بدأت، اليوم الاحد، في اسطنبول آخر تظاهرة مؤيدة للديموقراطية في ختام ثلاثة اسابيع من التعبئة الشعبية تلبية لطلب الرئيس رجب طيب اردوغان بعد محاولة الانقلاب في تركيا منتصف يوليو الماضي.

وقالت مصادر إخبارية ان مئات الاف المتظاهرين تجمعوا في منطقة يني قابي ملوحين بالاعلام التركية في حضور معظم القادة السياسيين.

ويتوج «تجمع الديمقراطية والشهداء» في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في إسطنبول ثلاثة أسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها أنصار أردوغان في ميادين بأنحاء مختلفة من البلاد رافعين أعلام تركيا.

وتعهد أردوغان بتخليص تركيا من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي يتهم أردوغان أنصاره في صفوف قوات الأمن والقضاء والجهاز الإداري بتدبير محاولة الاستيلاء على السلطة الشهر الماضي والتخطيط لإسقاط الدولة.
وندد كولن -الذي كان حليفا لأردوغان في السنوات الأولى بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحاكم السلطة في 2002- بالانقلاب ونفى الاتهامات.

وتعرض عشرات الآلاف للإيقاف عن العمل أو الاعتقال أو الاحتجاز لحين التحقيق في أعقاب محاولة الانقلاب ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة والقضاء وصحفيون وعاملون في المجال الطبي وموظفون، مما أثار المخاوف بين حلفاء تركيا الغربيين من أن أردوغان يستغل الأحداث لإحكام قبضته على السلطة.

وكتب على لافتات وزعت على المنازل الليلة الماضية للإعلان عن رحلات مجانية بالحافلات والعبارات وقطارات الأنفاق وصولاً إلى مكان التجمع عبارات مثل «النصر للديمقراطية والميادين للشعب».

وزين هذا الشعار لافتات علقت على جسور ومبان في أنحاء مختلفة من البلاد.

ودعا أردوغان زعماء المعارضة العلمانية والقومية الذين دعموا الحكومة ونددوا بالانقلاب إلى إلقاء كلمة أمام الحشود في مشهد يأمل أن يصور أمة موحدة تتحدى الانتقادات الغربية.
وكتب كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري وهو حزب علماني معارض تغريدة على موقع تويتر قبل التجمع قال فيها «الطريقة الوحيدة للقضاء على الانقلاب هي إحياء القيم التي تأسست عليها الجمهورية. يجب إعلان هذه القيم التي تشكل وحدتنا بصوت عال في يني قابي».

وصدمت محاولة الانقلاب التي وقعت يوم 15 يوليو وقتل فيها أكثر من 230 شخصاً المجتمع التركي الذي كانت آخر مرة يرى فيها انقلاباً عسكرياً للاستيلاء على السلطة بالقوة عام 1980.

حتى إن خصوم أردوغان فضلوا استمراره في السلطة عن نجاح الانقلاب الذي كان متوقعاً أن يعيد تدخلات الجيش التي شهدتها تركيا في النصف الثاني من القرن العشرين.

وعلى مدى السنوات الماضية استغل أردوغان خصومه من العلمانيين والقوميين -الذين يبغضون أيضاً حركة الخدمة التي أسسها كولن- لتقويض سلطة جنرالات الجيش العلمانيين الذين تساورهم الشكوك حول حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية. ولا تزال الانتقادات الصادرة من هؤلاء محدودة فيما يتعلق بحملة التطهير التي يتعرض لها أنصار كولن لكنهم أثاروا تساؤلات حول حجم ونطاق الاعتقالات.

الاتحاد