في الوقت الذي تصارع فيه أوروبا زي «البوركيني» الذي يغطي سائر الجسد ومحاولة بعض البلدات الفرنسية منعه باعتباره يشكل اضطهاداً للنساء، بدأ في إسطنبول «أسبوع الموضة المحتشمة» والذي اتسمت أزياؤه بألوانها الزاهية وتصميماتها الإبداعية.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الحدث جاء ضمن مساعي إسطنبول لأن تصبح عاصمة للموضة الإسلامية، خاصة بعدما أصبح الرداء الإسلامي في تركيا رمزًا للتحرر الديني من قيود العلمانية.

فبعد أن كان ينظر إلى الحجاب تحت حكم النظام العلماني المتشدد في تركيا باعتباره رمزاً للرجعية، وحظره في المكاتب الحكومية والمدارس، وبينما كانت فرنسا منخرطة في الجدل حول البوركيني، نجحت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة في خلخلة المزيد من التابوهات القديمة، عندما سمحت لأول مرة للضباط من النساء بارتداء الحجاب أثناء أدائهن عملهن.

وقد أدى الحجاب، الذي لم يعد محلًا للسخرية في تركيا إلى تحفيز ثورة موضة إسلامية، اكتملت بظهورها في بيوت الموضة، والمجلات، والمدونات، وموقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام».

وقال كريم تور، المدير التنفيذي السابق لإحدى شركات التكنولوجيا والذي يدير الآن بيت الأزياء الإسلامية «مودانيزا» في إسطنبول: «غرضنا الأساسي أن نجعل النساء يشعرن شعوراً أفضل، وأن يشعرن بالبريق ويتألقن من الداخل، حتى وإن كن محجبات».
وأشار تور إلى أنه لم يأت من أسرة متدينة بشكل خاص، لكنه يدعم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يمكن القول إن سياساته قد جعلت من عمله شيئا ممكناً، وتابع: «أمي محجبة، لكن أختي ليست محجبة، إنها عائلة تركية تقليدية».

وكان تور قد نظم أسبوع الموضة المحتشمة في إسطنبول، وهو ذلك المعرض الفاخر الذي أقيم بمحطة قطار في حدث هو الأول من نوعه في المدينة، حيث عرض مصممون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي مجموعاتهم هناك، على الرغم من أن معظم العارضات كن غير مسلمات.

وأوضح تور أن السبب هو أن العارضات الروسيات والشرق أوروبيات أطول من النساء التركيات، وهن مؤهلات بشكل أفضل للعرض و«أسهل في عرض البريق».

الاتحاد