أعلنت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، أن 14 شركة عالمية متخصصة في بناء محطات تحلية المياه، تتنافس على بناء أكبر محطة للتحلية في إمارة أم القيوين، بالتناضح العكسي، ضمن أكبر مشروع لتحلية المياه في المنطقة، يشمل إنشاء 4 محطات أخرى في الفجيرة وأم القيوين وعجمان، وبطاقة تحلية تصل إلى 150 مليون جالون يومياً.
وأوضح محمد محمد صالح، مدير عام الهيئة، أن الشركات المتأهلة عبارة عن تحالفات دولية متخصصة في إنشاء محطات تحلية المياه، جرى اختيارها لدخول مناقصة الهيئة الخاصة بإنشاء محطة المياه الجديدة في إمارة أم القيوين، والتي ستكون بسعة 45 مليون جالون، وهي الأكبر في الهيئة في الوقت الحالي.
وكشف صالح لـ «الاتحاد» أن المحطة الجديدة التي ستصل تكلفتها لحوالي مليار درهم سيتم تمويلها وتشغيلها بنظام المنتج المستقل، حيث ستكون الهيئة المشتري الوحيد للمياه المحلاة بعقد يصل إلى 25 عاماً، ويأتي تنفيذها ضمن خطط الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021، والتي تستهدف رفع طاقة الهيئة من المياه المحلاة لمواكبة النمو السكاني المطرد بالمناطق التي تغطيها، إلى جانب دعم التنمية في القطاعات الصناعية والتجارية والسياحية، وغيرها.
وأضاف: لدينا خطة لبناء 4 محطات أخرى في الفجيرة وعجمان وأم القيوين، بقدرة إنتاجية مجتمعة تصل إلى 150 مليون جالون، لتلبية حاجة الهيئة من المياه المحلاة خلال السنوات المقبلة حتى 2030، والتي جاءت بناء على الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة بتعزيز هذا القطاع الحيوي والمهم، والحفاظ على مخزون المياه الجوفية للأجيال القادمة، وتعزيز ثقافة ترشيد المياه والطاقة كعامل مهم في دعم الخطط المستقبلية.
قال محمد محمد صالح، مدير عام الهيئة: سيتم اختيار الشركة المنفذة للمشروع خلال فبراير المقبل للبدء في إنشاء المحطة المزمع الانتهاء منها في عام 2020، حيث سيتم ربطها فور الانتهاء من تنفيذها بشبكة الهيئة الموحدة، مع التركيز على تغذية إمارتي أم القيوين وعجمان وأجزاء من رأس الخيمة لمواجهة الطلب المفاجئ على المياه.
وتابع: المحطات الأخرى التي سيجرى تنفيذها تباعاً عبارة عن محطة في الفجيرة بسعة 60 مليون جالون، ستكون الأكبر بين محطات الهيئة، وخلال الشهرين المقبلين سيتم الإعلان عن المناقصة الخاصة بها، وتصل تكلفة تلك المحطة لحوالي مليار و200 ألف درهم، كما تعتزم الهيئة إنشاء محطتين أخريين في كل من أم القيوين بسعة 45 مليون جالون، ومحطة أخرى في منطقة الزوراء بعجمان.
ضخ المياه
وبين أن هذه المحطات سيتم إنجازها تباعاً على مدى السنوات الخمس المقبل، لترفع الإنتاج النهائي للهيئة من المياه إلى 200 مليون جالون يومياً، مشيراً إلى أن إجمالي ضخ المياه في شبكات الهيئة حالياً يتراوح بين 110 و115 مليون جالون يومياً، تنتج الهيئة نحو 50% منها، ويتم استيفاء بقية المياه من شبكة كهرباء ومياه أبوظبي في عدد من مناطق الربط مع الشبكة.
وأضاف: خطط الهيئة حالياً، ووفق الرؤية الحكومية الشاملة لقطاعي الكهرباء والماء، يجرى تنفيذها على 4 محاور متوازية، هي رفع الإنتاج عبر بناء محطات التحلية الجديدة، وتعزيز التخزين عبر إنشاء خزانات بسعات كبيرة في جميع مناطق الهيئة، وشبكات التوزيع التي تشمل إحلال الشبكات القديمة ومد الشبكات للمناطق الجديدة، والمحور الرابع يتمثل في تنفيذ خطة شاملة لترشيد الاستهلاك والنزول به إلى المعدلات العالمية، حيث لا يزال الاستهلاك المحلي أعلى من الاستهلاك العالمي المتعارف عليه سواء في قطاع الكهرباء أو الماء، مشيراً إلى تحقيق معدلات نجاح كبيرة في هذا الاتجاه.
