تناولت خطبة الجمعة اليوم موضوع «الشباب» وعالجت دورهم في تقدم الأوطان ورقيها.
وأكدت الخطبة أن الله خلق الإنسان وكلفه بطاعته وإعمار الأرض، ونشر الخير فيها. ومضت الخطبة «إن تقدم الأوطان يحتاج إلى طاقات الشباب، فهم ذخر الوطن وعدته، وقوته وطاقته، وقلبه النابض، وثروته المتجددة، وحاضره المشهود، ومستقبله الموعود، وهل الخير إلا في الشباب. نعم فالخير كل الخير في الشباب، فلديهم آمال وطموحات، وقضايا وتحديات، وبهم تنهض المجتمعات، وتتحقق الإنجازات، وفيهم الهمة والعطاء، والخير والبناء، ولديهم مؤهلات وقدرات».
وذكرت الخطبة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم باغتنام قدرات الشباب، فقال: «اغتنم خمسا قبل خمس، وذكر منها: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك…. وإن اغتنام الشباب يجعلهم أهم قوة وطنية لبناء الحاضر، وركناً أساسياً في رحلة الانتقال إلى المستقبل».
وأوضحت الخطبة أن «قيادتنا الرشيدة تضع الشباب في أولويات اهتماماتها، وتثق بقدرتهم على التحدي والتميز والنجاح، فخصصت لهم وزارة للشباب، وأقامت مجلس الإمارات للشباب، واستثمرت في تعليمهم وتثقيفهم وصقل خبراتهم، وتنمية مهاراتهم، والارتقاء بمعدلات أدائهم، وتأهيلهم على أسس مستقبلية مستدامة، وتشجعهم على الإبداع والابتكار، ورفع معنوياتهم، لينطلقوا بقوة إلى آفاق المستقبل، ويتحملوا مسؤوليتهم كاملة نحو وطنهم الذي يفخر بهم، ومن واجبه عليهم أن يجتهدوا في المضي به قدماً لتحقيق طموحاته عملاً بقوله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)».
وحثت الموعظة الأسبوعية، الشباب على رد الجميل إلى الوطن وهو ما يتطلب من الشباب العمل الجاد، «والحرص على الارتقاء باستمرار، وتقديم رؤى إبداعية لتطوير الأفكار، والتزود بالعلم والمعرفة، وقد قدم لنا القرآن الكريم أنموذجاً شاباً في الاجتهاد في العلم حيث قال الله عز وجل ليحيى عليه السلام: (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً). أي: الفهم والعلم والجد والعزم، والإقبال على الخير، وهو في ريعان الشباب».
وأكدت الخطبة على أنه يتعين على الشباب أن يجتهدوا في دراستهم ويخلصوا في وظائفهم وأعمالهم، ويحترموا قانون دولتهم، ويحافظوا على تلاحم وطنهم الغالي، فهو أمانة بين أيديهم.
وأوضحت أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت على الشباب، مضيفة «إن الذي يعرف تاريخ قيام الاتحاد يدرك جيدا أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين وضعوا ثقتهم في الشباب، وحفزوهم على التعلم وتطوير أنفسهم لخدمة وطنهم، فأغلب المتعلمين في ذلك الوقت من خريجي الجامعات كانوا من الشباب في العشرينيات من أعمارهم، فتولوا المهام، لبناء دولة الإمارات بكل إخلاص وعزم، وعملوا بلا كلل ولا ملل، وكانوا على قدر المسؤولية، وإن الشباب اليوم مطالبون بمواصلة مسيرة الآباء، والحفاظ على إنجازاتهم، فبالشباب الواعي ترقى الأمم، وبالأخلاق تدوم مكانتها، وبالقيم النبيلة، والأخلاق الفاضلة نحافظ على حضارتنا، ونحمي منجزات وطننا».
أوصت الخطبة الشباب بـ«تقوى الله عز وجل، وترسيخ القيم النبيلة لتثبيت هويتهم، وتعزيز تلاحمهم، وتعميق روح الانتماء لوطنهم، والولاء لقيادتهم وحكامهم، والتحلي بالأخلاق الكريمة، وهي الرسالة التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عنها: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وإن الشباب بكريم أخلاقهم، وجميل صنيعهم، وحسن فعالهم، يعبرون عن المبادئ الأصيلة للوطن المستمدة من ديننا الحنيف، وأخلاق الآباء والأجداد، ويحرصون على نشر عاداته وتقاليده بين الأجيال لتدوم على مر الزمان».
كما أوصت الآباء والأمهات على القيام بدورهم في توجيه ودعم الشباب إناثا وذكورا لتحقيق طموحاتهم.
وختمت الخطبة بالدعاء «اللهم وفق رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد، وأدم عليه موفور الصحة والعافية، واجعله يا ربنا في حفظك وعنايتك، ووفق اللهم نائبه وولي عهده الأمين لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد، والشيخ مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا».
الاتحاد