تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» مشروع قرار بالحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية المحتلة، ما دفع إسرائيل إلى تعليق تعاونها معها. واقتحم 170 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي صباحاً، بينما يسعى قادة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى زيادة عدد المستوطنين اليهود المقيمين فيها إلى مليون مستوطن.

وتم اعتماد القرار بعد تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة عليه بشكل نهائي، بعد أن كانت لجنة تابعة للمنظمة صوتت عليه الخميس الماضي وأقرته، ليكون تصويت المجلس التنفيذي نهائياً ولا رجعة فيه، رغم الضغوطات الإسرائيلية الكبيرة على الدول الأعضاء لثنيها عن دعم القرار.

وصادقت الدول الأعضاء بما فيها المكسيك التي قاطع مندوبها اليهودي التصويت على القرار العربي في التصويت الأول، ما كلفه منصبه أمس الأول بقرار من حكومة بلاده، للمرة الثانية ظهر أمس على مشروع القرار العربي الذي يؤكد أن الحرم بما فيه «جبل الهيكل والحائط الغربي»، مكونات أساسية من المسجد الأقصى وحرمه، وأن إسرائيل قوة محتلة للقدس، لا «أورشليم».
وكانت إسرائيل قد استبقت تصويت أمس، بتعليق تعاونها مع المنظمة الدولية احتجاجا على نص يمثل وفقاً للاحتلال «إنكاراً للتاريخ ويعطي دعماً للإرهاب».

وينص مشروعاً القرارين اللذين تم اعتمادهما الخميس 13 أكتوبر، خلال جلسة لإحدى لجان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونيسكو» بأغلبية 24 صوتا مقابل 6 أصوات معارضة وامتناع 26 عضواً عن التصويت وغياب ممثلي دولتين، على «الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية»، واعتبار المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقعا إسلامياً مقدساً ومخصصاً للعبادة.

ويطالب المشروع إسرائيل بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتى سبتمبر من عام 2000، «إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد»، كما يطالب إسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد، مؤكداً أن تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ويرفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب.

وأثار هذا النص غضباً واسعاً لدى الحكومة الإسرائيلية التي قالت إن القرار «ينكر العلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وجبل الهيكل». فيما دعت الولايات المتحدة منظمة اليونيسكو إلى عدم اعتماد القرار، معربة عبر الناطق بلسان الخارجية الأميركية عن قلقها حيال تكرار هذه القرارات السياسية، واصفاً إياها بـ «غير المفيدة».

وتقدمت بالنص الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وسلطنة عمان وقطر والسودان. وصرح نائب السفير الفلسطيني في اليونيسكو منير أنسطاس أن القرار «يذكر إسرائيل بأنها قوة محتلة للقدس الشرقية، ويطلب منها وقف جميع انتهاكاتها» بما في ذلك عمليات التنقيب حول المواقع المقدسة. وهي المرة الثانية خلال هذا العام التي تكون فيها «اليونيسكو» ساحة للتوترات بين الدول العربية وإسرائيل.
وفي شأن متصل، اقتحم صباح أمس قرابة 170 مستوطناً المسجد الأقصى المبارك تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت دائرة إعلام الأوقاف الإسلامية أن من المتوقع أن يرتفع العدد لاحقا. وتمت الاقتحامات من باب المغاربة وبمجموعات متتالية تحرسها قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال، حيث تصدى المصلون وطلبة العلم في الأقصى لاقتحامات المستوطنين وجولاتهم الاستفزازية بهتافات التكبير الاحتجاجية. من جهة أخرى، تتجه أنظار الحكومة الإسرائيلية إلى أراضي الضفة الغربية، حيث دعا قادة المستوطنات اليهودية إلى رفع عدد المستوطنين المقيمين فيها إلى مليون مستوطن.

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهاء الإغلاق الشامل المفروض على أراضي الضفة الغربية، وأعاد فتح المعابر إلى غزة. وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية تعزيز قوات جيش الاحتلال في أنحاء القدس، خاصة البلدة القديمة ومحيطها، إضافة إلى نشر قوات كبيرة من الشرطة في أنحاء الضفة بينما تقرر رفع مستوى التأهب الأمني في المناطق كافة.

الاتحاد