تقليل الفاقد
وأوضح صالح أن هناك خطة لتقليل الفاقد من المياه بإحلال الشبكات القديمة، ورفع كفاءتها في جميع المناطق التي تغطيها الهيئة، إلى جانب إنشاء الخزانات الكبيرة للمياه، والتي من شأنها تعزيز قدرة الهيئة على التخزين وزيادة المخزون الاستراتيجي من المياه المحلاة، لافتاً إلى أن الهيئة لا تألو جهداً في سبيل تطوير منظومة العمل في استراتيجيتها، والتي تستهدف توفير الدعم المتميز في خدمات الكهرباء والماء للمتعاملين، بالإضافة إلى تطوير وتحسين خدماتها للمتعاملين، وتعزيز المسؤولية تجاههم، من دون أن تغفل ضمان تقديمها بجودة عالية وكفاءة وشفافية وفي الوقت المحدد.
وأكد أن ترشيد استخدام المياه والكهرباء يعد أحد أهم التحديات التي تواجهها الهيئة، ووضعت العديد من المبادرات المبنية على دعم التنمية المستدامة، من خلال المحافظة على الموارد المائية، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة الكهربائية، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة.
ترشيد المياه
وأشار إلى أن الهيئة انتهت من تركيب 22000 جهاز ترشيد مياه على نفقتها لما يزيد على 1000 متعامل ضمن جائزة الإمارات للترشيد، والتي تمكنت الهيئة من خلالها من توفير ما يزيد على 53 مليون جالون مياه، وبعد أن أثبتت بيانات الاستهلاك الشهرية بنهاية عام 2015 أن نسبة استهلاك سكن المواطن من المياه مثلت 81% مقارنة مع بقية الفئات، قررت الهيئة تطوير برنامجها لترشيد استهلاك المياه، من خلال تركيب أجهزة ترشيد المياه على نفقتها لما يزيد على 60 ألف مستهلك في فئة سكنى المواطن، ضمن برنامج يمتد لعامين ابتداءً من العام الجاري 2016 .
وأضاف: رصدت الهيئة مبلغ 15 مليون درهم لتركيب أجهزة ترشيد المياه، كما تسعى لحث جميع شركائها في القطاع الحكومي لتبني تركيب أجهزة ترشيد المياه، بعد استمرار شركائها في الحكومة الاتحادية بوزارة التربية والتعليم ووزارة العدل ووزارة الداخلية المشاركين في عام 2015 في تحقيق نتائج إيجابية في معدلات استهلاك الميا، حيث حققت 60 مدرسة من المدارس، المشاركة ببرنامج تركيب أجهزة ترشيد المياه، وفراً في استهلاك المياه وصل إلى 14.5 مليون جالون في الفترة من يناير وحتى أغسطس 2016، مقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق بنسبة خفض بلغت 20%. كما حقق 60 مسجداً في الفترة نفسها وفراً يزيد على 3 ملايين جالون مياه بنسبة خفض 10%. وحققت وزارة العدل ما يقرب من 1.5 مليون جالون مياه بنسبة خفض بلغت 24%، أما وزارة الداخلية متمثلة في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بالفجيرة فقد تمكنت من توفير ما يزيد على 68 ألف جالون مياه بنسبة خفض بلغت 11%، وذلك في ثلاثة مبانٍ.
كفاءة الاستهلاك
وبين أن الهيئة، وسعياً منها لرفع كفاءة الاستهلاك بمساكن المواطنين الأعلى استهلاكاً للكهرباء والماء، تعمل على تعيين بيت خبرة متخصص لإجراء التدقيق الفني لعدد 100 مسكن من مساكن المواطنين الأعلى استهلاكاً بجميع المناطق التي تخدمها الهيئة، والعمل على تدقيقها لتحديد أسباب ارتفاع الاستهلاك، وتقديم التوصيات الفنية للتحسينات بها لرفع كفاءة الاستهلاك، عبر استبدال أنظمة الكهرباء والماء، وتركيب أنظمة أكثر كفاءة في الاستهلاك، ومراقبة نمط الاستهلاك، وتحديد نسب خفض الاستهلاكات المتحققة بعد تغيير الأنظمة، لتحديد مدى جدوى المبادرة وتعميمها على الآخرين، وفقاً للنتائج الفعلية المتحققة.
