نظرت محكمة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا ‏أثناء جلستها التي التأمت أمس برئاسة القاضي محمد الجراح، في 6 قضايا أمن منفصلة، متهم فيها 7 أشخاص، منهم إماراتي متهم بالشروع في قتل أميركي وتفجير قناتين فضائيتين إقليميتين بالدولة، واتهام شقيقتين إماراتيتين بإنشاء موقع إلكتروني تابع لتنظيم إرهابي وتقديم أموال لعدد من أعضائه ونشر عبارات ساخرة للإضرار بسمعة وهيبة ومكانة الدولة، والسعي إلى الانضمام لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وتحبيذ أفعال «داعش» الإرهابي عبر نشر صور لعلمه، واتهام أربعة بارتكاب جرائم إرهابية باستهداف منشأة سياحية في أم القيوين بالمتفجرات، فيما حجزت عدداً من القضايا للحكم بعد الاستماع لمرافعات الدفاع.

وتفصيلاً، أنكر المتهم (ع.م.ج.) إماراتي 29 عاماً، تهمة الشروع في قتل أميركي (إ.م.ب).

وكانت نيابة أمن الدولة وجهت إلى المتهم تهمة الشروع في قتل الأميركي مع سبق الإصرار والترصد، بأن عقد العزم على ذلك، وراقبه في أثناء ممارسته الرياضة بأحد شوارع منطقة الباهية في أبوظبي، وعند اقترابه منه صدمه بمركبته عدة صدمات متعاقبة بقصد قتله، ما أحدث فيه عدة إصابات، كما أنه سعى للانضمام إلى تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، مع علمه بحقيقة التنظيم، إذ بحث عنه في المواقع الإلكترونية المناصرة له وعن الطريقة التي تمكِّنه من الانضمام إليه، كما أنه سافر إلى تركيا لكنه لم يتمكن من الدخول إلى سوريا ما دفعه إلى العودة إلى الدولة، وممارسة عمله من داخلها، كما خطط لارتكاب جرائم إرهابية داخل الدولة، حيث خطط لتفجير قناتين فضائيتين باستخدام المتفجرات، وروج وحبذ لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين، إذ نشر على المواقع الإلكترونية صوراً لعلم «داعش» ومحاضرات لزعيمه الإرهابي أبوبكر البغدادي، وشارك في تحبيذ الأعمال الإرهابية، إضافة إلى أنه أنشأ وأدار حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بغرض نشر معلومات عن تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين بقصد الترويج والتحبيذ لأفكارهما، وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى الثالث من أكتوبر المقبل للاستماع إلى مرافعة الدفاع.

وباشرت المحكمة في نظر قضية اتهام كل من الشقيقتين الإماراتيتين الأولى (ع.ع.م) 39 سنة، والثانية (أ.ع.م) 43 سنة، حيث وجهت نيابة أمن الدولة للمتهمة الأولى، تهمة إنشاء وإدارة موقع إلكتروني، نشرت عليه أخباراً ومعلومات لتنظيم القاعدة والأنشطة والأعمال التي يقوم بها للترويج والتحبيذ في تنظيم إرهابي، ومعلومات تسهل الاتصال بين أعضائه، وقدمت أموالاً لعدد من أعضاء التنظيم الإرهابي، وهم (م.ف) و(إ.ح.ع) و(أ.س) و(ع.ح) و(ط.ع)، كما أمدت شخصين آخرين في التنظيم الإرهابي، وهما (م.ف) و(ع.ح)، بالأدوات المبينة في محضر القضية، وتعاونت مع تنظيم القاعدة الإرهابي، بأن نقلت الرسائل المشفرة عبر برنامج إلكتروني من المدعو (م.ف) إلى أعضاء التنظيم لإعانة التنظيم على تحقيق أهدافه مع علمها بغرضه، ونشرت معلومات على الموقع الإلكتروني نعتت حكومة الإمارات بعبارات ساخرة بقصد الإضرار بسمعة وهيبة ومكانة الدولة، وأما المتهمة الثانية فاشتركت بطريق المساعدة مع المتهمة الأولى في ارتكاب الجرائم الإرهابية بوصف الاتهام الثاني والثالث، بأن ساعدتها على إمداد أعضاء التنظيم الإرهابي بالأموال والأدوات المبينة بها مع علمها بحقيقتهم.

ومن خلال الجلسة بعد توجيه الاتهام، أنكرت الشقيقتان جميع الاتهامات، وقررت المحكمة تأجيل الدعوى إلى جلسة 3 أكتوبر المقبل بناءً على طلب محامي الدفاع للاستماع للمرافعة النهائية.

أما القضية الثانية التي نظرتها المحكمة فقد شهدت في بداية تداولها وقوع مشادة كلامية بين المتهم الأول وأحد المتهمين، حيث قام المتهم الأول بتهديد المتهم الآخر بالقتل أمام مسمع هيئة المحكمة، فقام القاضي بتسجيل التهديد في محضر الجلسة، وقرر تأجيل القضية إلى جلسة 3 أكتوبر المقبل، وذلك للاطلاع على التقرير الطبي للمتهم الأول.

