيادات وأعضاء التنظيم ممن تم اعتقالهم وضبطهم أو ممن سلموا أنفسهم طوعياً إلى أجهزة الأمن.
وفي عدن، نجا قائد معسكر رأس عباس العقيد عمر الصبيحي من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعت في مدخل المعسكر. وأفاد مصدر عسكري لـ«الاتحاد» أن العبوة انفجرت أثناء مرور الصبيحي أمام البوابة في منطقة صلاح الدين. كما نجا القائم بأعمال مركز شرطة مديرية دار سعد عايد مجمل من محاولة اغتيال نفذتها عناصر مجهولة أثناء مروره في حي السيلة بمديرية الشيخ عثمان، لكنه أصيب إصابات بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم إدارة شرطة عدن عبدالرحمن النقيب، أن هناك تصعيداً إجرامياً من قبل عصابات ومجاميع إرهابية تستهدف المنشآت الحكومية ورجال الأمن والمقاومة الشعبية في عدن بغية إقلاق السكينة وإحداث أكبر كم من الإرباك للمشهد. وأضاف أن الأعمال التخريبية تأتي في إطار تعطيل مسيرة تطبيع وعودة الحياة في عدن وبقية محافظات الجنوب المحررة من سيطرة القوى الانقلابية.
ودعا وزير الدولة في الحكومة اليمنية هاني بن بريك إلى نهضة شعبية كبرى لقتال تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وقال في تصريح: إن استهداف قيادات المقاومة ومشايخ الدعوة والتي كان آخرها خطيب مسجد الرحمن في المنصورة عبدالرحمن الزهري، يتطلب من الجميع التصدي لهذه التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أنه لا بد من نهضة شعبية لقتالهم.

الاتحاد