الفجيرة نيوز – خديجة علي
يفضل الشباب في أيامنا هذه الوظيفه ذات الراتب القار على أية حرفة مهما كان عائدها المادي ، ذلك لأن الحرف تتطلب جهدا كبيرا ، و قد يتطلب البعض منها العمل في ظروف قاسيه كمهنة الحداده التي انقرضت أو كادت تنقرض بعد أن هجرها الشباب .
لكن الشاب المواطن راشد العنتلي أحد سكان دبا الفجيرة كان له رأي آخر في هذا الموضوع ، حيث ارتأى أن يمارس مهنة أجداده ليصبح من الشباب القلائل الذين يعملون في الحداده.
يقول راشد : كانت الحداده حرفة أخي الأكبر ، و هو الذي شجعني على ممارستها ، البداية كانت صعبه و لكنني اجتهدت لأتقن حرفة أجدادي حتى لا يضيع التراث عملا بقول الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ” الي ماله أول ما له تالي ”
وأضاف : رغم ارتفاع درجات الحراره و الشرر المتطاير من الحديد ، أحببت حرفة الحداده و مارستها بكل جد و اخلاص في زاوية صغيرة خصصتها داخل مزرعتي لصناعة بعض الأدوات الزراعية مثل ( المسحة، الداس ،مياسم ،الخصين ،العنتلة ،محش ) وغيرها الكثير من الأدوات التراثية التي كان الأجداد يستخدمونها في شتى المجالات الزراعية والبحرية .
يدرك راشد العنتلي جيدا مدى التطور الذي تعرفه الامارات في شتى المجالات ، كما يدرك أن الأدوات التي يقوم بصناعتها لم تعد تفي بالغرض حيث حلت محلها آلات متطوره إلا أنه يشارك بما يصنع في مختلف المعارض و المناسبات الوطنيه كمعرض الصيد والفروسية 2013، مهرجان الحصن بأبوظبي هذا العام ومهرجان البطائح في الشارقة و لم يكتفي بعرض منتجاته فحسب بل فضل ممارسة حرفة الحداده أمام أعين الزوار الذين يعبرون في كل مرة عن استغرابهم من هذا الشاب المواطن الذي يمارس هذه الحرفة الصعبه.
واختتم العنتلي حديثه :أتمنى أن يهتم شباب الامارات بحرف الأجداد للمساهمة في حفظ التراث من الاندثار و أن يعلموها للأجيال القادمه ، كما أتمنى أن تكون هناك دورات مختصه تعلم هذه الحرف حتى لا تضيع مع الزمن .
تصوير : أحمد نور