اعتاد الأميركيون على الخلاف والاختلاف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في القضايا الداخلية والخارجية، لكن ما هو خارج عن المألوف أن يكون الخلاف داخلياً في بيت الديمقراطيين والجمهوريين قبل 4 أشهر على الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث إن ترشيح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في مؤتمر الحزب في فيلادلفيا تم بعد احتجاجات عارمة من أنصار منافسها القديم بيرني ساندرز، كما استقالت رئيسة الحزب ديبي شولتز إثر فضائح بشأن تحيز داخل قيادة الديمقراطيين ي لصالح كلينتون لعرقلة حملة ساندرز في السباق الرئاسي، فيما أظهر أيضاً مؤتمر الجمهوريين في كليفلاند انقسامات في صفوفه، حيث رفض المرشح الجمهوري في الانتخابات التمهيدية تيد كروز إعلان دعمه لإمبراطور العقار دونالد ترامب..

وفيما يتعلق بالحزب الديمقراطي، فوضعه ليس جيداً أيضاً، إذ تكشف فضيحة تسريبات ويكيليكس المسربة خططاً لتدمير ساندرز، والسخرية من إرثه في هذا الحزب، بينما تنعدم الثقة في كلينتون لدى مؤيدي ساندرز، حيث يرونها تجسيداً لحزب يسيطر عليه وول ستريت والسياسات الليبرالية الجديدة .

ورغم المحاولات من قبل الديمقراطيين لاحتواء فضيحة ويكيليكس وضمان عدم تأثيرها على اختيارات الناخب، يبقى السؤال المركزي في ذهن قيادات الحزب هو كيف سيصوت مؤيدو ساندرز في الانتخابات العامة مع إدراكهم بتلاشي الحمية والحماس لمرشحة الحزب المفترضة. وهل سيرتد عدد من الناخبين الديمقراطيين عن ولائه ويصوت لصالح ترامب.

ويؤكد محللون أن هذا التغيير «غير الديمقراطي» في الحزب الديمقراطي يعزز فرص ترامب، الذي استغل الخلاف داخل الحزب المنافس للحصول على أصوات الممتعضين من كلينتون، وممن دعموا ساندرز للسباق الرئاسي. وذلك سيرجح كفته في الانتخابات الرئاسية.

ودفعت هذه التطورات الحزب الديمقراطي إلى العمل على إعاقة تقدم ترامب، حيث سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى جعل القضية وطنية واتهام ترامب بالخيانة بلجوئه لروسيا لضرب استقرار البلاد في وقت يشهد الحزب الجمهوري اتساع شقة الخلاف داخل صفوفه نتيجة صعود مرشح لا يدين لولائه التام للحزب ولا يتقيد بسياساته وتحالفاته.

ويؤكد محللون أن ترامب، الذي رفضه كبار الجمهوريين لشهور عديدة معتبرين أنه شخصية هامشية مسلية ستدمر نفسها، قام بشن عملية للاستحواذ وإعادة صبغ الحزب بوجهة نظره الخاصة، مشيرين إلى أن ما خلفه ترامب لا يمكن اعتباره رؤية جمهورية للولايات المتحدة أو حتى مجموعة من المبادئ المشتركة التي قد تدفع الحزب للأمام.

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المرشحة الديمقراطية إلى الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون لن تستسلم قبل تدمير تنظيم داعش، في حال وصولها إلى رئاسة الولايات المتحدة.

وقال أوباما في خطاب ألقاه أمام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المنعقد في فيلادلفيا في الولايات المتحدة «أعرف أن هيلاري لن تتوقف طالما تنظيم داعش لم يدمر. ستذهب حتى النهاية في مهمتها، وستفعل ذلك من دون اللجوء إلى التعذيب ومن دون حظر ديانات بكاملها من دخول أراضينا».

البيان