نزع اتفاق لإطلاق النار حول مطار طرابلس في ليبيا تمّ التوصّل إليه أمس بين «كتائب الزنتان» و«ثوار مصراتة»، فتيل المواجهات بين طرفي الصراع، إذ نصّ على تسلّم جهة محايدة السيطرة على منشآته مع عدم شموله مواقع عسكرية جنوبي العاصمة الليبية، وسط تحذيرات الحكومة من دخول البلاد إلى «دولة فاشلة».

وتوصّلت المليشيات الليبية التي تخوض مواجهات مسلّحة للسيطرة على مطار طرابلس الدولي فجر أمس إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، في أعقاب طلب الحكومة مساعدة الأمم المتحدة لمنع البلاد من الانهيار.

وينص الاتفاق الذي أكّده الجانبان المتنازعان لوكالة الصحافة الفرنسية على وقف لإطلاق النار حول المطار، وتسليم قوة محايدة السيطرة على منشآته. وجاء في نسخة من الاتفاق وضعت على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ «الطرفين التزما في اجتماع توسّط فيه مجلس مدينة طرابلس بوقف إطلاق النار والانسحاب من المطار».

توقّف نيران

في السياق، أكّد مختار الأخضر أحد قادة كتائب ثوار الزنتان اتفاق وقف النار الذي تمّ التوصل إليه برعاية المجلس المحلي لطرابلس، موضحاً أنّ «إطلاق الصواريخ على المطار توقّف مساء الخميس». من جهته، أشار الناطق باسم كتائب مصراتة الإسلامية أحمد هديّة أنّ «الاتفاق يلحظ وقفاً للنار فقط حول المطار، ولا يشمل مواقع عسكرية أخرى تسيطر عليها كتائب الزنتان لاسيّما في جنوب العاصمة».

قوّة ثالثة

بدوره، قال الناطق باسم المجلس المحلي لمدينة الزنتان محمود الحتويش إنّه «تمّ التوصّل لاتفاق على وقف إطلاق النار في مطار طرابلس الدولي، بعد خمسة أيام من القتال بين ثوار الزنتان وثوار مصراتة حولت أكبر مطار في ليبيا إلى ساحة حرب وأحدثت أضراراً بالمرافق والطائرات»، مضيفاً إنّ «قوة من منطقة أخرى من ليبيا غير الزنتان ومصراتة ستتولى حماية المطار بموجب اتفاق اقترحه رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني».

أزلام قذافي

واعتبر قادة من كتائب مصراتة في بيان لهم بثّه تلفزيون محلي أنّ المواجهات حول المطار «معركة الثوار ضد أزلام النظام السابق». وأغلق المطار منذ الأحد الماضي لفترة غير محدّدة بسبب الهجوم الذي شنّه ثوار مصراتة سعياً لطرد كتائب الزنتان التي تسيطر على المطار منذ العام 2011. وأكّدت كتائب مصراتة رفضها لإعلان الحكومة الليبية أنّها تدرس إمكان طلب تدخل قوات دولية لمساعدتها في بسط الأمن والنظام في البلاد.

طلب مساعدة

وكانت ليبيا طالبت أول من أمس مجلس الأمن الدولي المساعدة في حماية منشآتها النفطية وموانئ تصدير النفط والمطارات المدنية، محذّرة من أنّ التردّد في تقديم المزيد من المساعدات الدولية ينذر بتحوّل ليبيا إلى دولة فاشلة.

ووجه وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز مناشدة للمجلس ليأخذ قضية ليبيا على محمل الجد «قبل فوات الأوان»، موضحاً أنّ «الحكومة المركزية الليبية أضعف من أن تسيطر على الكتائب المسلّحة».

وفيما تحوّل مطار طرابلس الدولي لساحة حرب منذ أن هاجمه مقاتلون بأسلحة ثقيلة لانتزاع السيطرة عليه من كتائب منافسة، تسبّبت احتجاجات على مدى شهور في حقول النفط والموانئ إلى انهيار عوائد الحكومة العام الماضي. يذكر أنّ الصراع يذكي المخاوف من تحوّل ليبيا إلى دولة فاشلة عاجزة عن السيطرة على المليشيات التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 لكنها تتحدّى الآن سلطة الدولة.

البيان