بالإعلان رسميا عن وفاة الرئيس الأوزبكي، إسلام كريموف، الجمعة، عن عمر يناهز 78 عاما، يكون مسار طويل وشائك من الحكم قد طويت صفحته في أزوبكستان.
الرئيس الذي تعرض لوابل من الانتقادات الحقوقية، قيد حياته، ظل يقدم نفسه حاميا لدولته الواقعة في آسيا الوسطى من الجماعات المتشددة.

وجعل كريموف الذي قاد الجمهورية السوفيتية السابقة إلى الاستقلال عن موسكو، تيمور لنك، حاكم آسيا الوسطى في القرن الرابع عشر، صاحب الميل إلى القتل الجماعي، بطلا قوميا لأوزبكستان.

ولم يتساهل كريموف مع أي شكل من أشكال المعارضة خلال 27 عاما قضاها في سدة الحكم، إذ رفض ضغوطا لإصلاح الاقتصاد الأوزبكي الضعيف، كما حرص بيقظة شديدة على استقلال بلاده عن روسيا والغرب.

وفي موقفه الرافض بشدة، كعادته، للدعوات الغربية لاحترام حقوق الإنسان، قال كريموف، في 2016 ” لا تتدخلوا في شؤوننا بحجة دعم الحرية والديمقراطية..لا تقولوا لنا ماذا نفعل ومن نصادق وكيف نوجه نفسنا.”، وفقا لما ذكرت “رويترز”.

وتحولت أوزبكستان، وهي دولة يسكنها 32 مليون نسمة وتقع على طريق الحرير القديم الذي يربط آسيا وأوروبا، واحدة من أكثر الدول انعزالا في عهد كريموف.

وكرر كريموف تحذيراته، غير ما مرة، من التهديد الذي يشكله المتشددون لاستقرار منطقة آسيا الوسطى الشاسعة المساحة والغنية بالموارد الطبيعية.

لكن المنتقدين يرون أن كريموف يبالغ في تقدير الأخطار لتبرير إجراءاته الصارمة ضد المعارضة السياسية، وفق ما نقلت رويترز.

وتم تجميد علاقات أوزبكستان مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعدما قمعت قواته انتفاضة شعبية في بلدة أنديزهان الشرقية في مايو 2005، وذكرت تقارير لشهود عيان وجمعيات حقوق الإنسان أن مئات المدنيين قتلوا.

وأقفل كريموف قاعدة عسكرية جوية أمريكية في أوزبكستان كانت قد أقيمت بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

وقام الغرب بفرض مجموعة من العقوبات على أوزبكستان؛ منها رفض منح كبار المسؤولين الأوزبكيين تأشيرات دخول مما دفع كريموف إلى السعي إلى تحسين العلاقات مع روسيا، زعيمة الاتحاد السوفيتي السابق.

لكن ما إن خفف الغرب حدة موقفه تدريجيا تجاه أوزبكستان؛ وهي منتج للقطن والذهب والغاز الطبيعي، حتى وفر كريموف طريق عبور حيويا للإمدادات للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة.

ورأى كريموف النور في 30 يناير سنة 1938 ، وهو ابن لأم طاجيكية وأب أوزبكي، ونشأ في دار حكومية لرعاية الأيتام وارتقى لاحقا بسرعة في صفوف الحزب الشيوعي السوفيتي.

وشغل كريموف عضوية المكتب السياسي السوفيتي، كما ترأس الحزب الشيوعي الأوزبكي من 1989 إلى أن انهار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

سكاي نيوز