الطاقة المتجددة
وأوضح أنه، بغرض دراسة أفضل أنظمة الطاقة المتجددة، نفذت الهيئة مشروعاً تجريبياً بإمارة عجمان لدراسة تقنية أنظمة الإضاءة (Induction)، بالتنسيق مع شركة أمكو سولارا التايوانية، الرائدة في تصنيع أنظمة الإضاءة. وقد كانت النتائج المتحققة بنهاية النصف الأول من عام 2016 إيجابية، حيث تحققت نسب خفض في استهلاك الكهرباء في حدود (60-62%). وسيتم مراقبة معدلات الاستهلاك لفترة عام، تنتهي بنهاية فبراير القادم، ليتم بحث نموذج الشراكة الأمثل، وتبحث الهيئة تنفيذ مشاريع تجريبية إضافية لبحث أنظمة الإضاءة بتقنية (LED) بمختلف الطرق والمباني، مشيراً إلى أن الهيئة تسعى لنشر الوعي والتأثير على السلوك الاستهلاكي لدى متعامليها بالمناطق التي تغطيها، بأهمية ترشيد استخدامات الطاقة الكهربائية والماء كخيار استراتيجي يتعلق باستدامة الخدمات وقضايا أمن الطاقة، عبر تنفيذ ورش عمل ومحاضرات، والمساهمة مع الجهات المعنية في المعارض والفعاليات المختلفة، وتقديم المشورة الفنية للمتعاملين، لتشجيعهم على تبني ممارسات وتقنيات لرفع كفاءة استهلاك الكهرباء والماء بمساكنهم ومبانيهم المختلفة.
دعم تعرفة الاستهلاك ورسوم التوصيل
أكد صالح أن الهيئة مستمرة في دعم المواطن في تعرفة استهلاك الكهرباء ورسوم التوصيل وهذه الأسعار ثابتة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ عام 2002، مشيراً إلى أن نسبة الدعم لا تقل عن 50% سواء لرسوم التوصيل أو الاستهلاك، وبخصوص قرار الزيادة الأخير على رسوم التوصيل فقد جاء بناء على دراسات مستفيضة تم إجراؤها وتبين من خلالها الخسائر المالية الكبيرة التي تتحملها الهيئة نتيجة الارتفاع المطرد في كلفة شراء مواد التوصيل وعقود التركيب مع المقاولين، وعلى ضوء ذلك تم مراعاة أن تكون الزيادة معقولة ولا تثقل كاهل المواطنين وضمن الأسعار المعمول بها في الهيئات الأخرى المثيلة في الدولة.
ولفت إلى أن هذا القرار سيساهم في ترشيد استخدام الكهرباء عبر تقليل أحمال الكهرباء في المخططات المقدمة للمساكن على الرغم من عدم وجود حاجة فعلية إلى هذه الأحمال، مؤكداً أن الهيئة تقوم باجتماعات دورية مع الاستشاريين ويتم توجيه الإرشادات والنصائح إليهم بعدم المبالغة في كمية الأحمال المقدمة بالمخططات لمساكن المواطنين كما أن الهيئة على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة والدعم الفني مجاناً إلى المتعاملين في هذا الشأن.
شبكات التوزيع
أشار مدير عام الهيئة إلى أن الهيئة انتهت من تنفيذ عدد من المشروعات الحيوية الخاصة بشبكات التوزيع في جميع المناطق التي تغطيها ومن بينها مشروعات في رأس الخيمة وعجمان والفجيرة وأم القيوين ودبا، مثل خطوط نقل وتوزيع مياه بمنطقة ضاية والظيت برأس الخيمة، وشبكات خطوط نقل وتوزيع المياه بمنطقة الجرف الصناعية بعجمان، ومشروع تمديد شبكات نقل وتوزيع المياه بمنطقة المدام والشعبيات التابعة لها على طريق دبي – نزوى، والمناطق من دوار الغريفة حتى منطقة العويد ومن المتوقع الانتهاء منها قبل نهاية العام الحالي، كما يجرى تنفيذ مشروع تمديد شبكات نقل وتوزيع مياه بمنطقة الحلوة بعجمان لنقل المياه من محطة الزوراء إلى مناطق الحلوة والتوسعات السكنية الجديدة بالمنطقة ومتوقع الانتهاء منه في النصف الثاني من العام المقبل
الاتحاد