وكانت نيابة أمن الدولة قد أحالت المتهمين إلى القضاء بوصف، أن المتهم الأول (ع.ح.ك) إماراتي 25 سنة، سعى إلى الانضمام إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مع علمه بحقيقته وأغراضه، بأن خطط للانضمام إليه وبحث في المواقع الإلكترونية المناصرة للتنظيم عن الطريقة التي تمكِّنه من الانضمام إليه ولم يتمكن من ذلك، وآثر العمل داخل الدولة، كما روّج المتهم لتنظيمين إرهابيين آخرين هما تنظيم القاعدة وتنظيم «داعش» الإرهابيين، وذلك بأن نشر على المواقع الإلكترونية المبينة بالتقرير الفني صوراً لعلم «داعش» ومحاضرات لأبوبكر البغدادي، وأنشأ وأدار موقعاً في برامج التواصل الاجتماعي «أنستغرام» للترويج والتحبيذ لبرامج وأفكار تنظيم القاعدة، ونشر عليه معلومات عن تنظيمي القاعدة و«داعش» بقصد الترويج، وكان ذلك بغرض إرهابي.

أما المتهمان الأول والثاني (ع.ح.ج) فلسطيني الجنسية 24 سنة، فقد وجهت لهما النيابة تهم التخطيط لارتكاب جرائم إرهابية داخل الدولة، باستخدام المتفجرات باستهداف منشأة سياحية في أم القيوين، وأما المتهم الثالث (ح.س.م) إماراتي الجنسية 30 سنة، فعلم بوقوع جريمة إرهابية وهي تخطيط المتهمين الأول والثاني لارتكاب جرائم إرهابية داخل الدولة، واستخدام المتفجرات في استهداف المنشأة السياحية في أم القيوين بغرض إرهابي.

أما القضية الرابعة فقد دفع محامي الدفاع حسن الريامي ببطلان أمر إحالة موكله الإماراتي (خ.م.ر) 32 عاماً، وببطلان أمر القبض، وطالب بتعديل وصف الاتهام في القضية من الالتحاق إلى السعي للالتحاق بصفوف تنظيم «أحرار الشام» الإرهابي، وتلقيه تدريبات عسكرية، لعدم توافر دوافع إرهابية، كما أنه دفع بنفي علم المتهم بأمر سعيه للتنظيم.

وأوضح الريامي أن موكله كان كثير السفر إلى تايلاند لسنوات طويلة، ونصحه ذووه بالالتحاق بأحد المساجد والالتزام، إلا أنه تعرف إلى مشايخ الظلام على حدِّ قوله وزرعوا في رأسه أفكاراً خاطئة، وسهلوا له مهمة السفر إلى تركيا، حيث وصل إلى مدينة أضنا، ثم انتقل إلى مدينة أنطاكيا، ومنها إلى منطقة الريحانية في رحلة استمرت 16 ساعة، حيث التقى خلال تلك الفترة بأحد الأشخاص المنتمين للتنظيم، وبعدها تعرض لسرقة هاتفه النقال وأمواله، ما دفعه للاتصال بأقاربه وإخوته لمساعدته على الخروج من تركيا والعودة إلى الدولة، بعد الإبلاغ عن مكان وجوده.

وأضاف أنه فور عودة موكله إلى أرض الدولة فوجئ بوجود عناصر الأمن في المطار الذين ألقوا القبض عليه، مطالباً ببراءة موكله، أو إيداعه أحد مراكز المناصحة، وحددت المحكمة الـ10 من أكتوبر المقبل للنطق بالحكم.

وفي القضية الخامسة، دفع محامي الدفاع علي العبادي بانتفاء أركان الجريمة الإرهابية في حق موكلة (ع.ع.ب)، وذلك بعد اتهامه بالترويج لتنظيم «داعش» الإرهابي، وبأنه يشكل خطورة إرهابية على نفسه والمجتمع، موضحاً أن موكله لم يتواصل مع أي شخص له علاقة بتنظيم «داعش» ولم يصدر منه أي فعل بتبني الفكر الإرهابي.

وأوضح أن موكله في عام 2013 كان يتابع مواقع التنظيم وأخباره بناءً على موقعه في العمل، إلا أنه لا يوجد ضده أي دليل ملموس أنه جلس مع أشخاص حسنوا له الانضمام إلى التنظيم، وما وجدته النيابة في هاتفه من مقاطع وأناشيد، لا يثبت تبنيه الفكر الإرهابي، كما أن الأوراق خلت من كون موكله تعاطى في وقت سابق مواد مخدرة، إذ إن الشاهد في القضية لم يقدم أي دليل يثبت هذه الادعاءات، وطالب ببراءة موكله، فيما حددت المحكمة جلسة الـ10 من أكتوبر المقبل للحكم.

في القضية السادسة ترافع المتهم (ج.ع.ح) إماراتي يبلغ من العمر 31 عاماً، عن نفسه أمام هيئة المحكمة، حيث دفع المتهم بانتفاء أركان الجريمة وهي الخطورة الإرهابية، مشيراً إلى أنه شاهد مقاطع فيديو متعلق بالتنظيم وأنه لا تربطه بالتنظيمات الإرهابية أي علاقة، وأن التهمة المنسوبة إليه كانت بسبب سفره إلى الأردن عام 2013، إلا أنه قضى فيها 24 ساعة فقط، وكان برفقته شخص عربي لازمه في أثناء زيارته غرب الأردن، وتناقش معه عن أمور المعيشة في الأردن.

وأضاف أنه لم يواجه مشكلة عند عودته، ما دفعه إلى التفكير في السفر للمرة الثانية إلى الأردن بغرض السياحة، إلا أنه فوجئ بمنعه من السفر للاشتباه في أمره، وسألوه عن نفسه لفترة طويلة، مؤكداً أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم ويتبنى الفكر الوسطي، لتقرِّرَ المحكمة حجز القضية للحكم إلى جلسة 10 من أكتوبر المقبل.

البيان