طالب غلوم طالب
تحيا الأمم والشعوب والدول على إرث حضاري كبير، وماضٍ تليد، وموروث عميق، وحاضر مستشرف، ويوم سعيد متجدد لأن دورة الحياة الحالية سريعة لا ترحم.
ومن يتأخر عنها يكون في آخر الركب ينتظره الخروج من كل شيء ومن كل تنافس، وأوله الخروج من السباق الحضاري نحو التقدم والاستدامة والتطور والبناء والنماء. اليوم تتسابق الدول والشعوب معاً على تطوير الإنسان أياً كان مواطناً أو مقيماً أو زائراً أو حتى مهاجراً من خلال منظومة من القيم الإنسانية النبيلة التي تربط بين الناس، وتوثق العلاقات بينهم.
فالحياة ليست إسمنتا وعمراناً وبناءً وجداراً وبرجاً أو ماركة بل هو الإنسان بكل ما تحمله كلمة الإنسان من معانٍ عظيمة، وعند الاستشهاد والتمثيل بنموذج عالميٍ واضح وجلي في هذا المجال.
نقف تقديرا لدولة واعدة حضارية هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي هي في أول المشهد نرى دولةً في الطليعة تسابق الحواضر في سباقها الجميل في احترامها للإنسان المواطن أو المقيم أو الزائر من خلال كلمة واحدة تسمى التسامح.
لقد بات التسامح، سمة وشعاراً إماراتياً خالصاً، تستأثر به دولة الإمارات العربية المتحدة التي تضرب أروع الأمثلة على التسامح باحتضانها لما يقرب من مئتي جنسية وقومية بعقائدهم وأفكارهم وتقاليدهم وعاداتهم المختلفة، ورغم هذا تتمتع بأعلى مستوى من الأمن والأمان والاستقرار في العالم، يحق لهذه الدولة أن تتسم بصفة التسامح، وأن تتميز بوزارة للتسامح في حكومتها.
إن التسامح السلوكي لشعب دولة الإمارات أصبح مثلاً وواقعاً وشاهداً دامغاً، والدليل تشاهد 202 جنسية تقريباً على أرضها تتعايش بسلام وأمن وأمان وراحة وسعادة تربطهم لغة التسامح بكل تجلياتها وليتعدد هذا التسامح إلى التسامح الديني والتسامح الثقافي والتسامح الأخلاقي والتسامح الحضاري.
وترى المواطن الإماراتي بكل أريحية ونبل يتقبل الآخر القادم من كل أصقاع وبقاع العالم من غربه وشرقه ليعمل هنا، ويعمر هنا، ويستثمر هنا.
أي تسامح حضاري تصنعه دولة الإمارات العربية لتقدم إلى البشرية مواقف ودروسا كبيرة ولأنها كبيرة تحتاج إلى عقول راقية تستوعبها وتعي ماهيتها.
فالتشريعات والقوانين والأنظمة في دولة الإمارات العربية المتحدة تُعلي من شأن الإنسان فيها ولا تميّز أحداً أو ترفع أحداً أو تنزل من قدر أحد.
كلهم سواء أمام القانون والعدالة، فالإرث الحضاري للمؤسسينِ الشيخ زايد والشيخ راشد رحمهما الله، أسس دولة متسامحة وشعبا متسامحا، يقبل ويعيش مع الآخر دون تكلُّف أو تصُّنع أو زيف، والذي يعيش هنا يستشعر بقيمة هذا التسامح عندما يسافر ويشاهد ويرى من حوله من حروب وصراعات مستعرة و مستمرة.
علماء المسلمين أكدوا أن دولة الإمارات هي النموذج الذي يجب طرحه أمام اليمين المتطرف والإسلاموفوبيا، باعتبار أن الإمارات تمثل لكل المسلمين، خاصة في الغرب، رمز التطور والانفتاح، وهي الدولة التي نجحت في ترسيخ التسامح والارتقاء بالإنسان المسلم.
وهكذا يفتخر كل مسلم بالإمارات لأنها قبلة التعايش، المتميزة بالاعتدال والتوازن والتسامح وسعة الأفق والتعاون على العيش الكريم والمشترك مع الغير.
وقد أشاد العالم كله بالنموذج الإماراتي في مجال التعايش السلمي وتطبيق الوسطية والاعتدال والتسامح، مثمنين تمسك دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بسياسة ومنهجية الوسطية في الإسلام والعمل من أجل ترسيخ مبادئ التآخي والاعتدال.
البيان